2013/05/29
وائل العدس – الوطن السورية
شارف المخرج المثنى صبح على الانتهاء من تصوير كامل حلقات المسلسل الشامي «ياسمين عتيق» ليدخل بعدها عمليات المونتاج، ليكون من بعدها أول الأعمال السورية الجاهزة للعرض في موسم 2013. ويشارك في المسلسل نخبة من فناني سورية هم: منى واصف، سلاف فواخرجي، غسان مسعود، جهاد سعد، سلمى المصري، أمارات رزق، سليم صبري، روعة ياسين، محمد حداقي، فاتن شاهين، علاء الزعبي، خالد القيش، فادي صبيح، إضافة إلى الوجوه الشابة: جوان خضر، زينة بارافي، غفران خضور، حلا رجب وآخرون، وهو من إنتاج سورية الدولية. ويعتبر العمل محطة لانتقال دراما البيئة الشامية من إفقار التاريخ الدمشقي الغني، إلى مرحلة تقديمه كما كان، ثرياً، غنياً مملوءاً بكل المستجدات.
تفاصيل العمل
يغطي مرحلة مهمة وثرية من تاريخ سورية عامة ودمشق خصوصاً في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، لتبدأ بحكم الوالي رؤوف باشا على دمشق، مروراً بحكم الوالي علو باشا وسليم باشا وصولاً إلى حملة إبراهيم باشا والازدهار الذي سيحل بالبلاد. ويسرد ضمن أجواء البيئة الشامية المحببة وعبر حواراتها الحية، ومن خلال حكاية «جورية» المسلمة و«زمرد» المسيحية اللتين ستجمعهما الأقدار في مصادفة غريبة، تسوقهما بعد ذلك الأحداث الشيقة في رحلة طويلة ملأى بالمغامرات المثيرة في حواري الشام بين الجامع المعلق وكنيسة باب توما الأثرية.
ويبدو العمل محملاً برائحة الياسمين الدمشقي وبحكايا الحب والرومانسية ممزوجة بنزاعات ومعارك حامية الوطيس. فأصحاب النخوة والشهامة العربية في صراع أزلي بين الخير والشر، ليستمر العمل عبر مجموعة من الأحداث الجريئة والمؤامرات الخفية والمثيرة للدهشة التي سنتعرف إليها للمرة الأولى.
كما يرصد التلون الطائفي والتعايش الإنساني بين المسلمين والمسيحيين واليهود، ليرصد صيغة اجتماعية كانت سائدة في مرحلة زمنية مهمة من دمشق.
الوجه الآخر
بعكس كل الأعمال الشامية السابقة، ستكون المرأة العاملة حاضرة في المجتمع عوضاً عن المرأة المكبوتة في المنزل بين أربعة جدران، كما يحضر الدور التجاري للمرأة، وكذلك الدور التعليمي والثقافي، والسعي إلى محاربة الأمية والتخلف. وسيظهر المجتمع الدمشقي كما هو، وليس كما كان يظهر في العادة، مجتمعاً مغلقاً وسيرى الجمهور الحالة الثقافية في دمشق، وسيرى المرأة الدمشقية عاملة وتاجرة ومثقفة ومحاربة للجهل وللأمية، بل سيراها الجمهور تواجه زعماء وأغوات من أجل لقمة الناس.
وبعكس طرحها في باقي المسلسلات من ولادة وطلاق وحمل وزواج وعنوسة، يتسم بحالة نسائية لم تشهدها باقي أعمال البيئة الشامية من قبل، لتكون النساء المحرك الأساسي في النص. كما سيكون التوثيق موجوداً إضافة إلى بعض القصص المفترضة والخيالية، ليكون العمل خارجاً عن النمط المعتاد الذي كنا نراه بعيداً عن الفانتازيا الشامية ونافذة حقيقية على دمشق الواقعية في زمن غابر.
جرأة
تسلح مخرج العمل بالجرأة عندما زج باسمين شابين عوضاً عن اسمين كبيرين بعد اعتذار تيم حسن ونسرين طافش عن المشاركة، فزج بالوجهين الشابين جوان خضر وزينة بارافي.
فيلعب الأول شخصية «جواد» الشاب الذي يعيش قصة حب، في حين تلعب الثانية دور «جورية» الفتاة المسلمة التي تتعرض لمواقف كثيرة في مراحل العمل والتي تؤثر بشكل مباشر في حياتها.
أول مرة
يشهد العمل الظهور الأول لبعض الممثلين في أعمال البيئة الشامية أمثال غسان مسعود وسلاف فواخرجي وفادي صبيح، في حين اعتاد آخرون على هذا الظهور مثل منى واصف وسلمى المصري وأمارات رزق وعلي كريم.
