2013/05/29
الثورة – مسرح
واكبت الفنانة السورية الحقبة الذهبية للمسرح القومي والتي أسست فرقة (مسرح الآس) محاولة منها لإعادة تلك الرحلة من نشاط المسرح السوري وازدهاره مقدمة عرضاً بعنوان (الأيام المخمورة) للراحل سعد الله ونوس وهو النص الأخير له قبل وفاته.
فائزة الشاويش تعتبر واحدة من الفنانات السوريات اللواتي ساهمن في تأريخ أهم مرحلة في مسيرة المسرح السوري الطويلة وأثرت منصاته بكثير من العروض الجادة التي شكلت علامة فارقة في ذلك التاريخ (لكل حقيقته- طرطوف- زيارة السيدة العجوز- سهرة مع أبي خليل القباني- الملك هو الملك).
اشتغلت شاويش في المسرح والمسرح الابداعي منذ عام 1964 وكان آخر عرض قدمته في المسرح القومي عام 2002 في عرض (ساعي بريد نيرودا) لمحمود خضور.
كانت فائزة شاويش واحدة من المبدعين الذين أسسوا فرقة المسرح عام 1966 والتي استمرت لغاية العام 1972 بمبادرة من الكاتب سعد الله ونوس والمخرج علاء الدين كوكش والفنانين هاني وأسامة الروماني ولينا باتع.
قدمت فائزة شاويش قرابة الأربعة والعشرين عملاً مسرحياً وكذلك قدمت مع المخرج السوري الراحل فواز الساجر عملين تجريبين هما (ثلاث حكايات ورحلة حنظلة) للراحل سعد الله ونوس تقول عن هذه التجربة.. (في عملنا كان التجريب يبدأ من النص) لماذا هذا النص؟ ولماذا نريده اليوم؟ ثم ننتقل إلى جمهور هذا النص ما هوية المتلقي الذي يوجه إليه هذا النص كان البحث الفكري في الطرح بأهمية البحث عن الاشكاليات الجمالية إن لم يكن أكثر أهمية وتقول أيضاً في شغلنا على الممثل كان الممثل يجرب كل يوم شريحة من شرائح المجتمع في تقديم الشخصية الأرستقراطي والعامل والزراعي والصناعي والمثقف المتثاقف وصولاً إلى خصوصية ينتجها بما يلائم الشخصية المرسومة في النص.
ابتعدت الفنانة فائزة شاويش عن خشبة المسرح بعد تقديم مسرحية (ساعي بريد نيرود) منتصف التسعينيات لأسباب نذكر منها كما قالت في إحدى مقابلاتها الصحفية.
(ببساطة أعتقد أن المفاهيم تغيرت، اهتمامات مسرحيي الجيل القديم وأدواته الفنية التي كانت تعكس رؤاه الخاصة وإشكالات الواقع، اختلفت باختلاف هذا الواقع الذي أفرز غياب الأحلام أمام سرعة الحياة وتطورها التكنولوجي وتكسر المشاريع الكبرى ومع غياب الإيمان الحقيقي بالفن لا يبقى سوى المادي وأنا لن أدخل في صراع من أجل المادة وأهجر ماضي القديم وأنتقل لأصبح ماريونيت على الشاشة الصغيرة ببساطة أعتقد أن جيل المسرحيين القدامى لم يعد يمتلك القدرة على تطوير أدواته الفنية والجيل الجديد من المهتمين بالمسرح يعاني من غياب الهاجس في حين أسر حياتنا ذات يوم هاجس ما ثقافي أو فكري.
فائزة أيضاً وكما هو معروف أرملة الرائع والمبدع سعد الله ونوس ورفيقة دربه حتى آخر لحظة في حياته وصاحبة الوصاية على أعماله المسرحية وممتلكاته الشخصية حتى أنها مازالت تحتفظ برسائل خاصة للراحل ونوس ولم تفك أسرها إلى الآن وهي طالما دافعت عن إرث زوجها وتاريخه وكانت بكامل وفائها وإخلاصها له في حياته ومماته.
ولدت الفنانة فايزة شاويش في دمشق، لها بنت واحدة شاركت في ورشة عمل مع المخرج فواز الساجر، عضو في نقابة الفنانين منذ عام 1968، شاركت بالتمثيل بالعديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية إضافة للأعمال الإذاعية.