2012/07/04
أخبار النجوم
غابت لأكثر من عامين لتحقق حلمها مثل أي فتاة بأن تكون زوجة وأما.. وقررت بعد أن استقرت حياتها الأسرية أن تعود من جديد للوقوف أمام الكاميرات لكن بشروط جديدة وأفكار مختلفة.. الفنانة اللبنانية نور فتحت قلبها وتحدثت مع »أخبار النجوم« عن طفلها الأول »ليوناردو« وسبب اختيارها لهذا الاسم تحديدا.. وكشفت الكثير من الأسرار والحكايات للمرة الأولي.. ولم تغفل أيضا البوح بحكاية اللوحة التي لم تكتمل رغم مرور السنوات.. فكان هذا الحوار..
< بعد فترة ابتعاد طويلة تعدت العامين.. هل شعرت باختلاف في حال الفن؟
< بالفعل أشعر أن هناك اختلافا لكني لا أستطيع أن أحدد ما إذا كان سلبيا أم ايجابيا.. ونظرا لانشغالي طوال هذه الفترة بالزواج والحمل والإنجاب لم أتابع أشياء كثيرة لذلك لا أستطيع أن أحكم جيدا.. لكني دائما أقول أن »مفيش حاجة بتبقي أسوء« فالفن ليس له مقاييس أو قاعدة معينة.. فهناك تغيير.. صحيح أني لا أستطيع أن أضع يدي عليه لأنه غير ملموس ولكنه موجود..
< هل أنت سعيدة بهذا التغيير أم يقلقك؟
< مازلت في حالة ترقب.. فربما الفترة القادمة لن يكون هناك الانتاج السخي لكن أعتقد أن الموضوعات القوية ستعوض ذلك.. لأن النص الجيد سيفرض نفسه وبالتأكيد الجميع سيتحمس له ويسعون لتقديمه مهما كانت الظروف.. رغم أنها أيضا ليست قاعدة وانما قد يستخدم البعض الأدوات والمفردات بشكل خاطيء وتستنفذ الكثير من الانتاج دون أن يكون للعمل أي قيمة.
< لكن فترة الابتعاد قد تجعلك تشتاقين للعمل وبالتالي تتعجلين الاختيار؟
< لا أنكر أن »اللوكيشن وحشني« وأشتاق جدا للكاميرات والتصوير.. لكن الوضع الآن مختلف.. وكي أغيب عن بيتي وابني ٢١ ساعة يجب أن يكون عملا قويا ودورا أتحمس لتقديمه ويكون ذي قيمة.
< غياب عامين بالتأكيد كانت فرصة مناسبة لاعادة النظر فيما قدمتيه.. أليس كذلك؟
< فعلا.. ففترة الابتعاد جعلتني أخرج من الدائرة وأراقب ما حدث ويحدث أيضا.. فتكون فرصة لأقيم نفسي وأفكر في المختلف الذي يجب أن أقدمه فيما بعد.. فكنت أشاهد أفلاما كثيرة وأدرس الشخصيات جيدا.. وأصبحت أميل حاليا لتقديم قصة تكون علي قدر عال من الانسانية والمشاعر..
< في رأيك هل لذلك علاقة بالأمومة؟
< أكيد المشاعر تختلف فبعدما أصبحت أما »فيه حاجات كتير جوايا اتغيرت« فإذا أعدت تقديم أي دور قدمته من قبل فسيكون بإحساس وأسلوب آخر عما مضي.
< وما الذي اختلف فيك بعد الأمومة؟
< أجابت ضاحكة: »طلعت من الناس المحسوكين زيادة«.. فأكيد كل أم تعطي ابنها أفضل رعاية.. فأنا لا أزايد.. لكن »دماغي ما تعرفش تستريح« فأصبح ابني »ليوناردو« هو شغلي الشاغل طوال الوقت.. فانحصر كل اهتمامي فيه.. وهذا بالمناسبة شيء بالتأكيد لن أتوقف عنه.. فهو يأخذ كل وقتي وطاقتي النفسية والجسدية.. والأمومة أيضا تعلم الصبر.
