2012/07/04
تشرين مع صعود نجم الدراما السورية في التسعينيات، كان جيل كامل من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية قد بات مستعداً للتصدي لأدوار البطولة في المسلسلات السورية، وتلبية متطلبات التنوع الذي فرضه التصاعد التدريجي لعدد تلك المسلسلات والتي وصلت حد إنتاج أكثر من خمسة وأربعين عملاً في الموسم الدرامي الواحد.. في هذا الوقت كان جيل من الممثلين المخضرمين، ممن تجاوز تاريخه الفني ربع قرن ما زال قادراً على العطاء، ومن بينه بطبيعة الحال نجمات الدراما السورية في السبعينيات والثمانينيات: منى واصف، هالة شوكت، صباح الجزائري، نجاح حفيظ، نبيلة النابلسي، نادين، سلمى المصري، ضحى الدبس.. وقد بلغن من العمر ما يستوجب عليهن أن يغادرن أدوار الفتاة الشابة العاشقة وسواها نحو أدوار الأمهات. إلا أن نجمات السبعينيات والثمانينات اللواتي ارتضين بتقديم أدوار الأمهات، هن اليوم في قمة عطائهن الفني وحرفيته، على نحو كان من الصعب على الدراما السورية أن تسقطهن من حسابات البناء الدرامي لأي حكاية تقدمها. هكذا، بقصد أو دون قصد، حجزت نصوص الدراما السورية لممثلات الجيل القديم أدواراًُ رئيسية، وأعطت المرأة-الأم حقها، ورغم أن أدوار الأم كانت غالباً أبعد ما تكون عن أدوار البطولة المطلقة، إلا أن مكتبة الدراما السورية ضمت مسلسلات عديدة كانت الأم عمودها الفقري كمسلسل الحلقات المنفصلة «أمهات» ومسلسل «أمهات وآباء» و«الحوت».. ومع انشغال الدراما السورية الاجتماعية، خلافا للدراما المصرية والخليجية، بالقضايا الكبرى وبطرح إشكاليات مجتمعية كبيرة، كان من الطبيعي أن يكون لقضايا المرأة- الأم حصة منها، فقدمت الأم في عدد كبير من تلك الأعمال بصورة ايجابية وفاعلة مختلفة، حملت معها أدوار الأمهات من الإغراء الكافي لدفع الكثيرات للتفكير بتقديم دور الأم في الدراما السورية ومنهن فنانات شابات مثل سلاف فواخرجي، وكاريس بشار، وسوزان نجم الدين ونورمان أسعد..، وقد شجعهن على تقديم أدوار الأم نماذج لأمهات صغيرات قدمتها الأعمال الدرامية السورية بتنوع جيد. إلا أن إقدام كثير من الممثلات الشابات لتقديم أدوار الأم بدا طارئاً، مأخوذاً بطبيعة شخصية الأم في النص الدرامي ومساحتها على الورق، في حين أخلصت ممثلات الجيل القديم لدور الأم، مهما كانت مساحته في المسلسل، واستطاع عدد منهن تكريس أسمائهن كأمهات للفنانين في الدراما السورية.