2013/05/29
وائل العدس – الوطن السورية
دارت عجلة «مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي» لتكشف يوماً بعد آخر عن جديدها، وخاصة أن ديانا جبور تفكر جدياً بالحفاظ على تألق المؤسسة، بل تطويرها لتكون خير خلف لخير سلف بعد أن نجح فراس دهني بالارتقاء بالمؤسسة نحو الأفضل.
أول الأعمال هو مسلسل «حائرات» الذي يتحدث عن مجموعة من الفتيات يعملن في إحدى مؤسسات الدولة، لكل واحدة منهم مشكلة خاصة جداً، سواء داخل العمل أو داخل الأسرة التي ينتمين إليها.
هذه المشاكل مألوفة إلى حد ما في مجتمعنا مثل الزواج والعنوسة والخيانة الزوجية، ومشاكل قانونية تتعلق بحضانة الأطفال.
يشارك في العمل نخبة من فناني الدراما السورية: أسعد فضة، رشيد عساف، أيمن رضا، جهاد سعد، فاديا خطاب، وائل رمضان، مصطفى الخاني، نادين خوري، ضحى الدبس، سوزان نجم الدين، لينا دياب، ميلاد يوسف، تيسير إدريس، مروى أحمد، إضافة إلى الوجهين الجديدين جيانا عنيد، وماسة زاهر.
صعوبات ولكن!
قال المخرج سمير حسين: إن أهمية العمل تكمن في أنه في الدرجة الأساسية يناقش وضع هؤلاء الفتيات ضمن الأزمة التي تعيشها البلاد، وانعكاساتها بكل تجلياتها وبطريقة مباشرة على حالة ووضع كل واحدة منهن.
وبالنسبة إلى الظروف التي تعيشها البلاد، والتصوير خلال هذه الأيام، قال حسين في بيان صحفي: إن الظروف صعبة للغاية، لكن كمحصلة لابد أن نقدم مشاريعنا ولا تعوقنا الأزمة التي تمر بها البلاد، إلى حد ما، ومن حسن حظنا أن نحو 90% من مواقع التصوير تجري داخل دمشق.
وأشاد حسين بالعمل ضمن المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، مؤكداً أن آلية العمل فيها مريحة للغاية، وإيجابية من حيث الشروط وتوافر المقومات اللازمة لإنجاح العمل.
وبالنسبة إلى الإنتاج الدرامي خلال الموسم القادم، توقع حسين أن يكون شحيحاً، وذلك بسبب الظروف الاقتصادية، وهجرة معظم المنتجين إلى خارج سورية، إضافة إلى عدم وجود اغلب الممثلين أيضاً.
تأثير سلبي
«الحائرات» مسلسل اجتماعي تدور أحداثه حول مجموعة من النساء ذوات أعمار مختلفة وأوضاع اجتماعية مختلفة ليتحدث عن تأثير العنوسة والطلاق والهجران الزوجي والرغبة في الإنجاب والعنف الجنسي وغيرها في حياتهم.
ويجتمع أبطال العمل بشكل رئيسي في إحدى الدوائر الحكومية كموظفين لكل واحد منهم حياته وهمومه وأحلامه وآماله فتقوده دروب الحياة نحو مصائر قد تكون إيجابية أو سلبية حسب خيارته.
كذلك تلقي الأزمة التي تعصف بسورية بظلالها على العمل، فنشاهد التأثير السلبي للأزمة في حياة شخوص العمل من وجهة النظر الاجتماعية الإنسانية والمعيشية.
ولا يتقبل المسلسل الشر المطلق لدى البشر إذ نرى لدى أبطاله وجوها أخرى لما يظهروه من شرور ويقدم المبررات المنطقية لتصرفاتهم حتى تصل في بعض الأحيان بالمشاهد إلى حالة من الحيرة في أي موقف قد يتخذه من شخوص العمل، كما يقدم العمل بعض شخصياته بصورة مخالفة للأفكار السائدة فليس من الضروري أن تكون كل عاهرة إنسان سيئ، وليس بالضرورة أن تكون زوج الأب شخصاً عدوانياً مع أولاد زوجها.
شخصيات العمل
- الأستاذ زهير: رئيس القسم وهو إنسان انضباطي يحترمه الجميع مدافع عن الحق وملتزم بالقانون ويحب أن يكون إيجابياً في حياة الآخرين، لا يجب الأطفال لكن هذا لا يمنع زوجه إنعام من أن تقضي حياة جيدة معه إلى أن تصاب بالسرطان وتدخل نورا إلى حياتها لتصبح جزءاَ مهماً فيها ولاسيما عندما تظهر مشكلة نورا (تعرضها للاغتصاب) يزداد تعلقها بها رغم ابتعاد نورا عنها.
- نسرين: رئيسة الديوان عانس تجاوزت الثلاثين من العمر إثر علاقة حب فاشلة، إنسانة مستقيمة لكنها تتورط في قضية فساد يقوم بها زميلها في العمل جهاد دون علمها مزوراً توقيعها، لديها حساسية من ذكر موضوع الحب والزواج في حضورها، عائلتها متواضعة مؤلفة من والدها عوني عميد متقاعد في الجيش يعاني بعض الصعوبات في العمل بين الحياة المدنية وما تحويه من مداورات واستقامة عمله السابق في السلك العسكري، ووالدتها هدى أم بسيطة حريصة على أسرتها، وأختها رؤى خريجة جامعية تتزوج من وسام وهو موظف من البلدة نفسها التي تنتمي إليها أسرة نسرين لكنه متواضع الحال وضيق الحياة المادية يعرضهما إلى بعض الصعوبات وكذلك رغبة وسام بفرض الحجاب على زوجه لكنهما في النهاية يجدان طريقاً للتفاهم، إضافة إلى بانا الشقيقة الصغرى لنسرين طالبة معهد سياحة على علاقة حب مع نضال الذي ينتمي إلى أسرة أماني وهي موظفة أيضاً مع نسرين وكلتا الأسرتين (أسرة نسرين وأسرة أماني) ينتميان إلى البلدة نفسها من ريف دمشق.
