2012/07/04
آلاء عامر - بلدنا
هل تخلى الفنانون عن دراماهم في عزِّ أزمتها؟
قد يكون مسلسل «روبي» الذي عرضت أولى حلقاته أمس على قناة mbc4 أول ثمار هجرة الدراما السورية إلى الدول التي ما زالت عجلة الإنتاج الدرامي تدور فيها، ومنها لبنان ومصر والخليج..
إذا كان القائمون على إنتاج العمل أشاروا في مؤتمر صحفي بمناسبة إطلاق المسلسل إلى أن التحضير للمسلسل استغرق عامين،
فإن عمل مخرجه رامي حنا وبطله مكسيم خليل في الدراما اللبنانية بالتزامن مع الظروف الاستثنائية التي تعيشها سورية لايمكن احتسابه على أنه مصادفة، إذا ما أخذنا في الاعتبار الهجرة شبه الجماعية التي تعاني منها الدراما السورية. ولهجرة الفنانين والدراميين أسباب عديدة لا تقف عند حدود الصعوبات الإنتاجية وعدم القدرة على التسويق والبيع للفضائيات الخليجية المحجبة بسبب ظروفها الاقتصادية عن شراء أعمال ليست من إنتاجها، بل خيوط الهجرة الفنية ترتبط أيضاً بالبيانات والتصريحات السياسية «الفيسبوكية» والإعلامية، وهذا ما يمكن من خلاله تفسير هجرة عدد من صناع الدراما وعلى رأسهم الفنان سلوم حداد..وغيره ممن لامسوا أو تجاوزوا الخطوط الحمراء في آرائهم ووجهات نظرهم.
في حين أن بعض المهاجرين كان ممن نأى بنفسه عن التعبير عن رأيه في الأزمة السورية، فقرر الابتعاد والسفر ريثما تعود الأمور إلى حالها دون أن يخسر أحداً من جمهوره ومنهم الفنان سامر المصري، وباسل خياط وكاريس بشار وقصي خولي.. فصار العديد من الفنانين السوريين مقيماً في دبي، ومنهم الفنان باسم ياخور وعائلته، مع الإشارة إلى أن ياخور يصور حالياً في مصر المسلسل البوليسي «المرافعة»، أو في لبنان، حيث يتوقع كثيرون أن تشهد الدراما اللبنانية انتعاشاً لم تكن لتحلم به لولا تأزم الدراما السورية، حيث بات العديد من صناع الدراما السوريين شغوفين بالعمل على الدراما اللبنانية التي توصف بأنها دراما خام تتمتع بمقومات النجاح وتأتي الجرأة في مقدمتها، ومن هؤلاء المخرج سيف الدين سبيعي الذي يصور حالياً مسلسل «ولاد كبار».
بغض النظر عن أسباب هجرة الفنانين، وعدم القدرة على التيقن من مدة بقائهم في الخارج، فإن مما لاشك فيه أن الدراما السورية وجمهورها هما الخاسر الأكبر، خاصة أن الشللية السياسية صارت موضة الدراما السورية الجديدة، المنتشرة في أغلب مواقع التصوير. فعلى سبيل الذكر خلال زيارتي للوكيشن مسلسل «المفتاح» دارت بين مخرج العمل هشام شربتجي وعدد من أبطاله مجموعة من النقاشات السياسية التي صبت جميعها في نفس الرؤية السياسية، فشربتجي والفنانون المشاركون معه كانوا مؤيدين وبشدة، ما يجعل مشاركة فنان معارض في العمل أمراً غير محبذ له أو لزملائه، بالرغم من أن كاتب العمل «خالد خليفة» كان ممن رفض التصريح للإعلام السوري أو الخوض في نقاشات سياسية أو حتى فنية مع أحد.. لايمكن تعميم تجربة أحادية انتماء العاملين في نفس المسلسل بالرغم من أنها باتت منتشرة، فالمخرج جود سعيد صرح لجريدة «بلدنا» أنه في فيلمه الجديد «صديقي الأخير» حاول الجمع بين فنانين معارضين ومؤيدين، خاصة بعد أن هاجر عدد كبير من الفنانين المعارضين وبدأت الدراما تفتقدهم..