2014/03/19
وائل العدس – الوطن السورية
بعد معاناة طويلة مع المرض، غيّب الموت أمس الأول الفنان القدير وفيق الزعيم في أحد مستشفيات بيروت، قبل أن ينقل جثمانه إلى دمشق ويوارى ثراها.
وترجل الزعيم باكراً متأثراً بسرطان الكبد الذي أنهكه وغيّبه عن الأضواء هذا الموسم قبل أن يفارق الحياة، حيث لم يكمل بعد عامه الرابع والخمسين.
وابتعد الراحل عن الشخصية الأشهر التي أداها خلال مسيرته الفنية بشكل قسري، وهي شخصية «أبو حاتم» في مسلسل «باب الحارة» بأجزائه الخمسة، بعد انتشار المرض في جسده ما دفعه للاعتذار عن العمل في جزأيه السادس والسابع، علماً أنه قال إنها من أهم الأدوار التي قام بها في حياته المهنية. وبدا المرض واضحاً على وجهه الشاحب، لكنه كابر على نفسه واستطاع إكمال شخصيته في الجزء الثاني من «طاحون الشر» في العام الفائت.
ولد الزعيم عام 1960 في مدينة دمشق، وشارك في العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية ولعب أدواراً مهمة في المسلسلات التلفزيونية، رغم تخرجه في معهد الفنون التشكيلية. حصل على الكثير من الجوائز منها جائزة الإبداع الذهبية في مهرجان القاهرة، جائزة الإبداع الفضية كأفضل عمل اجتماعي في مهرجان القاهرة وجائزة الدولة التقديرية في مهرجان القاهرة.
كما كانت لوفيق الزعيم أعمال إذاعية: شخصيات روائية - حكم العدالة -ظواهر مدهشة - والعديد من الأعمال الأخرى، أما في السينما فقد اشتهر بعملين هما: الطحالب عام 1991 وسحاب عام 1992.
أما دمشق فلها حكاية خاصة في قلب الزعيم، فقد كان يعترف أنه متطرف لها بالمعنى الإيجابي فهي عشقه وهيامه، وكان يتمنى أن يمده اللـه بالعمر ليفيها بعضاً من حقوقها عليه، لكن الموت كان أسرع.
على الخشبة
شارك الزعيم في العديد من المسرحيات أهمها: المفتش العام - رؤى سيمون ماشار- الاستثناء والقاعدة - حكاية زهرة الحفارة - مصرع عامل - ماريانا بينيدا.
ولم تكن خشبة المسرح غائبة يوماً عن ذهنه، لكنه كان اعترف في حوار له مع «سانا» أنها تعاني من أزمة على الرغم من وجود بعض الأعمال الجيدة، لكنها أعمال فردية قائمة على جهود شخصية، مبيناً أن نهضة المسرح تقترن بالاهتمام بالأنشطة المسرحية في مختلف الفعاليات الاجتماعية من مدارس وجامعات ومنظمات شعبية ومسارح هواة وغيرها من الجهات المختلفة وهذا وحده كفيل بتحقيق نشاط مسرحي فاعل.
الشاشة الصغيرة
في التلفزيون كانت لوفيق الزعيم المشاركات الأهم التي استطاع من خلالها التميز والدخول في عقل وقلب المشاهد العربي، عبر أدائه التمثيلي المقنع واختياره لأعمال هادفة تحمل مضموناً ورسالة سامية إلى المجتمع العربي، وكذلك من خلال تجسيد أدوار تعكس الواقع السوري والعربي على حد سواء.
من أهم مسلسلاته: حارة نسيها الزمن، حمام القيشاني، الداية، حد الهاوية، كوم الحجر، خالد بن الوليد، مزاد علني، حمّام شامي، الحوت، آباء وأمهات.
لكنه قبل رحيله بسنوات، أكد في لقاءاته الصحفية أن «باب الحارة» هو المسلسل الذي أعاد اكتشافه، لكنه في الوقت نفسه لا يعتبره العمل الأفضل في الدراما السورية وليس هو النموذج الجيد عن البيئة الشامية إلا أنه يتميز بالتوليفة الجميلة التي يشتمل عليها.
وأرجع تألقه في المسلسل الشامي إلى نشأته في حارة «باب سريجة»؛ التي تعتبر رمزا لتاريخ الحارة الدمشقية، وقال إنه أخرج الكلمات التي تعلمها وتلقاها من خلال نشأته في حارة دمشقية في شخصية «أبو حاتم»، لذا كانت تلك الكلمات بمنزلة عامل النجاح الأساس الذي ساعد على تألقه.
مشروعه الشخصي
اقتحم الزعيم مجال التأليف الدرامي، فكتب «الآباء والحصرم»، «حكاية من حارتنا»، «مزاد»، «حارة الجوري»، «يوميات مواطن»، «ظلال ورمال»، في حين كان يعتبر أن مسلسل «الزعيم» مشروعه منذ سنوات طويلة وهو عمل يتعلق به شخصياً وبعلاقته بالشام».