- أماني: موظفة في الديوان وهي في الخامسة والعشرين لكنها غير مهتمة بالزواج والارتباط كثيراً رغم محاولات جهاد التقرب منها وإن كان ذلك لغايات أخرى، ما يثير غيرة زميلتها هبة منها، وهي كذلك تقع ضحية قضايا الفساد التي يقوم بها جهاد دون علمها، أسرتها مؤلفة من والدها إبراهيم وهو يمتلك ورشة بسيطة لتصنيع الحقائب الجلدية، والدتها إيمان تتعرض إلى إصابة في منزلها تؤدي إلى كسر يدها ما يجبرهم على الاستعانة بنورا للخدمة في منزلهم وهنا يتعرف راغب شقيق أماني إلى نورا ويحاول إقامة علاقة معها لكن رفض نورا يدفعه لوضع مخطط للانتقام منها برفقة صديقه غازي الذي يعمل في ورشة والده، مخطط الانتقام هذا يصل إلى حيث لم يرسما أصلاً.. حيث يقوم راغب باغتصاب نورا في منزلها بعدنا يداهماه ليلاً بقصد إخافة نورا وإذلالها، راغب الجاني يتعلق بضحيته ويعاني عذاب الضمير من فعلته ويقدمه العمل بحيث لا يستطيع المشاهد كرهه تماماً لما اقترفه، راغب يعترف لأمه بفعلته والتي تحاول بدورها حل المشكلة.
- نضال: شقيق أماني طالب معهد على علاقة حب مع بانا كما ذكرت سابقاً ويقف في طريق العلاقة التزامات الحياة وهمومها لإتمام حبهما بالزواج.
- أم صبحي: مستخدمة في المديرية فقيرة الحال بالطبع وهي والدة نورا.
- أبو صبحي: رجل عاطل من العمل بسبب كسله ولامبالاته ويقضي نهاره نائماً وليله في النوادي الليلية الرخيصة بعد أن يحصل على المال من زوجه، حياته الليلية تقوده إلى الزواج من مرام فتاة ليل تحلم بالزواج من أجل إنجاب شرعي ونكتشف في سياق العمل أنها إنسانة طيبة القلب جيدة عكس طبيعة العمل الذي تمارسه، وتساعد نورا بعد ظهور الحمل عليها إثر اغتصابها من راغب.
- صبحي: شاب تجاوز العشرين عامل بناء يحقد على والده ومتعاطف مع أمه.
- علا: شابة صغيرة في الثانية عشرة من العمر تعيش صراعات العائلة مع الحياة.
- جهاد: موظف حقوقي ذو شخصية جذابة يدفعه طمعه وحبه للعيش فوق ما يحتمل وضعه المادي إلى الدخول في صفقات فاسدة بالتعاون مع صديقه سليم تاجر السيارات مستفيداً من وضعه الوظيفي، كذلك يدفعه طمعه إلى الزواج من أمل صديقته المطلقة الثرية التي تكبره سناً، أمل بحد ذاتها إنسانة جيدة وتحاول تقويم الكثير من سلوكيات جهاد بحبها وحنانها.
- هبة: موظفة أخرى في الديوان في الخامسة والعشرين معجبة بجهاد الذي لا يهتم لأمرها على الإطلاق وتغار من أماني واهتمام جهاد بها رغم أنها لا تدرك غاياته الحقيقية، عائلتها مؤلفة من والدها المتقاعد عدنان الذي تدفعه وحدته إلى الزواج من امرأة وصلت الخمسين من العمر اسمها سعاد ترفضها هبة في البداية لكن تتقبلها لاحقا على عكس شقيقها هيثم الذي يتقبلها في البداية لكن يرفضها لاحقا عندما يحصل ما هو غير متوقع إذ يظهر الحمل على سعاد بعد أسابيع من الزواج ما يدفع هيثم إلى إعادة حساباته بشأن الإرث المتوقع من والده على تواضعه، تعاني هبة أنانية الذكورة الكامنة لدى والدها وشقيقها.
- هيثم: يستشهد إثر تلقيه رصاصة طائشة مجهولة المصدر.
- سوسن: رغم انتمائها لأسرة ثرية لكنها موظفة أخرى في الديوان بلغت الثامنة والعشرين من العمر ولم تتزوج، تعاني البدانة المفرطة، التي تشكل عقدة نفسية لها لكن هذا لا يمنعها من التقرب من وائل زميلها في العمل بقصد الزواج منه، أسرة سوسن مؤلفة من والدها أحمد ووالدتها هيفاء ويعيش الوالدان في بيت واحد لكن في عالمين منفصلين فأحمد هجر فراش الزوجية منذ أكثر من عشرين عاماً دون أسباب واضحة ما خلق علاقة غير سوية مع زوجه تتفجر على شكل خلافات ظاهرها غير ذات أهمية لكن باطنها غياب الجنس عن العلاقة الزوجية وتصل إلى حد الطلاق الذي يتزامن مع تقدم وائل لخطبة سوسن، أحمد على علاقة غير شرعية مع مطلقة اسمها نيرمين ينفق عليها وعلى ابنها، سلوان شقيق سوسن مهندس يعمل لدى والده في معمل البلاستيك هو شخص متوازن ومتفهم وذكي، جلال الشقيق الآخر لسوسن مراهق في الثانية والعشرين يغرق في البحث عن الجنس المأجور ما يعرضه لعدة مواقف مخزية في الحياة.