هنوف خربطلي: المسرح في سوريا يحتضر

شادي نصير – دار الخليج

تبدع النجمة هنوف خربطلي في أداء شخصياتها لامتلاكها مفاتيح القوة والإرادة في حياتها الشخصية، طبعها المحبب جعلها أكثر قدرة على اختيار ما تريد من الشخصية وبلورتها بما يتناسب مع المحيط، وهذا ما شاهدناه من خلال مسلسلاتها العديدة . هنوف وعلى الرغم من أنها نجمة تلفزيونية تعشق المسرح وتحب أن تؤدي الشخصيات فوق خشبته لأنها ترى أنه عالم قائم بذاته ويطبع الممثل بالقوة والجرأة وراء الكاميرا، إضافة إلى عشقها للسينما حيث قدمت دورين الأول في فيلم “الهوية” مع المخرج “غسان شميط” والثاني مع المخرج محمد عبدالعزيز في “دمشق مع حبي” .

هل أثر قرار مقاطعة التلفزيونات العربية أو بعضها لأعمال الدراما السورية، في عمل الممثلين؟، وهل ترين أن الدراما السورية تعاني أزمة حالياً؟ .

- للأسف أسمع دائماً ما يقال عن أزمة في الدراما السورية، ولكنني أريد أن أقول إنه لا توجد أزمة، ويعتبر هذا العام نقلة نوعية لي من حيث كم الأعمال التي شاركت بها، فقد أنهيت تصوير مسلسل “ست كاز” ومسلسل “الأميمي” ومسلسل “رومانتيكا” ومسلسل “الانفجار” .

ربما هناك بعض الممثلين لم يعملوا بسبب ما يقال عنه أزمة أو لأسباب أخرى، ولكن هذا حال كل الممثلين في العالم ففي العام الماضي لم أصور أي عمل تلفزيوني على سبيل المثال .

ما الرؤية والأساسيات التي تختارينها من خلال النصوص التي تقدم لك وتقبلين من خلالها الدور؟

- لا توجد أساسيات في اختياري للنص، ما يغريني هو النص الجميل والدور الذي يحمل في طياته رؤية وأفكاراً، إضافة إلى أنني أستطيع أن ألعب من خلاله على شخصية مختلفة وطبعاً هذا تحت إدارة المخرج، حيث أسعى إلى أن أقدم من خلال رؤيته ومن خلال رؤيتي إلى خلق شخصية لها عالمها الخاص .

في حال قام المخرج بتقييد الشخصية التي تؤديها كيف تتعاملين مع الموضوع؟

- أحاول في البداية وبقدر الإمكان أن أساير الوضع وأن أفهم ما يريد، لربما أن هناك نقاطاً لا أفهمها في الشخصية أو في أدائها . كما أنني أتحاور معه حول عدة نقاط حتى أصل إلى نقاط مشتركة، لأن الشخصية بالتحديد تظهر على الشاشة وأنا أتلبسها كممثلة، وتطبع بطابعي ولذلك لا بد من الوصول إلى حل ولو بأي شكل من الأشكال .

من أين تستلهمين حياة الشخصيات وتفاصيلها؟، وكيف تلبسينها ثوبها الذي تظهر به أمام الشاشة؟ .

- كل الصقل يأتي من خلال الدراسة في المعهد والعمل على خشبة المسرح، وأرى أن أدواتي الخاصة تكمن من شخصيتي وهي نابعة من داخلي وذاتي، ولأني طبيعية من دون تكلف أو تصنع، كما أن شخصيتي مستقلة، إضافة إلى أنني أعمل على مراقبة تصرفات الناس، ليس لأنني فضولية، بل لأنني أعشق الشخصيات الفنية والأشخاص المختلفين بتصرفاتهم وطباعهم، لأن ما أملكه ينتهي إذا لم يكن هناك مزود لأفكاري فأقتبس دون أن أجرح مشاعر أي أحد .

أين ترين واقع الدراما السورية هذا العام؟

- حتى الآن لا أستطيع أن أتحدث إلى أين ستؤول الأمور، ولكن على ما يبدو والظاهر هو أن هذا العام له خصوصية من حيث كم الأعمال المميزة التي تصور إضافة إلى العدد الكبير من الممثلين الذين عادوا إلى العمل وظهور فرص للشباب بشكل كبير، وأرى أن العمل هو حظ بشكل عام .

هل ترين أنه لا يوجد بطل مطلق في الدراما السورية؟

- هذا كلام غير حقيقي، فالجيل الأكبر والذي سبقنا يأخذ أدوار بطولة مطلقة بشكل فردي، إذاً فهناك أبطال، لكن ليس من جيل الشباب، والقائمون على الحركة الفنية يعملون على التوازن في العمل الفني بين النجوم الشباب ومن يأخذ من الشباب أدوار بطولة مطلقة قليلون، ويكون ذلك إما حظاً أو طفرة أو من خلال تبني إحدى الشركات أو أحد المنتجين لشخصية محددة .

كيف ترين عمل الممثلين خارج الدراما السورية؟

- في حال كان العمل يقوم على سحب النجوم سواء أكانوا من الشباب أم من غيرهم فهو يعمل على إفقار الدراما لأن النجوم الكبار هم من أسهموا في صناعة الدراما السورية، وأرى أنها تخفف ولكنها لا تؤثر لأنه في سورية نجوم كبار جداً، فالدور الذي يعطى لي لا يعطى لغيري وهكذا فسوريا تمتلك الكثير من النجوم .

هل أنت مع وجود الدراما التركية؟، وكيف ترين العمل في الدوبلاج؟

- أنا بشكل شخصي مع الدراما التركية . . لأنها مكان لكسب الرزق، وإضافة إلى أن العمل في الدوبلاج هو جزء من العمل الفني، ويتقاطع معي ويساعدني لتدريب صوتي على الإحساس، وأحياناً أحس بأنه خطأ كبير لأنني أخاف أن أمثل بصوتي فقط ولا أريد أن أفقد الإحساس بجسدي ووجهي .

كممثلة من هو أصدق التلفزيون أم المسرح؟

- بالنسبة لي الأصدق هو المسرح ولا يوجد أهم منه، فالمسرح لا يقارن ولا يجب ألا يظلم المسرح ولا بد من دعمه بشكل كبير، وهناك الكثير من التقصير بحق النص المسرحي والخشبة المسرحية، وللأسف نستطيع أن نقول إن المسرح في سورية يحتضر . مع ذلك فأنا لا أقلل من قيمة التلفزيون، فأنا من خلاله أوصل أفكاري لكل الناس فلابد من مراقبته والاهتمام به بشكل أكبر .

ما الجديد الذي ستقدمينه هذا العام؟

- أصور في الجزء التاسع من مسلسل “بقعة ضوء”، وصورت مسلسل “زنود الست” ووقعت على العمل في مسلسل “رابعة العدوية”، إضافة إلى أنني أصور (سكتشات) منوعة لم يحدد اسم العمل حتى الآن .