2012/07/04
محمد حسن - السفير
الانقسام بين ميداني التحرير والعباسية، بين مؤيد للمجلس العسكري ومعارض له، انعكس على الوسط الفني، حيث اختلفت مواقف عدد من رموزه رغم تأييدهم للثورة، فركز بعضهم على أهمية استقرار البلاد والابتعاد عن الحلول الارتجالية.
واللافت هذه المرة أن معظم الفنانين استفادوا من «دروس» 25 يناير، حين نادى بعضهم بالاستقرار فتم تصنيفه من فلول النظام بعد نجاح الثورة، وبالتالي فهم هذه المرة يعلنون تأييدهم الميدان، لكنهم في الوقت نفسه يطالبون بتسوية تضمن بقاء المجلس العسكري حاميا للبلاد، خشية الوقوع في صراعات سياسية.
ويقترح المخرج خالد يوسف من باب التوازن أن يترك المجلس العسكري إدارة البلاد داخليا لحكومة الإنقاذ الوطني التي يتم الاتفاق عليها، ويكتفي بإدارة الشأن الخارجي للبلاد.
ويضيف: «في ظل هذه الاعتصامات والمظاهرات لن تكون للانتخابات المقبلة صفة شرعية، لأن عددا كبيرا من الناس سيخاف من الذهاب للإدلاء بأصواتهم، لذا فانا أقاطع الانتخابات، وأرى أنه من الأفضل تأجيلها لحين عودة الهدوء للشارع المصري».
ويرفض خالد يوسف الدعوة التي يتبناها البعض لاقتحام وزارة الداخلية أو أي مؤسسة حيوية قائلا: «الذي ينادي بهذه المطالب ليس ثائرا من بيننا، بل بلطجي ينبغي القبض عليه لأنه يشيع الفوضى. يجب أن ندعم مؤسسات الدولة ولا نسعى لكسرها. هذا رأي ثوار التحرير على ما أعتقد».
وتقول الفنانة صفية العمري، الموجودة في الأردن حاليا بصفتها سفيرة السلام في الشرق الأوسط : «أنا مع التحرير لأن الثوار وطنيون ويريدون مصلحة البلد وتقدمها. لكن أنا ضد رحيل المجلس العسكري من السلطة لأن هذا سيخلف صراعا سياسيا حول شرعية من بعده. ولا ننسى أن القوات المسلحة بمجلسها العسكري وقفت الى جانب الثورة ووفرت الحماية لها. وخلاف ذلك فانا مع كل مطالب التحرير من إلغاء المحاكمات العسكرية وتحقيق العدالة الاجتماعية وإعادة محاكمة من حكم عليهم بأحكام عسكرية وغير ذلك».
وتطالب العمري العقلاء بالحديث عن ضرورة حماية مصر من الغرق والحفاظ على مكتسبات الثورة.. «وأنا سأشارك في الانتخابات وأدعو كل مصري للمشاركة فيها».
ويعلق حسن يوسف بقوله :«أنا مش فاهم بصراحة، وأخاف اقول رأيي. لكن لو اللي بيحصل ده في صالح مصر فانا معه، والعكس صحيح. لكن لدي تساؤلات، أولها الهجوم المنظم على مديريات الأمن في المحافظات.. هل هو صدفة ام منظم؟ وتلويح الوزير الإسرائيلي بن اليعازر باحتمال قيام حرب ضد مصر قريبا. هل هو جدي أم لا، خصوصا بعد حديث وسائل إعلام إسرائيلية عن سيناء باعتبارها بؤرة للإرهاب؟!».
أضاف: علينا أن ننظر الصورة بشكل كامل، وأنا مع ثوار التحرير قلبا وقالبا لأنه شباب راق وشريف ويريد البناء، أما المندسون الذين يريدون مهاجمة مؤسسات رسمية حيوية فأنا ضدهم، وأناشد شباب التحرير المخلصين بالتصدي لهم لأنهم يشوهون صورتهم. وسأشارك وعائلتي في الانتخابات حتى لو عرضني ذلك للخطر».
وتقول صابرين: «أنا مع ثوار التحرير لأن الثورة سُرقت منهم ويريدون استردادها وهذا حقهم. فلا يعقل ان يكونوا هم صناع الثورة ثم تأتي تيارات سياسية لجني الثمار. لكن أناشدهم التعقل والحكمة حتى لا تضيع مصر».
وتضيف: «غالبية الثوار وغالبية عناصر الجيش والشرطة مخلصون ومظلومون، بينما ينبغي استبعاد النسب الفاسدة من الشرطة التي قتلت الثوار، والنسبة الفاسدة من الثوار التي هاجمت وزارة الداخلية.. وأنا ساشارك في الانتخابات المقبلة باعتبارها خطوة على طريق تسليم السلطة للمدنيين».
أما الفنان خالد الصاوي فيبدي قلقه تجاه ما يحدث في التحرير ويقول: يبدو أن نظام حسني مبارك لا يزال يحكمنا ويتحكم فينا حتى الآن. ولهذا السبب فانا مع «ميدان التحرير» لأنه يعبر سلميا عن مطالبه. كما أنني ضد كل من يريق الدماء بحجة الحفاظ على الاستقرار».
من جهته، يبدي الفنان يوسف شعبان أيضا قلقه تجاه ما يحدث، كما يتحفظ عن الإدلاء برأيه اليوم قائلا: «الأمر يبدو غامضا، وسيظهر لاحقا من يحب مصر ومن يكرهها، ومن يأخذها الى الطريق المجهول، طريق الفراغ الدستوري والصراع على السلطة. وحين تتضح الصورة المشوشة سأقول ما يرضي ضميري الوطني بشجاعة».