2012/07/04
لمى علي - تشرين دراما
:عيناه مليئتان بالأمل وكلماته مفعمةٌ بالطموح، قلبه يفيضُ حباً.. خطواته متينة ويعرف إلى أين يذهب حاملاً شعار
«التجريب والاكتشاف» أينما ذهب.. بتفاؤل قرر أن يخوض تجربة إخراجية جديدة لتكون له منبراً آخر إلى جانب المسرح
ليقول ما يريد وبصوتٍ عالٍ...
إنه الفنان نضال سيجري الذي حدثنا عن مشروعه الجديد بإخراج فيلم تلفزيوني يحمل اسم «طعم الليمون»، مبيناً
مشاعره في كل مرحلة من مراحل هذا العمل.
لماذا طعم الليمون؟
يشير نضال إلى أن العمل يحكي عن مجيء النجمة الأمريكية أنجلينا جولي وصديقها النجم براد بيت إلى سورية
لزيارة اللاجئين العراقيين، وكيف تقوم شخصيات العمل بالتجهيز لاستقبالهما في حارة شعبية بسيطة من المفترض
أن تكون في منطقة جرمانا – والتي هي من أكثر الأماكن تجمعاً للعراقيين – وسيتم التركيز في العمل على بيت من
هذه الحارة ليكون نموذجاً يروي حكايات الحارة، ويضم هذا البيت العربي عدداً من الشخصيات المختلفة الجنسيات
منها فلسطينية - صاحب البيت – ومنها لبنانية وعراقية بالإضافة إلى شخصية جولانية وشخصية نازحة من القنيطرة
وشخصية حلبية وكلهم مستأجرون في المنزل ذاته، والذي يميز هذه الحارة امتزاج الحالات الدينية بين أهلها من
مسيحيين ومسلمين من مختلف المذاهب، ويوضح سيجري أن هذا التلاقي يوجد غالباً في الحارات الشعبية
البسيطة بين أشخاص بسيطين بعيدين عن العقد والإسمنت بشكل أو بآخر، وتمر أحداث الفيلم خلال عدة أيام فقط
بانتظار مجيء أنجلينا جولي، مع مرور أحداث أخرى تحصل بين أطفال تلك الحارة وبشكل خاص الطفلة الفلسطينية يافا
والطفل الدمشقي فارس وما يربطهم بسكاكر على طعم الليمون، وكيف تنشأ بينهما علاقة حب كونية تتصف بالبراءة
والطفولة، ومن خلال هذين الطفلين يدخل الفيلم إلى حكاية أخرى وهي عائلة يافا وعلاقة جدّها بفلسطين ومفتاح
بيته في تلك الأرض...
مهد الفكرة.. انطلاقها وأسسها
وبيّن سيجري أن فكرة الفيلم للمخرج حاتم علي وشكره جزيل الشكر على قبوله أن يتبناها هو ويقدم منها تجربته
الإخراجية الجديدة، حيث يقول سيجري «كان هناك اتفاق بين حاتم علي ورافي وهبي أن يقدما هذه الفكرة من خلال
عمل تلفزيوني ولكن تم تأجيل المشروع عدة مرات، ومن ثم تمنيت على حاتم أن يعطيني فرصة الخوض في هذه
التجربة إذا لم يكن يريد تنفيذها وبالفعل أعطاني الفكرة وتم تعديل كتابة العمل خمس مرات حتى وصلنا اليوم إلى
هذه الصيغة، حيث قمنا بتأجيل بعض الخطوط أو إلغائها وإضافة بعضها الآخر وأتمنى أن تكون هذه الصيغة الأخيرة تقدم
العمل بالشكل اللائق لجمهورنا، والقواعد التي تم تعديل النص على أساسها تتعلق بالرؤية الإخراجية وعلاقة
الشخصيات مع بعضها وقوة التوازن فيما بينها بالإضافة إلى طبيعة الحتوتة بحد ذاتها».
تجربة واكتشاف وتحد
وأكد نضال أن هذه التجربة في مجال الإخراج لا تعني أبداً أنه سيبتعد عن التمثيل بل سيعمل بالإخراج بالتوازي مع
عمله كممثل، وستكون بداية لأفق جديدة في مجال العمل الفني، كما هو حال الإخراج المسرحي، ويضيف سيجري
أن التجربة الإخراجية لهذا الفيلم كانت مخبأة لحين تأتي اللحظة المناسبة ولأن يجد منبراً جديداً ليقول ما يريد ووقت
كاف ولائق لأن تقدم كما يجب، ويعترف نضال أنه وفريق العمل متحمسون جداً للفكرة ولطريقة إنجاز هذا الفيلم مشيراً
إلى أن النتائج ستكون برهن المشاهد وبيد بعض النقاد، مضيفاً «ولا مرة ادعيت أنني أعرف لأنني فعلاً لا أعرف فأنا
أتعلم وأكتشف وأجرب».
