2012/07/04
الشروق المصرية
سيبقى يوم 27 مارس محفورا في ذاكرة الملايين من عشاق الفنان الراحل أحمد زكي، ففي مثل هذا اليوم من عام 2005 رحل الفتى الأسمر عن عالمنا بعد صراع مرير مع سرطان الرئة ورحلة علاج طويل إنتهت بجنازة مهيبة ربما لم يظفر بها فنان مصري غيره.
دفن الفنان الراحل يوم 27 مارس .. والمفارقة العجيبة أنه اليوم التالي لذكرى ميلاد طليقته وأحب الناس إلى قلبه، كما أكد كثيرا، الفنانة الراحل هالة فؤاد حيث ولدت يوم 26 مارس. ويرى كثير من النقاد والجمهور أن زكي "الأفضل على الإطلاق في تاريخ السينما المصرية" ولم يأت ذلك من فراغ، وإنما نتيجة شعبية جارفة حققها على مدى مشواره الفني الطويل.
ويكفي أن إدارة الفندق الذي كان يقيم فيه قبل رحيله كانت قد كشفت أن الراحل استقبل خلال الفترة من 18 أبريل الماضي وحتى 18 يوليو 2005 نحو 422 ألف رسالة إلكترونية للإطمئنان على صحته.بخلاف 17 ألف باقة ورد وصلت من معجبيه من المصريين والعرب بالإضافة إلى 3250 طردا من جميع أنحاء العالم يحمل بعضها "حبة البركة" من اليمن ومياه زمزم من السعودية وأعشابا طبية من الصين والسودان ونباتات برية للعلاج من موريتانيا وغذاء ملكات نحل أرسله عربي مقيم بالدنمارك جلبه من أوزبكستان، بالإضافة إلى آلاف المصاحف والسبح والتعويذات.
ولد أحمد زكي عام 1949 بالزقازيق محافظة الشرقية ، وهو الإبن الوحيد لأبيه الذي توفى بعد ولادته، وتزوجت أمه بعد وفاة زوجها، فرباه جده، حصل على الإعدادية ثم دخل المدرسة الصناعية، حيث شجعه ناظر المدرسة الذي كان يحب المسرح، وفى حفل المدرسة تمت دعوة مجموعة من الفنانين من القاهرة، ونصحوه بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية.
وأثناء دراسته بالمعهد، عمل في مسرحية "هالوا شلبى"، وتخرج في المعهد عام 1973، وكان الأول على دفعته، عمل في المسرح في أعمال ناجحة جماهيريا مثل (مدرسة المشاغبين ،أولادنا في لندن، العيال كبرت)، وفى التليفزيون لمع نجمه في مسلسلي (الأيام ، هو وهى).
وكان للسينما النصيب الأكبر من أعمال الراحل، فقدم (أنا لا أكذب ولكنى أتجمل، نهر الملح ، والرجل الذي فقد ذاكرته مرتين)، عمل في العديد من الأفلام التي حصل منها على جوائز عديدة.
وللفنان الراحل في قائمة أحسن مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية عدة أفلام منها (أبناء الصمت لمحمد راضي عام 1974 ، البريء للمخرج الرائع عاطف الطيب عام 1986، الحب فوق هضبة الهرم لعاطف الطيب عام 1986، وزوجة رجل مهم لمحمد خان عام 1988، أحلام هند وكاميليا لمحمد خان أيضا عام 1988).
وظل زكي من قلائل الفنانين الذين قدموا تقريبا جميع الأدوار والشخصيات على الشاشة فقدم المدمن وتاجر المخدرات والمعلم والموظف البسيط وضابط الشرطة ولاعب الملاكمة والكاراتيه والطيار والصحفي والجندي المحارب وجندي الحراسة والسائق والمصور والفتوة والمطرب والهارب والمحامي والمدرس والدجال والبواب والوزير ورئيس الجمهورية.
تعامل مع أبرز مخرجي السينما المصريين وبالتحديد مخرجي الواقعية الجديدة من أمثال عاطف الطيب في البريء، الهروب، ومحمد خان في موعد على العشاء، العوامة "، أيام السادات وداوود عبد السيد في أرض الخوف، واختاره يوسف شاهين لفيلم إسكندرية... ليه؟ وخيري بشارة وشريف يحيى وصلاح أبو سيف واشرف فهمي وعلي عبد الخالق ومحمد فاضل وإيناس الدغيدي وطارق العريان وسمير سيف ويوسف فرنسيس وشريف عرفة.
وزكي هو الفنان الوحيد الذي توفي أثناء تمثيل فيلم سينمائي وأكمل إبنه الفيلم بدلا منه وهو الفنان هيثم أحمد زكي ،كان أول أفلامه هو أبناء الصمت 1974 وآخر أفلامه هو حليم 2004 ..
أما أول بطولاته المطلقة فكان "المدمن" مع نجوى إبراهيم 1983، اشتهر في مراحل حياته بأسماء بعض أدواره الناجحة مثل المحامي مصطفى خلف في "ضد الحكومة" عن مافيا التعويضات في مصر وعبد السميع في فيلمه الرائع "البيه البواب" وسفروت في "الباطنية" والمعلم أحمد أبو كامل في "شادر السمك". وبالنسبة لحياته الشخصية فقد تزوج من الفنانة المعتزلة الراحلة هالة فواد وأنجبا إبنهما الوحيد هيثم أحمد زكى لكنهما انفصلا قبل وفاته.