في هذه الناحية يقول: ليس طموحي أن أكون كاتباً إلا أنني أحب أن أعبر عما يجول في خاطري، وما أحب أن أوضحه لبعض الناس ونقل العلاقات الاجتماعية في البيئة الشامية بصورتها الحقيقية.
الأمثال الشعبية
قام الزعيم بجمع معظم الأمثال الشعبية الشامية في كتاب صغير يحمل عنوان «المشاعل»، وقال: ليس هدفي من هذا الكتاب هو الربح المادي أو هدفي بأن أطلق على نفسي شاعراً وإنما هدفي أن أغني المهتم بالأمثال الشعبية بكتاب صغير يستفاد منه.
وأوضح أن فكرة تدوين كتاب يحتوي على الأمثال الشعبية الشامية والزغاريد راودته بعد اكتشافه ضعف الإنتاج السوري الخاص بالأمثال الشامية، فقرر أن يؤلف كتاباً يضم عديداً من الأمثال الشامية.
الوداع الأخير
فور إعلان نبأ وفاته، سارع الفنانون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى رثاء زميلهم الراحل والحديث عن مناقبه، وهذا أهم ما كتبوه باللغتين المحكية والفصحى:
أيمن زيدان: هكذا هو الموت لا يزال يمارس طقسه الموجع في سرقة أحبتنا مبكراً، اليوم خطف فناناً متألقاً، فنانا حفر موقعه على خارطة المشهد الفني السوري بأناة وإصرار لافتين، منذ خطواته الأولى على خشبة المسرح العمالي وحتى نجوميته اللافتة في باب الحارة بأجزائه، وداعاً وفيق الزعيم.. وداعاً أيها الفنان الصديق وتغمدك اللـه برحمته.
أمل عرفة: وفيق الزعيم.. خسارتك كبيرة، رحمة اللـه عليك أنتم السابقون ونحن اللاحقون.
باسم ياخور: وفيق الزعيم في ذمة الله، رحمك اللـه أيها الصديق الطيب، كنت زعيماً في محبتك للآخرين وزعيماً في ترفعك عن الصغائر، الرحمة لروحك والصبر والعطاء لعائلتك الكريمة.
تامر إسحق: الأخ وفيق الزعيم رحمك الله، سنفقدك يا غالي، لا يليق بك الموت.
تولين البكري: الفنان والإنسان الرائع وفيق الزعيم.. اللـه يرحمك يا غالي ويجعل مثواك الجنة ويصبر أهلك.. حسبنا اللـه ونعم الوكيل.
جيهان عبد العظيم: «إن لله وإنا إليه راجعون»، رحمك اللـه النجم وفيق الزعيم والصبر والسلوان لعائلتك الكريمة.
ديمة الجندي: اللـه يرحمك يا أستاذ وفيق ويجعل مثواك الجنة يا أطيب قلب بالعالم، شكلها داقت عليك الدنيا كتير مع انك بآخر مرة شفتك فيها قلتلي انو بدك تضل عايش وبدك تشتغل وما رح تستسلم للمرض، بس هي إرادة رب العالمين رح نشتقلك كتير ورح تترك فراغ ما حدا رح يعبيه.
دينا هارون: ما تحملت بعدك عن مشروعك الفني أبو حاتم بباب الحارة بسبب مرضك اللي كمان بسببوا غادرتنا، الأستاذ وفيق الزعيم.. اللـه يرحمك.
نسرين الحكيم: إنّا لله وإنّا إليه راجعون.. اللـه يرحمك ويصبّر قلب عيلتك يا أستاذ وفيق.
ديما بياعة: الرحمة لروحك الطاهرة أستاذ وفيق الزعيم، خسارتنا كبيرة، اللـه يجعل مثواك الجنة يا رب، رح نشتاق لإبداعك وفنك.
رانيا أحمد: الرحمة لروح الفنان وفيق الزعيم والصبر والسلوان لعائلته الكريمة... رحلت مبكراً.
ريم عبد العزيز: اللـه يرحم الفنان وفيق الزعيم.. ويجعل مثواه الجنة.. تركتنا بكير يا غالي.
رغداء هاشم: الرحمة الرحمة الرحمة لروحك الطاهرة يا غالي الأستاذ والفنان الكبير والمحبوب وفيق الزعيم \أحلى أبوبراء \حرقت قلوبنا ربي يصبرنا ويصبر عائلتك.
سلمى المصري: إن لله وإن إليه راجعون، رحمة اللـه عليك يا أبو براء وفيق الزعيم، صورتك لا تفارق مخيلتي من آخر عمل كنا مع بعض لأول مرة اجتمعنا في مسلسل طاحون الشر رغم ما كنت تعانيه من ألم، كنت تبتسم وعندك أمل بالشفاء، سنفتقدك دائماً ولكنك ستبقى في قلوبنا تعزيتي الحارة لأسرتك الكريمة ولكل أصدقائك ومحبيك ألف رحمة على روحك الطاهرة.
