2012/07/04
صفوت دسوقى – الوفد
كطائر يمتلك ألف جناح يتحرك وائل جسار علي الساحة بحثا عن كلمة تنعش إحساس المستمع أولحن يضيء ظلام النفس.. لا ينشغل كثيرا بالناس حوله ولا يلتفت الي عيون راصدة أو نفوس لا تستطيع التصالح مع الحياة.
وائل جسار فنان له عنوان، صوته يستوقف القريب والبعيد، وإحساسه العذب يؤهله للعبور الي قلب ووجدان الجمهور دون استئذان، في لبنان يستقر الآن يحاول الاستجمام والتحضير لعمل جديد سيكون مفاجأة، يرفض شاشات الفضائيات لأنه يتألم لصورة الواقع العربي الملتهب دائما، وينحاز الي عزلة الفنان ليس ضعفا ولكن لإيمانه بأن الفن مهما بلغت عظمته لا يستطيع تطهير خطايا السياسيين.
حول علاقة الفنان بالسياسة وتجربة الغناء للأطفال؛ وما تردد عن احتمال دخوله عالم التمثيل دار هذا الحوار:
*يحتاج المطرب إلي حالة مزاجية خاصة حتي يستطيع الغناء والتأثير فى الناس.. فهل الواقع والمتغيرات الجديدة تسمح بالغناء أم بالتأمل والصمت؟
- أتفق معك الي حد كبير في أن الوقع لا يساعد بالغناء، فالعالم العربي من المحيط الي الخليج في حالة غليان.. الشعوب تطارد الحرية البعيدة وتراهن علي أن القادم أفضل وهناك شعوب تلون ترابها بلوم الدم.. وسط هذا المشهد الملتهب يكون الغناء مثل النشاز.
* وهل هذا يعني أن يقف الفنان مستسلما ورافضا أداء أي دور علي أرض الواقع؟
- بالتأكيد لاأقصد من كلامي الاستسلام ولكن الفنان يحتاج الي جمهور يتفاعل معه ويستفز إمكانياته وعندما يغيب الجمهور ينطفئ وهج المطرب.. لمن يكون الغناء إذا كان الجمهور مهموما ومشغولا بالتغيير.. وهناك أرواح تدفع ثمن التغيير والتحول الديمقراطي.
* كفنان له رؤية.. كيف تقرأ تفاصيل المشهد السياسي في مصر وسوريا ولبنان؟
- سوف أعترف لك بشيء وأتمني أن تصدقني أنا لا أحب السياسة ولا أحب الكلام فيها حتي في بلدي لبنان، أتأمل وأدعو لوطني بالسلام والاستقرار وأتصور أن كل الشعوب العربية في مأزق الآن لكن كل وطن يعرف ظروفه جيدا وهو الوحيد الذي يستطيع أن يعبر الي شاطئ الاستقرار ولا أبالغ اذا قلت إن أمام الشعوب العربية فرصة ذهبية يجب استثمارها والاستفادة منها.
* في رأيك هل يستطيع الفن بكل أشكاله التأثير في فكر السياسيين؟
- أنا مؤمن بأن الفن مهما بلغت عظمته ومهما ارتفع صدقه لا يستطيع تطهير خطابا السياسيين ربما يساهم الفن في تهذيب المشاعر وربما يصحح أفكارا خاطئة لكنه يعجز أمام ممارسات وأفعال رجال السياسة.. بالمناسبة الفن لا يتقارب مع السياسة علي الإطلاق،
* لمن تحب أن تهدي أغنية «خليني ذكرى جميلة»؟
- بكل تأكيد أحب إهداء هذه الجملة بالتحديد الي جمهوري في كل مكان.. أحب أن أن أكون دائما ذكري جميلة في عقول وقلوب كل الناس التي أحبتني واحترمت الفن الذي أقدمه.
* بماذا يفسر وائل جسار عدم حصوله علي جائزة «ميوزك اوورد» كأفضل مبيعات في الشرق الأوسط حتي الآن؟
- أنا أجتهد ولا ألتفت الي الجوائز وأتصور أن المكسب الكبير هو رضا وإعجاب الجمهور، والحمد لله أشعر بأن لي مكانة ورصيدا في قلوب الجمهور. كما أن هناك مطربين يقومون بشراء هذه الجائزة، فالأمور في أحيان كثيرة لا تتم وفق قواعد مثالية مائة في المائة.
* بعد ألبوم «في كل دقيقة شخصية» هل تشعر بأن الاختيار أصبح مسئولية كبيرة؟
- بالفعل النجاح دائما يجعلك في حالة قلق وخوف لذا لا أتعجل في عمل ألبوم جديد وأريد تقديم مجموعة من الأغاني مختلفة في كل من حيث الكلمة واللحن لذا أقوم بتجهيز ألبومي الجديد علي نار هادئة.
* سمعنا أنك تواصل التحضير لمفاجأة كبيرة نتمني أن نعرف جزء من تفاصيلها؟
- المفاجأة هي أنني سوف أغني القصيدة لأول مرة والقصيدة تحمل عنوان «قولي شيئا» الكلمات للشاعر الكبير سهل عبدالكريم واللحن للرائع محمود خيامي وأتمني أن تنال هذه القصيدة إعجاب الجمهور والنقاد.
* وما حقيقة قيامك بتسجيل ألبوم غنائي كامل للأطفال؟
- الفنان يجب أن يقدم كل الألوان الغنائية ويجب أن يجرب وقد استهوتني مؤخرا فكرة الغناء للأطفال وبالفعل انتهيت من تسجيل ألبوم يضم 8 أغان لكن الشركة المنتجة تنتظر الوقت المناسب لطرحه في الأسواق، فالظروف المتوترة في عالمنا العربي كما قلنا في موضع سابق تجعل طرح الألبوم بمثابة مغامرة محفوفة بالمخاطر.
* لماذا تتردد في دخول عالم التمثيل خاصة أنك تلقيت أكثر من عرض سينمائي مؤخرا من شركات إنتاج مصرية؟
- بالفعل تلقيت عروضا كثيرة وأبرزها عرض من السبكي ولكن مازلت أبحث عن موضوع جيد حتي أقدم نفسي للجمهور كممثل جيد وأنا لا أخاف التمثيل لأن الكليب الغنائي يحتوي علي قدر كبير من التمثيل.
* هل انتهت حرب متعهدي الحفلات ضدك؟
- الحمد لله.. أصبحت متواجدا في الحفلات فأنا عانيت فعلا من حرب متعهدي الحفلات درجة أنني كنت أغني في بلدي بصعوبة بالغة أنا لا أحب الاحتكار ومن حق الجمهور العربي في كل مكان أن يسمع كل الأصوات وأن يفاضل ويختار.. فليس عدلا أن تفرض علي الجمهور مطربا واحدا فقط.
* ما الشيء الذي يشغل بال وائل جسار طوال الوقت؟
- يشغلني دائما الحفاظ علي النجاح.. الجمهور في عالمنا العربي أصبح واعيا وناقدا والفنان الجاد هو الذي يسعي دائما للاحتفاظ بجمهوره.. باختصار أنا اعتبر النجاح الحقيقي في رضا الجمهور وإعجاب النقاد بالفن