2012/07/04
خاص بوسطة - علي وجيه
موسم المهرجانات السينمائية العربية المعروفة بدأ... أبو ظبي انتهى وقرطاج قائم حالياً، ومواعيد قطر ودبي والقاهرة والأهم بالنسبة لنا دمشق على الطريق.
مهرجان دمشق السينمائي الذي يحتفل بعامه الحادي والثلاثين مع نسخته الثامنة عشرة التي تنطلق يوم 7 تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، لا تقترب فعالياته وإنجازاته السينمائية العملية من مستوى عراقته وحضوره في المنطقة. تفاصيل هذه النقطة كثيرة وسنمرّ عليها بالتفصيل تباعاً، إلا أنّ حصيلتها أفرزت حالة فصل حادة بين تأييد ورفض مطلقَين. «حزب ضد المهرجان»، إذا جاز التعبير، يصف ما يحصل بـ «الدجل السينمائي»، موجّهاً انتقادات حادة لإدارة المؤسسة العامة للسينما وصل بعضها إلى اتهامات بـ «العجز والفساد والفردية والإقصاء وغياب الموهبة والعقل» حسب بيان تمّ توزيعه العام الماضي. و«حزب مع المهرجان» يتّهم الحزب الأول بالدوافع الشخصية البحتة والانسياق وراء خلافات معينة مع المؤسسة ومديرها، ثم يتفنّن في نظم قصائد المديح بالمؤسسة والتغنّي بإنجازات مهرجانها السنوي، وكأنّه حدث خارق للعادة أو أعجوبة نازلة من السماء.
كما لا يجب أن تنحصر النظرة إلى مهرجان دمشق السينمائي في إطار السياحة ودعوات العشاء، وألا يكون الفيلم السوري المشارك في مسابقته الرسمية «كمالة عدد»، فإنّ على الحراك النقدي المرافق لأبرز حدث ثقافي وفنيّ أن يكون هادئاً، متأنّياً، مرتّب الأفكار وواضح الرؤية، وليس لمجرّد النقد أو كيل التهم للمؤسسة العامة للسينما أو الاستشراس في الدفاع عنها.
الكل يدرك مدى رداءة الوضع السينمائي في بلد يمتلك كل المقوّمات الفنية اللازمة لقيام صناعة حقيقية ومتينة. والجميع يعلم أنّ الدولة بضرائبها المجحفة وقوانينها العرجاء قامت بالقضاء على السينما منذ بضعة عقود، وبالتالي فإنّ تدوير المدّور وتربيع المربّع والبكاء على اللبن المسكوب لن يجدي نفعاً، وهذا ينسحب على المهرجان كظاهرة مكرّسة على أرض الواقع سواءً شئنا أم أبينا، حتى الآن على الأقل.
ما نحتاج إليه هو حوار هادئ وتفكير متأن يأخذ بعين الاعتبار كل التيارات والآراء بعيداً عن لغة الإلغاء وأفعال الإقصاء غير المجدية. التفكير بالسينما كصناعة هدف وحلم مشروع في بلد كسورية. لنعد للعشرة ونفكّر ونستمع لبعضنا قليلاً.. ونحن ندخل في أجواء المهرجان.