2012/07/04
خاص بوسطة- عهد صبيحة
سَقَط القناع عن الفضائيات الناطقة بالعربية التي زجّت، على مدى شهر كامل، بكلّ أسلحتها على الأرض في محاولة مكشوفة وغير بريئة لزعزعة النظام السوري ومعه زعزعة إرادة شعب، ولم تستطع هذه القنوات طوال الفترة الماضية أن تقدم تقريراً إعلامياً واحداً يتسم بالحيادية، أو على أقل تقدير، بالمهنية المفترضة بمؤسسات الإعلامية ضخمة هي زاد العرب الإعلامي مذ ثورة الاتصالات الفضائية الحديثة.
وإذا أردت الدخول في تفاصيل الأمثلة فلن تكفيني صفحات من شرح أجاد في تحليلها رواد (الفيسبوك) السوريون، والذين هم أصلاً ليسوا إعلاميين محترفين، ولكنني أورد للاستئناس فقط مثال المليون متظاهر الذي أبهرت به الجزيرة متابعَها العربي يوم الجمعة الماضي، بل إنها حضّرت أخبار هذه المليون منذ الليلة السابقة للحدث المفترض وهذه بادرة في تاريخ المؤسسات الإعلامية، وللجزيرة فقط شرف الريادة فيها! وأورد مثالاً ثانياً، ليس للاستئناس، بل للقرف فقط، فضيحة نفس المؤسسة مع المفكر القومي عزمي بشارة بعد أن سقطت عنه وعن مؤسسته آخر أوراق التوت!!
وفي الحديث عن الإعلام، بدا الإعلام الرسمي والخاص في سورية حيوياً في الفترة الحالية، نزل إلى الشارع وسمع نقد ولوم المواطن لمؤسسات الدولة وتحليله للأحداث وأخذ رأيه، فنجح إعلامنا الرسمي في سد الفجوة التي أحدثتها المحطات العربية. لماذا؟ لأن مواطننا كان بطلَ الحكاية وهمَّ هذا الجهاز الإعلامي، وهذا مرحب به وإن كان مستغرباً بعد سنوات من الجفاء بين الاثنين.. قدّم المواطن السوري رسالة أعظم من ترهات الإعلام الرسمي ونظرياته وهي أن الشارع السوري فقط هو من يحمي إعلامه عندما يعبّر هذا الأخير عنه ويمارس دوره بشفافية في نقل نبض الشارع في كل الأزمان...
هذا درسٌ.. فهل من مستفيد؟!