2012/07/04
نضال بشارة - السفير
تابع الفنان أيمن زيدان في شخصية د. أحمد عبد الحق في الجزء الثاني من «يوميات مدير عام» ما قدمه في الجزء الأول، عبر التنكر لمرات عدة، ليتمكن من كشف ألاعيب الموظفين والفساد التي تعاني منها المديرية التي أوكلت إليه إدارتها، بعد إلحاح من صديقه الوزير. لكن في ذلك يكمن ضعف العمل. فمسألة تنكر زيدان في شخصيات معينة، وإن كانت تنم عن مهارة من الناحية الفنية، إلاّ أنها تستحضر تقنياً ما تابعه المشاهدون في الجزء الأول، وهي لا تشكّل عنصر مفاجأة فنية تجذب أبصارهم كما فعلت خلال عرض الجزء الأول في العام 1995 والتي سمحت له بأداء متنوع.
إذاً تقنية التنكر هذه سقط عنها عنصر الإدهاش ولم تعد مثيرة للضحك. وفي المحور الأساس للمسلسل تكمن مفارقة هامة جداً ليست في صالحه. فالعمل ينتقد آليات الفساد ويكشفها ويواجهها بالإصلاح، وهذا ما يتجسد من خلال انتقاده كمدير عام جديد تعيين المدير السابق ثلاث سكرتيرات دون أن تحمل أي منهن شهادة سكرتاريا، في الوقت الذي يتعين فيه هو في هذا المنصب وللمرة الثانية من خارج ملاك أي مديرية كما هو العرف، فيأتي به الوزير من عيادته كطبيب. وكأننا بصناع المسلسل لم ينتبهوا إلى ما أصاب الإعلام السوري في عهد وزير جاء من الطب وتدريسه؟ فكيف لمشاهد أن يقتنع بمسلسل يتحدث عن الرجل المناسب في المكان المناسب، وشخصيته الرئيسية لم تستوف الشروط التي يطالب بها؟
كما لم يقدّم العمل في نصف حلقاته سوى ما كان قد قدّمه في الجزء الأول من كشف للرشى والتجاوزات ذاتها التي يقوم بها الموظفون، ولم نشهد أي إصلاح سوى نقل السكرتيرات الثلاث وإعادة من تستحق لهذا المنصب، والمفارقة أن زيدان كان عالج قضايا الفساد في مسلسلات سابقة: «بطل من هذا الزمان»، و«أنا وأربع بنات»، و«مرسوم عائلي»، و«سعادة الوزير وحرمه»، الذي عرّى فيه عبر نص جريء (تأليف محمود الجعفوري) الفساد فلم يكتف بكشف آلياته، بل أشار إلى مكونات منظومته، حيث أضاء على اقتسام الأحزاب الحقائب الوزارية والمديريات التي تتبع لها، وعلى انشقاق بعض الأحزاب وصوّر خلافاتها على تلك المناصب في إشارة واضحة إلى اعتبار تلك المؤسسات مزارع لمن يتسلمها. فكيف استطاع بعد كل ذلك أن يقدم جزءا ثانيا من «يوميات مدير عام»، لا جديد فيه لا فنياً ولا فكرياً؟