يبقى مع أجواء البيئة الشامية في “طاحون الشر” وفيق الزعيم: مسلسل واحد يكفيني

دار الخليج – فنون

لا يمكن أن يخوض المرء معه حديثاً من دون التطرق إلى مدينة دمشق، فهو الذي يعترف بتطرفه لمدينته، وهو الذي يبرز في الدراما بوجه دمشقي في البيئة الشامية، وحين أمسك القلم ليؤلف للدراما، لم يكن نصه سوى شامي في مسلسل “الزعيم” .

إنه الدمشقي النجم وفيق الزعيم الذي يبرز حالياً في مسلسل واحد فقط، ولذلك عدة مبررات يذكر لنا أبرزها في هذا الحوار الخاص .

ما الأعمال التي تشارك بها هذا الموسم في الدراما السورية؟

- لي مسلسل واحد والسبب معروف لكل متابع، وهو يتعلق بأنني احترمت نفسي وقدّرتها للحد الذي تصبح هذه النفس قادرة على أن تظهرني بصورة جيدة وخفيفة الظل بين الناس . فأنا من الداعين لظهور الفنان بأقل قدر من الأعمال، وليس بالكم الكبير الذي قد يجعله يصبح حالة عادية لدى المشاهدين، وفي السابق كنت أظهر بمسلسلين أو ثلاثة، لكن ذلك كان يتم عندما يعرض علي سبعة أعمال وأكثر . لذلك اخترت عملاً واحداً وهو “طاحون الشر” .

حدثنا عنه؟

- “طاحون الشر” بيئي شامي للمخرج ناجي طعمي والكاتب مروان قاووق، ويتناول دمشق في مرحلة من مراحلها الطويلة والمتنوعة في القرنين الماضيين، ويركز على حالات سلطة البعض على الناس وكيفية استثمار قوة الشباب لتحقيق السيطرة على الآخرين عندما يكون للمال دور في شراء قوة الأقوياء لخدمة أصحاب ذلك المال .

وكيف تجد دورك في العمل؟

- كالعادة، المسلسل يقدم الصراع بين الخير والشر في بيئة شامية تراثية جميلة، وأنا فيه رجل محترم في الحي، وأعمل على التوسط بين أطراف الصراع، وكذلك لي شأن في تبيان الحالة المهنية لأبناء الشام من خلال المهنة التي أظهر عاملاً فيها في المسلسل .

أليس هناك تشابه بين المسلسل ومسلسل “باب الحارة” مثلاً؟

- إذا كان التشابه حسب الناس وطبيعتهم وطيبتهم، فهذه هي الشام، وهؤلاء ناسها منذ خلقها الله، أناس طيبون، بسطاء، أقوياء في ذات الوقت . ترى مسلسلاً يتحدث عن الشام أيام العثمانيين، وآخر يتناولهم أيام فرنسا . هذه حقبة وتلك حقبة، الشام أيام الأتراك ليست نفسها أيام الفرنسيين، وبالتالي سيأتي المسلسل مختلفاً . أما من يعتبر التشابه حاصلاً بسبب فكرة النضال في كل عمل، فهو مخطئ لأن النضال كان موجوداً ضد التركي وضد الفرنسي .

وعلى مستوى الدور الذي تلعبه، أليس هناك تشابه مع دورك “أبو حاتم” في باب الحارة؟

- لا، ليس هناك أي تشابه، ففي “باب الحارة” تغيرت صورة “أبو حاتم”، فتارةً لعب دور صاحب القهوة فقط، وتارةً أخرى كان صاحب مواقف وسطية بين الناس، وتارةً ثالثة كان في صفوف الشباب المقاوم . لا يمكن الفصل بين مسلسل “شامي وشامي” أو بين دور لممثل في هذا المسلسل أو ذاك طالما نحن نتحدث عن مسلسل شامي، لكن مرحلة كل مسلسل تختلف عن الأخرى، فحين يكون “أبو حاتم” يعمل ضد الفرنسيين ويظهر في مسلسل آخر يعمل ضد العثمانيين سيكون شكل الأداء نفسه . . لكن مضمون الشخصية سيختلف .

حين كتبت مسلسل “الزعيم” العام الماضي، قارن الناس بينه وبين مختلف الأعمال وقالوا إن هناك تشابهاً، كيف تميز بينه وبين سواه من أعمال شامية؟

- من لم يخض في التفاصيل سيرى التشابه، لكنه في الحقيقة كان مختلفاً، وحتى أبرز من شارك فيه، من نجوم، وهم من المنتقدين دائماً لأي مسلسل يبالغ في الطرح حول التاريخ، قالوا غير ذلك . وقدمنا في الزعيم المعاناة والقوة، ونقاط الضعف وهذا يعني أننا كنا عادلين .

هل يمكن أن تخبرنا عن الكتابين اللذين تؤلفهما عن مدينة دمشق؟

- الأول بات قيد الطباعة، وهو يتناول اللهجة الشامية بمختلف ألفاظها وتعبيراتها، وفيه إثبات أن كل كلمة ينطقها ابن دمشق بلهجته الشامية المعروفة هي كلمة معجمية لها أصل في اللغة، أما الثاني فيتناول تاريخ دمشق في القرون الأخيرة، وما زلت في مرحلة الكتابة فيه لكنني قطعت شوطاً كبيراً في خوضه، وقد لا يرى النور إلا في العام المقبل .

وفيق الزعيم هو من أكثر الفنانين تحدثاً عن دمشق . . ألا تخشى من اتهامات بالانحياز لدمشق على حساب بقية المدن السورية؟

- أنا أحب كل المدن السورية من دون تمييز لكنني في الحقيقة ابن دمشق . . وأفهم طبيعتها، ومن المعيب أن أكتب عن تاريخ مدينة أخرى لم أعش فيها، وبالنسبة للتطرف فأنا متطرف لدمشق بالمعنى الإيجابي فهي عشقي وهيامي، ولها عليّ حقوق كبيرة، وأدعو الله أن يمدني بالعمر لأفيها بعضاً من تلك الحقوق .

هل تفكر في التأليف مجدداً لمسلسلات شامية بعد “الزعيم”، أم أن الأمور توقفت عند ذلك العمل؟

- كنت في وارد تأليف نص درامي جديد وهو بيئي شامي، لكن الظروف التي حلت بسوريا جعلتني أتريث، والخطوط العريضة للمسلسل كنص موجودة، لكن هناك تفاصيل أجلت الإبحار فيها حالياً، إلى أن تهدأ الأوضاع قليلاً في سوريا .