كما يشكل العمل التجربة الشامية الأولى للمخرج أيضاً. ويبدو أن فكرة العمل نجحت في استقطاب هذه الفنانين وخاصة ممن رفض سابقاً المشاركة في هذه النوعية من الأعمال.
الشهبندر وزوجه
تؤدي سلاف فواخرجي شخصية «صفية الآلوسي» زوج شهبندر التجار «الشوملي»، تعمل في التجارة وتقترب من هموم الناس، وتواجه كبار التجار انتصاراً للمواطن الفقير.
تكون امرأة متعلمة مثقفة، وتسعى لمحاربة الجهل والتخلف والأمية، لكنها تبقى على تصادم مع زوجها بسبب رفضها لسياسته التجارية القائمة على التسلط.
بمعنى آخر فإن «صفية» أخت رجال ونداً لهم وإنسانة خيّرة وهي مثال للمرأة الدمشقية الجميلة، والمتنورة.
ويعتبر هذا العمل التعاون الأول بين فواخرجي والمخرج صبح رغم صداقتهما القديمة.
أما زوجها «غسان مسعود» فيعتبر من كبار التجار لكنه يدخل بمشاكل دائمة مع زوجته التي تقلقه وتضر بمصالحه ومصالح التجار الذين يستاؤون من أنها المتحدثة باسم الناس لأنها امرأة.
أم إسماعيل وابنها
تلعب سلمى المصري شخصية «أم إسماعيل» وهي امرأة دمشقية بسيطة تنتمي إلى أسرة فقيرة بسيطة تعاني تمرد ولدها على ظلم الأغوات للناس لتقع بين نار الخوف عليه من بطشهم من جهة، ونار الخوف من إقناعه بالتخلي عن حقوقه من جهة أخرى، لكنها بالنهاية تدعمه عندما ترى نساء في المجتمع يرفضن الظلم فكيف بالرجال، لتصبح ناصحة له ولزملائه في التمرد الشبابي.
أما ابنها «إسماعيل» فيؤديه خالد القيش وهو الشاب المتمرد، ذو العقل الراجح، يستفزه الإقطاعيون، ليتحرك مع مجموعة من الشبان لتحصيل حقوقهم وينجحوا في النهاية.
ويكون «إسماعيل» صاحب كلمة وإن قالها لا يتراجع عنها، وكثيراً ما يقع موقف محرج يستدعي تدخل شخصيات بارزة في الحي ليثنوه عن قرار اتخذه، ويوصف بالعصبي والعنيد في آن معاً.
الأب توما
يؤدي جهاد سعد شخصية رجل دين مسيحي «الأب توما» وهي شخصية حقيقية لها احترامها لدى الدمشقيين في فترة الثلاثينيات من القرن التاسع عشر، يكون على تواصل مع رجال دين مسلمين، وكذلك على تواصل مع الناس، الفقراء والأغنياء ومن كل الطوائف.
إذاً هي شخصية واقعية أثرت في المجتمع الدمشقي في تلك المرحلة وتأثّرت بمجتمعها، ودفعت الثمن في النهاية.
العشق الممنوع
تعيش أمارات رزق قصة العشق الممنوع، فتؤدي دور «زمرد» وهي فتاة مسيحية تقع في حب شاب مسلم فتصطدم برفض عائلتها، ما يؤدي إلى هروبها من المنزل وتعرضها لظروف اجتماعية واقتصادية صعبة. بعد مغادرتها منزل أهلها يقتل حبيبها على يد ابن عمها، لتكون خسارتها مضاعفة بأنها خسرت أهلها وحبيبها في الوقت ذاته لتبقى وحيدة ولتجد نفسها مضطرة للعمل في أحد الخانات.
شيخ الجامع
يؤدي علاء الزعبي دور شيخ الجامع في إحدى الحارات الشاميّة المعروفة، ويساند الشباب بتحديّهم لأغوات الشام خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر ووقوفهم بوجه أطماعهم، وهي شخصية إيجابية طيبة وبعيدة عن باقي أدواره في البيئة الشامية.
آغا طماع
يقوم فادي صبيح بدور آغا أغوات الشام الطمّاعين «الجوربجي آغا» الذي يهدف إلى تحقيق مآربه الشخصية، ويعقد صفقات مع مجموعة الأغوات في الشام، وهو رجل متنفذ يسعى لتكديس الثروة على حساب لقمة الناس، ويكون شديداً جداً في مواجهة بعض المتمردين من الشبان الذين يطالبون بحقوقهم، لكن العقلية الآغاواتية تعمل على سحق أي حركة لارتباطها بالوالي العثماني في تلك المرحلة.