هل ستؤثر الأزمة الحالية على تسويق الدراما؟

مِلده شويكاني - البعث

حققت الدراما السورية حضوراً لافتاً في موسم رمضان الماضي ومن المتوقع أن تتخطى دراما 2011 نجاحها السابق من خلال الأعمال التي صُوّرت حتى الآن من قِبل القطاع الخاص والمؤسسة العامة للإنتاج، وتبيّن برأي الكثيرين من القائمين على صناعة الدراما بأن هناك تنوعاً وتطوراً، من حيث المضمون والمعالجة الدرامية والرؤية الإخراجية ، فعلى صعيد أعمال البيئة الشامية تدور المنافسة بين أربعة مسلسلات(الزعيم ورجالك يا شام وطالع الفضة والدبور ج2)، وهناك أعمال ذات سوية عالية ضمن المنحى الاجتماعي والمعاصر إضافة إلى الأعمال التاريخية:«منها ظل الحكايا» ويوجد العديد من الأعمال الكوميدية(بقعة ضوء-بومب أكشن-صبايا ج3) الذي سيظهر برؤية إخراجية جديدة، إضافة إلى عودة مرايا ياسر العظمة إلى الساحة الدرامية .. ومن جانب آخر صُوّرت أعمال على صعيد الأعمال(العربية-السورية)  المشتركة مثل مسلسل «آخر خبر» اللبناني- السوري، إخراج هشام شربتجي، وأعمال الدراما العراقية- السورية مثل: «رائحة العاقول» إخراج طلال محمود، و«أبو طبر» إخراج سامي جنادي..

ومن المعروف أن الأعمال التركية والخليجية تشغل مساحة كبيرة من المحطات على مدار العام، لكن في موسم رمضان تكون الصدارة للمسلسل السوري، لأنه الأقوى في كل الدرامات ويلقى متابعة واسعة في بلاد المشرق العربي ومغربه وبلاد الاغتراب.

والهاجس الذي يطرق مخيلتنا.. هل ستسوّق الأعمال الدرامية في ظل الأزمة التي تعاني منها سورية حالياً؟؟.

لقد تضاربت الآراء واختلفت فهناك من يقول: إن الأحداث ستؤثر على تسويق الدراما السورية، لذلك يجب أن نجد حلاً لتسويقها داخلياً.

ووفق هذا السياق يؤكد الكاتب كمال مرة ضرورة فتح قنوات فضائية سورية من قبل شركات الانتاج وأصحاب رؤوس الأموال لعرض الأعمال السورية، ويضيف: نحن أحوج ما نكون الآن إلى إنشاء هذه القنوات خاصة ًوأننا نعيش في حصار ثقافي واقتصادي ويجب ألا نعتمد على التسويق الخارجي أسوةً بتجارب الدول المجاورة مثل(مصر-لبنان-العراق) التي تسوق أعمالها في قنواتها الخاصة أولاً، ولننظر إلى نجاح تجربة السينما الهندية التي تحقق ربحاً من خلال دور العرض الداخلية، ومن جهة ثانية فإن وجود هذه القنوات يخلق حراكاً ثقافياً وإعلامياً وتنافساً  شريفاً كما يمنح فرصة لذوي الخبرة للتطور وتقديم الأفضل كما يفتح باباً واسعاً لنشر الدراما السورية.. ومن وجهة نظر أخرى يرى المستشار الدرامي مروان ناصح أن الأعمال السورية ستسوق هذا العام، ولايوجد تخوف أبداً من عدم تسويقها، وأن إنشاء قنوات فضائية في بلدنا أمر صعب لأن هذا المشروع يتطلب وجود رؤوس أموال ضخمة، لاتتوافر عند شركات  الانتاج التي تقوم بإنتاج عمل أو عملين في العام.

ويستعرض على سبيل الذكر تجربة قناة الدنيا التي تموّل من قِبل  عدد كبير من أصحاب رؤوس الأموال ويقترح أن يتم التركيز على القنوات الموجودة الآن وخاصة(سورية -دراما)، ويؤيد هذا الرأي المنتج والمخرج والممثل مظهر الحكيم فيقول : إن الأعمال التي صُوّرت ذات سوية عالية وجيدة وستشغل المحطات العربية خلال شهر رمضان المبارك.

ومن ناحية أخرى مصر لم تنتج إلا عدداً قليلاً من الأعمال، لذلك سيتم الاعتماد على المسلسل السوري بالدرجة الأولى.

صحيح إن الأزمة التي تمر بها سورية أثرت على أمن المواطن والاستقرار الداخلي لكنها لم تؤثر على حركة الدراما ، فالتصوير لم يتوقف والانتاج مستمر.. وفيما يتعلق بموضوع إنشاء قنوات فضائية خاصة في سورية  علق الحكيم بأن هذا الأمر طُرِح أثناء الملتقى الأول للدراما وتم إدراجه،  ضمن بند أعمال  الملتقى، ويرى بأن هذا الأمر حلم يتمنى الجميع تحقيقه.

إذاً كل المؤشرات تدل على أن دراما 2011 ستتخطى كل الصعاب والعوائق لتكون في المقدمة وتحافظ على مكانتها.