2013/05/29
وائل العدس – الوطن السورية
ما إن عرضت الحلقة الأولى من الجزء الثاني لمسلسل «أبو جانتي» حتى انهالت الانتقادات اللاذعة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي على بطل العمل ومخرجه.
ولم تقف وسائل الإعلام المحلية والعربية دور المتفرج وحللت العمل بكل تفاصيله وأعماقه بلهجة لا تخلو من النقد الساخن والساخر، معتبرة أن العمل خرج عن مضمونه الحقيقي وخصوصاً بعد أن انتقلت أحداث القصة من دمشق إلى دبي.
ولم يستطع الجزء الثاني استغلال نجاح الأول فسقط في فخ النص المترهل والإخراج التجاري والبطولة المطلقة والأحادية.
فتساءل البعض عما يريد الكاتب من إيصاله في بعض المشاهد التي لا معنى لها سوى تمرير المزيد من الوقت، وإن كان الكاتب على ما يبدو محصوراً بما تمليه عليه الشركة المنتجة أو بطل العمل وصاحب الفكرة، في حين اعتمد المخرج على المبالغة في طرح كوميديا مقيتة وتجارية تعتمد على التهريج والاستعراض.
قصة العمل
تدور أحداث الجزء الثاني بعدما قرر «أبو جانتي» السفر إلى دبي للعمل عن طريق شخص تعرف إليه في سورية، ويعمل في البداية في «خدمة التوصيل» على دراجة نارية حتى يحصل على رخصة قيادة إماراتية بعد عناء ويرتدي ملابس سائقي سيارات الأجرة في دبي ويتنقل بسيارته وتبدأ مغامراته في شوارع دبي عبر الاحتكاك بحكم عمله بشخصيات عربية وأجنبية.
«أبو جانتي» بشكل عام شخصية تتفاعل مع كل من حولها، وستروي كل حلقة قصص الركّاب الذين سيشكون همومهم للسائق اللطيف والفضولي، ويضطر «أبو جانتي» بحكم المجتمع متعدد الجنسيات لتعلم لغات أخرى، كما أن خصوصية المكان ستجعله يحاور الشخصيات، بحيث يكشف الجانب الإنساني لعدة ثقافات على المستوى الشعبي. فإذا كان التركيز في الجزء الأول على شخصيات سورية، سيكون هنا الكثير من الجنسيات العربية والغربية فنرى «أبوجانتي» يتحدث الروسية والهندية والإيطالية واللهجات العراقية والإماراتية واللبنانية وغيرها.
وقد شارك في تصوير الحلقات الأولى في سورية عدة ممثلين منهم سامية الجزائري وتاج حيدر وأندريه سكاف، الذي قام بتصوير مجموعة من الحلقات في دبي أيضاً، ومن ضيوف الحلقات في سورية طارق الشيخ وأسامة جنين وفاتن علي وسوسن أبو عفاف.
وفي دبي شارك في البطولة بلال عبد الله وعلي التميمي من الإمارات وحازم بياعة من سورية، وضيوف الحلقات محمد غباشي وأحمد السيد وداليا فؤاد من مصر وخالد النعيمي وبلال عبد اللـه وعلي الشامسي من الإمارات ودالي جو من لبنان وألينا من روسيا، إضافة إلى ممثلين من السودان وإيران.
والعمل تأليف الكاتب حازم سليمان وإخراج عمار رضوان.
بطولة أحادية ولكن!
لا يخفى على أحد أن نجاح الجزء الأول من «أبو جانتي» لم يكن من نصيب النجم سامر المصري وحده، بل كان بمشاركة واسعة وفاعلة لنجوم آخرين.
فالموت غيّب خالد تاجا «أبو الملوك» قبل أن يضع بصمته الساحرة على الجزء الثاني، بدوره أيمن رضا صاحب الشعبية الأكبر في الجزء الأول رسم لنفسه خطاً جديداً بتوظيفه شخصية أبو ليلى الشهيرة في مسلسل «سيت كاز» بعيداً عن «ملك التكسي».
أما غياب «الكوميديان المحترفة» شكران مرتجى وجودها بالاسم فقط على هاتف تاج حيدر فقد ترك فراغاً كبيراً في المشاهد التي صورت بدمشق، ونفس الكلام ينطبق على جيني إسبر وفادي صبيح.
إذاً.. لا يمكن لنجم واحد أن يكون البطل المطلق لأي عمل، ومن الصعب جداً أن ينجح فنان وحده في حمل أي عمل نحو شاطئ الأمان، بعكس الجزء الأول الذي حقق نجاحاً لافتاً بجهود جماعية.
جرأة مبتذلة
في الحلقات الأولى يظهر بطل العمل إلى جانب فتاة لبنانية، بعد أن كان يلعب دور عامل التوصيل في مطعم، فيدخل إلى منزلها دون «احم ولا دستور» كاسراً الحاجز بين الزبونة و»الديلفري» لدرجة يظن المشاهد أنهما عاشقان منذ سنوات طويلة، ليقدم لنا المخرج من خلال ذلك مشاهد جريئة ومبتذلة تبدو أقرب إلى عالم الخيال.
وقد اتّهم البعض سامر المصري بأنّه يسيء لصورة الفتاة اللبنانية بعد أن صوّرها على أنها فتاة «دلّوعة واستغلالية و.. إلخ».
تساؤلات مشروعة
أحد المشاهد استثار رواد موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» عندما يسدي «أبو جانتي» نصائحه لأحد الركاب الراغبين بالسفر فيقول له: «الوطن ليس فندقاً لنغير إقامتنا عندما تسوء الخدمة»، ليخلق عند هؤلاء تساؤل: لماذا انتقل أبو جانتي إلى دبي مادامت بلده ليست فندقاً؟ ولماذا خصص الكاتب نصه لمدينة دبي بالتحديد طالما أنه خطّ هذه العبارة الشهيرة؟
منطقياً.. سورية تعيش بأزمة.. ولسنا بصدد توزيع شهادات الوطنية ولا نزاود على أحد، ولكن علينا ألا ننسى أن 25 مسلسلاً سورياً صُوروا في قلب البلد وفي ذروة الأزمة، إلا أن أبو جانتي وصبايا خرجا عن السكة وصورا في دبي، وكلاهما بالتأكيد من إنتاج روتانا خليجية.
المصري مغن أيضاً
أدى سامر المصري في العمل مجموعة من الأغنيات والمواويل وبعض المونولوجات بلغات ولهجات عدة، لاسيما الخليجية التي كتبها ولحّن بعضها بنفسه بمشاركة الملحن والموزع الموسيقي فادي مارديني. كما يؤدي بعض الأغنيات الشعبية كأغنية «لوّلالي». علماً أنه يؤدي أيضاً شارة العمل الوحيد الذي يشارك به هذا العام.
وأخيراً..
هل سيقنع «أبو جانتي» محبيه بأنه يسير في الطريق الصحيح مع مضي الحلقات المتبقية؟ أم أنه سقط في دبي بعد أن تملك قلوب المشاهدين في دمشق؟