تحضيرات ومواعيد
بدأ نضال التحضيرات لهذه التجربة الجديدة منذ شهر تقريباً من حيث الاتفاق مع أغلب فريق العمل واستطلاع مواقع
وأماكن التصوير ووضع الأسس الأولية للخطوط العريضة لعمليات الإخراج، كما سيبدأ قريباً عقد جلسات مع الممثلين
والفنيين للاتفاق على الصيغ النهائية لعمل كل منهم، ليبدأ بعد فترة قليلة عمليات التصوير والتي يتوقع أن تأخذ من
الوقت حوالي عشرة أيام وتنتهي عمليات المونتاج بعد أسبوع تقريباً من نهاية التصوير.
خطوة نحو التعاون الفني
ذكر سيجري أن التعاون الفني الإخراجي في الفيلم للمخرج الليث حجو كما أن نضال سيكون متعاوناً فنياً مع الليث
حجو في مسلسله الجديد الذي يحمل اسم «الخربة»، ويشرح سيجري أن التعاون الفني هو شكل من أشكال
الاستشارة في جميع تفاصيل الإخراج، وهو التعاون على تحسين فكرة أو طريقة عمل من خلال تقديم وجهة نظر
حقيقية بمشهد ما وتكون بالنهاية لمصلحة العمل، ويعتبر الشخص الذي يعمل في مهمة التعاون الفني شريكاً حقيقياً
في العمل حيث يقوم هو والمخرج بالتفكير بصوت عالٍ أمام بعضهما البعض للوصول إلى النتيجة الأفضل، وقد يختلفا
بوجهات النظر وقد يتفقا ولكن في النهاية يرجع القرار للمخرج، ويضيف نضال «عندما كنت أصغر كان يلفت نظري كلمة
تعاون فني في الأعمال السينمائية، وكان هذا التعاون موجود في المسرح ولكن من الممكن أن نسميه مخرجاً ثانياً،
وحالياً لدي إحساس أن قيمة التعاون الفني ستكون موجودة في التلفزيون أيضاً لذلك أسعى إلى تكريسها، لأنني
أعتقد أن عملنا بشكل عام قائم على العمل الجماعي فإذا لم يكن كل أعضاء فريق العمل يداً واحدة لا يمكن أن يكون
العمل بمستوى جيد وإذا لم يتوفر الحب تجاه العمل لن تكون النتائج عالية المستوى».
شكر سيجري مؤسسة الإنتاج في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لما قدمته للفيلم من دعم مناسب ووجد أن
التعاون مع هذه المؤسسة مريح للغاية، وأضاف نضال أن المؤسسة أيضاً تتكفل بعمليات الترويج للفيلم بالإضافة إلى
أن عدداً من أصدقائه سيقدمون له خدمات في هذا المجال ليزيد من انتشار الفيلم الذي يعتبره مهماً جداً لنجاح
الفيلم لدى الجمهور.
قلق مشروع..
يرى نضال أنه لن تواجهه الكثير من الصعوبات في هذه التجربة الجديدة نظراً للتعاون الكبير بين فريق العمل، ويعتقد أن
التجربة ستمر بانسيابية هائلة لأن السبب الأساس للقيام بهذا العمل هو الحب ولا يوجد أي شيء آخر، بالإضافة إلى
وجود هاجس في داخله ينتظر اللحظة المناسبة ليخرج، ويعترف سيجري أنه خائف من النتائج ولكن يعتبر هذا الخوف
طبيعي وقلق مشروع من أي تجربة جديدة يسعى صاحبها لتقديمها بشكل يحترم تفكير المشاهد ويحافظ على
علاقة الاحترام بينه وبين المشاهد، وهذا القلق يدفعه للانتباه بشكل كبير لأي تفصيل سيقدمه بأن يكون بالشكل
اللائق والمناسب لأن الفن «قصدي» ولا يصل للمشاهد بشكل عفوي أو بالصدفة.
مشروعات وآمال..
وحول المشاريع القادمة التي يسعى لها في مجال الإخراج عبر نضال عن ميله لأن يقع تحت يده مشروع رومانسي
له علاقة بالحب ويحكي عن روح الإنسان في لحظة من اللحظات، ويؤكد أنه لن يكون مستعجلاً بل سيبحث بتأنٍ
حتى يجد العمل الذي يتقاطع معه، لأن الإخراج بالنسبة له ليست مسألة مهنة فقط، مضيفاً أن نتائج «طعم الليمون»
ستكون دليلاً له للطريق الذي يجب أن يذهب إليه وسيكون حجر الأساس لما سيأتي بعده من مشاريع.