2013/05/29

وسيم قزق : مهمة الدراما التلفزيونية أصعب من المسرح والسينما
وسيم قزق : مهمة الدراما التلفزيونية أصعب من المسرح والسينما


مانيا معروف – الثورة

فنان شاب وابن لعائلة فنية , شغله المسرح منذ تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2008 فكانت مشاركاته في عروض مثل (هاملت , منحنى خطر ..) وفي الدراما مثل (طالع الفضة ,عنترة , بقعة ضوء ..)

أما السينما ففي رصيده تجربة فيلم سينمائي طويل بعنوان (بوابة الجنة) .. إنه الفنان الشاب وسيم قزق الأستاذ المساعد لمادة التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية :‏

لنبدأ من آخر أعمالك وكيف كانت سنة 2012 بالنسبة لما قدمته على الصعيد الفني ؟‏

آخر أعمالي من خمسة شهور تقريباً كان مسرحية (هاملت) لشكسبير إخراج عروة العربي , كما شاركت بلوحتين من (بقعة ضوء) الجزء الأخير ، وتعتبر سنة 2012 جيدة بالنسبة لي من حيث ورشات العمل المسرحية التي شاركت بها والبعض منها كان بإشرافي و بمشاركة الفنان الشاب كرم الشعراني , مع مجموعة من الطلبة غير الأكاديميين والذين لديهم شغف وحب للفن بالعموم و للمسرح خصوصا ، وهذا يعتبر نشاطا مسرحيا لا استطيع التخلي عنه .‏

أنت ابن لعائلة فنية مهمومة بالمسرح فعمك الفنان فايز قزق , فكيف تنظر إلى انتمائك للمسرح من هذه الزاوية ؟‏

أكيد وجود الأستاذ فايز في حياتي كان له الدور الأكبر و كان محرضا أساسيا لأدخل مجال التمثيل , وحسب رأيي له تجربة بالمسرح و الفن عموما فريدة من نوعها , وله حضور مسرحي جبار , وهو الممثل الذي جعلني أعشق المسرح وأغوص بفضاءاته و جذبني بكل كياني لهذا الفن الخاص و الصعب و الشيق , سواء بمسرحياته كممثل أو كمخرج , و هناك شخص آخر بعائلتي وهو الفنان محمد قزق ( والدي ) و هو يعمل كمشرف تقني و فني على الديكور بالمسرح المحترف و حتى بالمعهد العالي من مشاريع تخرج او حتى فحوصات الطلبة , و كان له الدور الأكبر بتفتح وعيي على الفن منذ صغري ، كانت تشدني عناوين مكتبته الرائعة الموجودة في البيت بما تحتويه من كتب مختلفة مسرح قصص روايات أو حتى علم نفس , والدي كان له الفضل في تثقيفي أنا و أختي الفنانة لوريس قزق و هي أيضا خريجة المعهد , و لعب الدور الأكبر لحضوري المسرح منذ صغري ، فكان مشوارنا المعتاد الذي ننتظره أنا و أختي ، وبالتالي هذا الكم الهائل من المسرحيات طور أدواتي وعشقي للمسرح .‏

نراك تركز على المسرح رغم التفات أبناء جيلك نحو الدراما التلفزيونية ، فما السبب ؟‏

ليس بالضرورة كل خريجي المعهد من أي دفعة أن يشتغلوا بالتلفزيون بمجرد التخرج , و هذا الأمر تحدده الفرصة الأولى و أهميتها, و أنا واحد من الخريجين الذين لم تأتهم الفرصة الحقيقية رغم مشاركاتي القليلة بالدراما التلفزيونية ,و بنفس الوقت الحظ يلعب دورا مهما في هذه المهنة , اما بالنسبة لتركيزي على المسرح فهي تمارين و ورشات بالنسبة لي لتطوير أدواتي و لتحقيق المتعة المرغوبة لي كممثل على الخشبة و للجمهور بنفس الوقت .‏

لك مشاركات متنوعة في الدراما التلفزيونية ، فما الذي قدمته لك هذه المشاركات على صعيد الخبرة العملية ؟‏

الوقوف أمام الكاميرا مختلف عن الوقوف على خشبة المسرح , الشروط الفنية تختلف بين الكاميرا والمسرح , إذا أخطأ الممثل أمام الكاميرا فهو قادر أن يعيد ألف مرة بالوقت الذي يصعب أن يعيد على الخشبة, و هذه إحدى صعوبات المسرح , أما الكاميرا فصعوباتها تختلف , إذ تتطلب من الممثل تكنيكا مختلفا على مختلف الأصعدة (الصوت ، الجسد , الكوادر ..) وبالنسبة لي لم أكن محظوظا بالدراما التلفزيونية لحد الآن , رغم مشاركاتي القليلة و أمام ممثلين مخضرمين مثل الأستاذ رفيق سبيعي بطالع الفضة مع المخرج سيف سبيعي أو حتى بالقعقاع أمام الفنان سلوم حداد مع المخرج المثنى الصبح أو حتى في اللوحة التي شاركت فيها ببقعة ضوء مثلت أمام الأستاذ فايز قزق هي تجارب صعبة بالنسبة لخريج جديد مثلي , لكن مازلت أنتظر الفرصة الحقيقية التي تجعلني أنشغل فيها أكثر , وتبقيني مهموما ببناء الشخصية و ملامحها و عوالمها الداخلية و النفسية مثل اللحظات التي أعيشها في المسرح .‏

أي المجالات تحوي صعوبات بالنسبة للفن في المسرح , السينما , التلفزيون ؟ماذا تخبرنا عن هذه الصعوبات ؟‏

أزمة المسرح تضطرني لأتجه نحو الدراما التلفزيونية و أثرها البالغ على فكر مجتمع كامل ، أعتقد أن مهمة الدراما التلفزيونية أصعب و أعقد من مهمة المسرح والسينما , لأن بالمسرح والسينما أنت قادر أن تطرح قضية مهمة جدا تعني المجتمع بوقت قصير , أما بالتلفزيون فهناك ثلاثون حلقة على مدى ثلاثين يوماً ، فما القضية المهمة التي سيطرحها هذا الفريق من الممثلين باعتباره جزءا أساسيا من المجتمع, وماهي الحلول المقترحة للمشكلة ,ما الذي يجعل الناس يتابعون ويستفزهم ليحضروا العمل , بغض النظر عن قيمة العمل .‏