2012/07/04
ماهر منصور - السفير
«هات من الآخر»... دقيقتان دراميتان أو ثلاث من مقهى سوري، لرجلين اثنين، مؤيد ومعارض، تجمعهما طاولة واحدة، وحديث واحد لا يتغير مضمونه مهما اختلفت التفاصيل، هو الأزمة في سورية. وتشغل الدقائق الدرامية القليلة، التي كتبها محمود عبد الكريم وأخرجها أسامة الحمد، يومياً السوريين. وهي من انتاج «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي».
تقدم لوحات «هات من الآخر» وجهتي نظر رائجتين في الشارع السوري تجاه الأحداث السياسية والامنية الحاصلة، الأولى لمؤيد يجسدها الممثل أندريه سكاف وأخرى لمعارض يؤديها الممثل محمد حداقي. وبحسب بطاقة تعريف العمل فإن هذه «اللوحات تحاول أن تقرأ الواقع السياسي الآتي ومن رؤية نابعة من مصالح وطنية هدفها تحريض ذهن المشاهد للتفكير بشكل أعمق في ما يدور حولنا... وتسعى لأن تشكل حالة إعلامية وتلفزيونية جديدة في التعاطي مع الأحداث السياسية الراهنة بأسلوب أقرب إلى الدرامي منه إلى الصحافي» وهو كلام لحمد. ويقول لـ«السفير» إن «لوحات «هات من الآخر» حوارية تحت سقف الود السوري ومزاجيته».
في «هات من الآخر» السيادة للحوار، تتحرك الكاميرا ضمن أحد المقاهي إلى أن تقف عند طاولة بطلي اللوحات(حداقي وسكاف)، حيث يدور حوار بينهما لا يخلو من الترميز أحياناُ، من دون أن يصدر أحكاماً مطلقة في غالب الأحيان، بقدر ما يترك القضية مفتوحة لتفكير المشاهد... لكنها جميعها لا تبتعد عن الحدث الحار على نحو تتحول فيه اللوحات إلى قراءة درامية توثيقية لما تتناقله نشرات الأخبار والمحللين فيها.
وتقارب اللوحات، التي تعرض يومياً على الفضائية السورية قبيل نشرتي أخبارهما الرئيسيتين، بأسلوبهما الفني سلسلة لوحات اجتماعية ناقدة، سبق وقدمها المخرج الليث حجو والكاتب ممدوح حمادة في «ما في أمل». وفيها جسد كل من الفنان بسام كوسا وفايز قزق، شخصيتي رجلين مهمشين يجلسان إلى طاولة ويتناولان قضايا اجتماعية بأسلوب ناقد ساخر وجريء.
سيلي اللوحات الثلاثين لمسلسل «هات من الآخر»، عدد مماثل من اللوحات يعكف المخرج الحمد على تصويرها، وهي من تأليف مجموعة من الشباب (أحمد القصار، قصي الاسدي، مضر رمضان، حازم صالح، عمر كوجاك...)، ويجسدها فنانون شباب، إضافة إلى عدد من الفنانين المعروفين منهم: ادهم مرشد وعاصم حواط، معن كوسا، جمال العلي... وآخرون.
ولا تختلف اللوحات الجديدة بطبيعتها عن لوحات من «هات من الآخر» ولكنها ستحمل اسما ثانيا هو «حصان طروادة»، بمعنى أنها لن تكون جزءاً ثانياً من «هات من الآخر»، ومدة الحلقة الواحدة منها دقيقتان إلى خمس دقائق. وهو تعبير عن رؤية شبابية للأزمة في سوريا، يأتي ضمن خطة عمل «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي» في دعم مشاريع الشباب.