2012/07/04
المعتصم بالله حمدي – دار الخليج
يخوض الفنان القدير يحيى الفخراني تحدياً جديداً في شهر رمضان المقبل مع “الخواجة عبد القادر” ليؤكد لجمهوره أن موهبته الطاغية مستمرة العطاء، فهو ممثل بدرجة مبدع، والشخصيات التي يجسدها تمتع الجمهور بشدة، وهذا لا يحدث إلا مع قليل من الفنانين . ورغم أن مسلسله الجديد مرتبط بالماضي، فإن نوعية القضايا التي يناقشها هي نفسها الموجودة على الساحة، وهذا ليس جديداً على مؤلف العمل عبد الرحيم كمال الذي تعاون مع الفخراني في مسلسل “شيخ العرب همام” . المزيد من التفاصيل يتحدث عنها الفخراني في الحوار التالي:
ما جديدك الدرامي في شهر رمضان المقبل؟
أستعد لتصوير أول مشاهد المسلسل التلفزيوني الجديد “الخواجة عبد القادر”، الذي سيعرض في شهر رمضان المقبل، وهو من تأليف عبد الرحيم كمال وإخراج شادي الفخراني .
ماذا عن طبيعة العمل؟
المسلسل يعتمد على البعد الإنساني الاجتماعي وكيفية رصد بعض الأوضاع وحلها بطريقة تعتمد على الإنسانية من خلال شخصية “الخواجة عبد القادر”، وتتميز الأحداث بالمواقف الكوميدية، كما يتناول العمل الحقبة الخاصة بالحرب العالمية الثانية، حيث تدور الأحداث في فترة الأربعينات من القرن الماضي ما بين مصر وإنجلترا والسودان .
هل تم ترشيح باقي أبطال المسلسل؟
المنتج أحمد الجابري والمخرج شادي الفخراني بناء على ترشيحي اتصلا بالفنانة السورية سلافة معمار وعرضا عليها العمل في المسلسل، وبالفعل حضرت إلى القاهرة في زيارة قصيرة، حيث التقيتها وتعاقدت على المشاركة في المسلسل الذي من المتوقع أن يضم أيضاً سوسن بدر، صلاح عبد الله، أشرف عبد الغفور وعدداً من الفنانين العرب .
كيف ترى تعاونك الثاني مع المؤلف عبد الرحيم كمال بعد تقديمكما مسلسل “شيخ العرب همام” في رمضان قبل الماضي؟
ما يحكمني في اختيارات موضوعات أعمالي الفنية هو النص المكتوب بشكل مميز، وهو ما لمسته في كل أعمال المؤلف عبد الرحيم كمال الذي يركز على القضايا الاجتماعية المهمة، حتى إن كان يلجأ إلى الماضي فهو يمزجه بالحاضر بشكل احترافي .
هل أنت قلق من تجربتك الدرامية الجديدة؟
القلق موجود باستمرار خصوصاً في مرحلة التنفيذ، بمعنى أنني أقلق من ألا يتم تنفيذه بشكل جيد، أما نجاحه من عدمه فهذه مسألة ليست لي علاقة بها نهائياً، وهناك أعمال أشارك فيها وأتوقع عدم نجاحها مثل مسلسل “شرف فتح الباب” الذي وجدت أنه نجح أضعاف ما كنت أتوقعه، لأن موضوعه قاسٍ على المجتمع من خلال استحلال الحرام، وقد أعجبتني فكرته جداً وحرصت على المغامرة بتقديمه، فمن الممكن ألا تعرض عليّ فكرة مثلها مرة أخرى، كما أن العمل الناجح محصلة لمجموعة من الممثلين المتميزين، وكلما كانوا جيدين زادت جودة العمل وزادت متعة المشاهدين، ومصر طوال عمرها لديها فنانون مميزون، ولكن يحتاجون إلى تهيئة المناخ المناسب ليخرجوا أفضل ما لديهم .
من الواضح أنك تستمتع بتقمص الشخصيات المتنوعة؟
نعم، فهي متعتي الوحيدة كفنان وأرى أن الوصول إلى مفاتيح كل شخصية يعبر عن قدرة الفنان وإلمامه بأدواته جيدًا .
وكيف تتعامل مع الشخصيات التي تجسدها خصوصاً المرتبطة بمراحل تاريخية سابقة؟
الفنان يجب أن يقرأ خارج السيناريو بحذر كي لا يطغى على الشخصية المرسومة في السيناريو، لأنني عندما أضيف فكرة وملامح أخرى للشخصية أكون قد ابتعدت تماماً عن الشخصية التي رسمها المؤلف وحدد أهدافها بالنسبة لبقية شخصيات العمل، ولذا أقرأ بحذر في المراجع التاريخية المختلفة كي تكون لدى خلفية تساعدني على تفهم الأبعاد النفسية للشخصية، شرط ألا تعلو على الشخصية المكتوبة .
من المؤكد أنك تشعر بأن التلفزيون هو المكان المناسب لتقديم الشخصيات المرتبطة بالأحداث التاريخية في حياتنا؟
قديماً قالوا إن السينما هي ذاكرة الأمة، لكن اتضح في السنوات الأخيرة أن التلفزيون هو الذاكرة القوية الحقيقية للأمة وللمنطقة العربية ككل، لذلك فإن الدراما تهتم بالتاريخ أكثر من السينما بل تكتبه أيضاً .
الأعمال التلفزيونية الرائعة التي قدمتها طوال مشوارك الفني مثل “ليالي الحلمية”، “الليل وآخره”، “شيخ العرب همام” وغيرها ارتبطت في أذهان المشاهدين بشخصيات حقيقية عاشت في حياتهم، فهل هذا اللون من الدراما محبب لقلبك؟
كل هذه الأعمال تؤثر فيّ كفنان، وأرى أن الدراما كلما اقتربت من المشاهد كانت صادقة للغاية، و”ليالي الحلمية” بالتحديد كان عملاً درامياً تناول بسلاسة وبساطة وعمق وتشويق مراحل تاريخية مهمة عاشتها مصر والمنطقة العربية، وذلك يرجع إلى عبقرية المبدع الراحل أسامة أنور عكاشة .
الحديث عن أجور الفنانين في الدراما التلفزيونية أصبح أمرًا معتادًا لأنها تصل لأرقام فلكية، فهل يزعجك ذلك؟
هذا الأمر لا أتوقف عنده كثيراً لأنني أركز فقط في العمل وأثق بأن الجمهور ينتظر مني فناً محترماً، ولذلك أعيش دائماً في حالة تأهب من أجل أن أكون عند حسن ظنه .
حدثنا عن الجزء الثاني من المسلسل الكرتوني “قصص الحيوان في القرآن”؟
انتهيت من تسجيل الحلقات الست الأولى من الجزء الثاني للمسلسل، وكان الجزء الأول قد عرض في رمضان الماضي على شاشة تلفزيون “الحياة”، وهو من تأليف الدكتور أحمد بهجت وإخراج مصطفى الفرماوي، والحمد لله حقق نجاحاً كبيراً حتى وهو يعرض الآن للمرة الثانية.