2012/07/04
ندى الأزهري- دار الحياة يـــديـــر بــرنـامج «هـــــوامـــــش ثقافـيـــة» على الفضائية السورية حوارات هادئة حول قضايا شائكة، تحتاج أحياناً أكثر من حلقة لمعالجة كل جوانبها. في حلقته هذا الأسبوع تناول علاقة الطفل بالصورة، وكيف يمكن تحويلها من «صورة كسولة إلى صورة فاعلة تحرك مخيلة الطفل». «المشاهدة تحصر الخيال ولا تحرضه»، يقول الضيف، وهو مستشار إعلامي ومشتغل في مجال الصورة، و «هامش الربح قليل حين تحمل هماً ثقافياً». ثمة أسئلة شيقة من نوع كيف يمكن الصورة تفعيل ملكات الطفل؟ لم نحصل لها على جواب، فالحديث يتشعب أحياناً في حوارات كهذه ويبتعد من السؤال. لكن رداً جاء من الضيفة الثانية كاتبة أدب الأطفال مريم خير بك، على سؤال عنوان الحلقة «ماذا بقي من أدب الأطفال في عصر الصورة؟»، وضعت فيه الإصبع على الجرح اذ وصفت الحال الآن بأنها «في أسوأ شكل»، وأن الأمر «يعنينا كأفراد قبل مطالبة الدولة». ووضعت المسؤولية على الأهل بالدرجة الأولى على رغم أن «المساحة التي يستطيع فيها الفرد العمل من خلالها تصغر أكثر فأكثر». قول حكيم وبديهي، ومن شدة بديهيته كدنا ننساه. الأهل بالدرجة الأولى صحيح، لكن مساحة الحركة تضيق وتضيق. فماذا يستطيع الأهل وحدهم أن يفعلوا أمام الموجة الجارفة للصورة، لا سيما إذا كانوا هم أنفسهم لا يقرأون ويجلسون ساعات أمام التلفزيون؟ وكيف يمكن إقناع الأهل أنفسهم بتخصيص ساعات محددة لهم ولأبنائهم للجلوس أمام التلفزيون، وبدلاً من اعتمادهم الحل الأسهل، أي «وضع» الطفل أمام التلفزيون للتخلص من مشاكساته وضجيجه. أسئلة كان يمكن البرنامج معالجتها وطرح الاقتراحات لها. أيضاً كان يمكن الإشارة إلى «خطر» التلفزيون من حيث انه يعوّد على الكسل، وهو نفسه العدو الأول للقراءة، فعدا عن الوقت الذي يسلبه منها، لا يحاول التشجيع على القراءة، وقليلة جداً هي البرامج التي تفعل ذلك. كم مرة رأينا أحداً يمسك بكتاب في مسلسل، أو يحكي عن قراءاته مثلاً؟ كم مرة تواجدت مكتبة في الديكور، في «الفيلات» الضخمة التي تحفل بكل شيء إلا بالكتب؟ كم برنامجاً يخصص للإصدارات لعرضها أو لتحليلها؟ حتى برامج «من الصحافة» في التلفزيون، لا تهتم سوى بنقل العناوين السياسية الواردة في الصحف، وحين تحاول الحديث عن الأخبار الثقافية، تسرد خبراً «طريفاً» تنزل به عن عاتقها عبء الاهتمام بالخبر الثقافي «الثقيل».