نور عرقسوسي .. خسرت «أحلى صوت» وربحت «ياسمينة الشام»

سلوان حاتم – الثورة

خرجت ، لكن ليس من الباب الخلفي بل من باب الشهرة وانطلقت لتكتب بصوتها حروف النجومية ، الشابة التي درست الأدب الإنكليزي تنقلت من جولة إلى جولة جامعة جمال الصوت والأداء،

بنغم صوتها الجميل غنّت ، بإمكاناتها الكبيرة أمتعت المشاهدين وأقنعت لجنة التحكيم في برنامج أحلى صوت the voice قبل أن تخرج من نصف النهائي بعد أن طبعت في ذاكرتنا أجمل صورة عن صوت نور عرقسوسي.‏

نور أو كما أطلق عليها عاصي الحلاني لقب ياسمينة الشام ، استطاعت أن تشعرنا في الظهور الأخير لها في البرنامج أنها قادرة على أداء أصعب الأغنيات ومنها الموال الذي قال المدربون الأربعة انه بحاجة إلى صوت رجل حتى يستطيع أداءه لأنه الأصعب . لكن نور كانت حاضرة بقوة بصوتها فتنقلت كفراشة خلال تراقصها على وقع الأغنية الطربية السورية (على العقيق) . فأطربتنا وجعلتنا نميل مع صوتها طربا، هزتنا حينما غردت موالاً عن دمشق وحلب ، نقلتنا في رحلة مكوكية ما بين عراقة حلب وتاريخ دمشق وأشعرتنا خلال أدائها أن الدموع تلاطف الأهداب . وهذا بدا واضحاً على وجوه المدربين الأربعة وكذلك جمهور الاستديو . نور هذه المرة لم تغنِ من أوتارها الصوتية وإنما غنت من قلبها الذي فاض بالياسمين وبصوت رائع دافئ مليء بالشجن والقوة .‏

كانت تستحق لقب أحلى صوت لأنها استطاعت أن تنتقل بمشاعر الناس إلى حيث أرادت من الشجن إلى الفرح . رغم أن الأصوات التي وصلت للمرحلة النهائية كانت رائعة ولكن التصويت هو الذي لم يجعل نور بينهم . وخاصة أن الاتصالات لعبت الدور الأكبر في فوز يسرى ، ليس لأنها أفضل من نور بل لأن الظروف لعبت دورها ولولا تغلب قصي حاتم من العراق على لمياء من المغرب في التصويت من فريق صابر الرباعي لكان النهائي مغاربياً خالصاً . ثلاثة من المغرب ويسرى من تونس ..وحينها كان البرنامج سيكون في ورطة كبيرة من جهة التصويت !.. لقد خرجت نور من نصف النهائي برأس مرفوع واستطاعت حفر ذاكرة جميلة لها في قلوب المتابعين وإن خذلها التصويت فإن صوتها لن يخذلها في القادم من الأيام بعد أن وضعت قدمها على أدراج الشهرة .‏

ياسمينة الشام بدأ المشوار .. واللقب ليس هو المقياس بل الصوت الجميل والنغم الرائع ، فإن كان الوصول إلى قلوب المشاهدين هو ما تصبين إليه فقد وضعت في قلوبنا بصمة لن تنسى . وودعتنا بطريقة جعلتنا لا نشك بأن الغناء من القلب هو ما يحتاجه الجميع ليصل صوت الياسمين الدمشقي الذي نحبه إلى كل أرجاء الوطن العربي . مبارك لقب ياسمينة الشام يا نور فهو أجمل بألف مرة من لقب (أحلى صوت) بانتظار ما ستقدمينه خاصة أن البعض عرفك من خلال حفلات موسيقا على الطريق والآن ننتظر موسيقا عربية رائعة تليق بسمعة الأغنية والفنان السوري الأصيل .