سوسن ميخائيل: ألف رحمة لروحك الطيبة والعظيمة، كنت لي الأستاذ والصديق والأب، مع السلامة رح نشتقلك كتير.
شكران مرتجى: البقاء لله، ألف رحمة ونور لروح الأستاذ وفيق الزعيم والصبر والسلوان لعائلته، والصبر النا نحنا، بهذه المهنة عم نفقد أستاذة وزملاء.
صباح الجزائري: الموت علينا حق بس الفراق صعب يا وفيق، كنت أخاً وصديقاً، اللـه يرحمك ويجعل مثواك الجنة والبركة بولادك، من خلف ما مات، رح تضل بقلوبنا أبو براء.
عدنان أبو الشامات: دمعة أخرى وفقيد آخر، وفيق الزعيم لروحك الرحمة ولذويك، ومحبيك الصبر والسلوان.
علي سكر: رحمك اللـه الأستاذ والفنان والأب والصديق وأدخلك اللـه فسيح جنانه وتغمدك برحمته... وربي يصبر أهلك.
علاء قاسم: وفيق الزعيم، أبو براء، ارقد في عليائك بسلام.. فالسلام يليق بروحك الطيبة.
قاسم ملحو: وفيق الزعيم لك ولشهداء سورية الرحمة والمغفرة.
كنان العشعوش: نحن أحوج لوجودكم في وسط يتهالك إنسانيا وفنياً، الرحمة لروحك وفيق الزعيم.
لمى إبراهيم: اللـه يرحمك يابي أستاذ وفيق ويجعلك بالجنة مع الصالحين أمثالك يا طيب، براء قلي هداك اليوم انك منيح وبتسلم عليّ بس اللـه يلعن المرض مارح اقدر ودعك بعيدة كتير كتير، بحبك يابي ورح تضل بقلبنا يا زعيم ومكانك حاضر، سلم عالكل هنيك، السلام لروحكم.
ليليا الأطرش: يعني أخبار الموت ماعم تفارقنا.. لا حول ولا قوة إلا بالله، الأستاذ وفيق الزعيم اللـه يرحمك ويصبر عيلتك ومحبينك على فراقك، قدّرَ اللـه وما شاء فعل.
مها المصري: وفيق الزعيم أبو براء اللـه يرحمك يارب ويجعل مثواك الجنة، رح تبقى بقلوبنا وبذاكرتنا وما رح ننسى لطفك وأدبك وقلبك الطيب يلي بحب الكل وبيحترم الكل، من أقل من سنة كنا مع بعض مع الصديق الوفي مؤمن الملا وكنت قوي كتير وما بدك تستسلم للمرض، بس هيك إرادة رب العالمين، اللهم لا اعتراض على مشيئة الله، عزائي لعائلتك الكريمة ولبراء ويلي خلف ما مات وعزائي للوسط الفني رح نفتقدك كتير.
محمد خير جراح: الوداع أبو البراء، الوداع يا زعيم، الرحمة والمغفرة لروحك أيها الفنان الجميل، الصبر والسلوان لعائلتك الكريمة.
مصطفى الخاني: أستاذ وفيق الزعيم، كنا بانتظار أن نشاهد معاً عملنا الأخير حمام شامي، ولكنك استعجلت الرحيل.. لك الرحمة، ولذكراك المجد، وعلى روحك السلام.
مؤمن الملا: وفيق الزعيم كسرت خاطري، ما اتفقنا نحنا وعم نصور حمام شامي انو رح نشتغل العمل القادم سوى؟
محمد زهير رجب: رحيل مؤلم وموجع وبصمت في زمن الرحيل المفجع، وداعاً أيها الفنان الجميل وبلغ تحياتي لكل من سبقك من أسرتنا الفنية السورية.
هويدا يوسف: ألف رحمة ونور عليك يا كبير يا طيب، اللـه يرحمك ويجعل مثواك الجنة، الدراما والفن السوري خسر أناساً كتيرين هذه الفترة، اللـه يصبر أهلك وأولادك ويرحمك.
الغائب الحاضر
رغم وفاته، إلا أن الزعيم لن يكون غائباً عن الشاشة الرمضانية بعد ثلاثة أشهر، هكذا ستدب بإحدى شخصياته الروح من خلال مسلسل «حمّام شامي» الذي صور في العام الماضي ولم يعرض وقتها.
وسيكون الزعيم في العمل «الشيخ حسني» كبير الحارة وحكيمها وحلال مشاكلها، فيؤثر على عمل المخفر الذي لا تصل مشاكل الناس إليه بحكم إيجاد الشيخ حسني للحلول لها على الدوام، وتتركز نشاطاته وفتاواه في الحمام الذي يتجمع فيه رجال الحارة وشبابها ونساؤها.