2012/07/04
غسان يوسف - الثورة
« كلما كبرت الكذبة، كلما سهل تصديقها»« الدعاية الناجحة يجب أن تحتوي على نقاط قليلة وتعتمد التكرار»
هذا الكلام لوزير الدعاية السياسية في عهد هتلر جوزيف غوبلز لكن إياكم أن تظلموا الرجل .. فالرجل مات وكان في زمان غير زماننا، فاليوم لدينا ألف غوبلز ولكن مع فارق بسيط أننا في القرن الواحد والعشرين وأن التقنية التي يمتلكها هؤلاء لم تكن بحوزة غوبلز ( المسكين ) !
فإصرار بعض القنوات الفضائية العربية على عرض الأفلام المفبركة والمستوردة عن المظاهرات في سورية وعلى الرغم من انفضاح أمرها حتى من أبسط المشاهدين يؤكد أن قنوات الدعاية والتحريض هذه تصر على فعلتها تطبيقا لمقولة غوبلز ( جديد ) في اعتماد التكرار وتصديق النفس , أي نظرية الكذب الممنهج وكأن هذه الفضائيات تعود بعملها أيضا ليس إلى عهد غوبلز إنما إلى عهد لويس الرابع عشر الذي كان يردد « أنا الدولة والدولة أنا» لتقول : « أنا الإعلام والإعلام أنا « ليعيدنا هذا القول إلى القرن السادس عشر ! ليطبق القائمون على الفضائيات العربية هذا القول بحرفية عالية في القرن الحادي والعشرين فلا يتقبلون التصويب والتصحيح بل يصرون على الخطأ حتى لو انكشف !
من هنا كثرت أخطاء الفضائيات العربية نتيجة اعتماد القرار الخطأ والرأي الواحد ومحاولة تغييب الرأي الآخر التي كانت تدّعي أنها أنشئت من أجله !
فأغلب الفضائيات العربية تصر على هذه الفكرة وتطبقها بطريقة وأخرى لتحطيم معنويات الشعوب العربية ولتؤكد أمرا أن المال السياسي هو من يحرك الإعلام العربي وأن الإعلام المسمى مستقبلاً وخاصاً في العالم العربي وخصوصا في الدول السائرة في الفلك الأميركي لا يهمها قول الحقيقة وإنما رضا السيد الأميركي أولا آخرا وهي حاضرة لأداء هذا الدور .
لكن لا بد من القول : إن الإعلام لا يحتمل الكذب ومن يستغبي الناس هو أغبى الناس !