< وكيف كان الوضع مع سنة أولي أمومة؟
< من أول ثانية وهناك مواقف لا تنتهي.. فهي كثيرة جدا لا أستطيع أن أحكيها كلها الآن.. فلم أتعامل من قبل مع أطفال في حياتي وبالتالي ليس لدي أي خبرة سابقة.. فأكثر طفل تعاملت معه مثلا كان دقيقة واحدة.. فما بالك عندما أكون مسئولة عن طفل ٤٢ ساعة يوميا.. ولذلك قضيت أول ثلاثة أشهر في بيروت مع والدتي التي ساعدتني كثيرا.. وأذكر الآن أحد المواقف في يوم خروجي من المستشفي بعد الولادة وعندما كنت في السيارة كنت أخاف علي »ليوناردو« من الهواء الذي ربما يكون به أي أتربة فقررت أن أغلق الزجاج ولكن أيضا »خفت عليه« من التكييف.. وبالتالي كنت في حيرة من أمري.. هل »أفتح الشباك أم لا«..!! رغم أن الطبيب الخاص أخبرني أن حرارة جسم الطفل قريبة من الكبار مع اختلاف بسيط.. وهذا كان أحد المواقف فما بالك في باقي الأمور من أكل ونوم.. وحتي الآن عندما »أشغل التكييف« في غرفته أظل طوال الوقت أغير في درجات الحرارة كل خمس دقائق تقريبا.. فأنا قلقلة عليه في كل تفاصيل حياته مهما كانت بسيطة.
< اختيار اسم »ليوناردو« هل كان متفقاً عليه من البداية؟
< ضحكت قائلة: »كويس أننا استقرينا أصلا علي اسم«.. فطوال شهور الحمل كنا »ننام علي اسم«
ونستيقظ علي آخر.. حتي أني في النهاية »زهقت« لأننا فكرنا في كل الأسماء.. وشقيقتي كانت ترغب أن نطلق عليه »ليو« وخاصة أنه من مواليد برج الأسد.. لكن أنا كنت أرغب في أن يكون الاسم كبير وأشتق منه بعد ذلك اسم صغير.. وبعد بحث في الكتب والانترنت استقرينا علي »ليوناردو« علي أن نناديه »ليو« بالاضافة لأن معناه »الأسد القوي« فأعجبت به أكثر.
< من قبل كانت مشكلتك هي عدم التفرغ لممارسة هوايتك الأساسية بالرسم.. فهل حرصت علي استغلال فترة الابتعاد لها؟
< أجابت ضاحكة: رسمت لوحة واحدة ولم تكتمل.. فبدأتها في فترة الحمل ولم أكملها حتي الآن رغم مرورعامين تقريباً فأضعها أمامي طوال الوقت.. فأنا لدي النية لأكملها ولكني لم أنفذ ذلك بعد.. يمكن السبب أني ابتعدت عن الرسم فترة طويلة وبالتالي أصبحت »كسولة« وأيضا لدي شعور بأن »أيدي ما بقتش زي الأول في الرسم« يمكن لأني توقفت من فترة..
< قبل سنوات كان رأيك أن الجمع بين الزواج والعمل أمر سهل.. فكيف ترين الأمر الآن علي أرض الواقع؟
< بعد فترة تفكير قالت: أستطيع أن أقول الآن أنه صعب خاصة في العام الأول.. لأن في الشهور الأولي لا يكون هناك انتظام في النوم وبالذات ليلا.. فيكون هناك ارهاق جسدي ونفسي حتي لو كان هناك من يساعد الأم في تولي شئون الطفل. وأنا شخصيا لم أكن لأحتمل أن أبتعد عن ابني فترات طويلة.. ممكن بعد ذلك يصبح الموضوع أكثر سهولة.
< وهل لذلك اخترتي الابتعاد عامين أم أن الفترة امتدت تلقائياً؟
< لم يكن الأمر مخططا لكني وجدت انني أحتاج لأن أركز أكثر في حياتي الشخصية وهي فترة سعدت بها جدا ورغم أني تأقلمت علي الوضع الجديد لكن حتي بعدما يكبر ابني فلن أستطيع الابتعاد عنه فترة طويلة..
< العمل الذي قررت العودة من خلاله هل ترغبين أن يكون سينمائيا أم تليفزيونيا؟
< لم أقرر حتي أنه ارتبط اسمي بمسلسلي» ابن أمه« و»زي ماترسي« لكني لم اتعاقد علي أي عمل حتي الآن وفي كل الأحوال كلها شائعات والعمل الجيد بالتأكيد سيفرض نفسه .. فمثلا هناك فيلم أذكره الآن هو Hilary and Jackie فجذبني جدا فهو يحكي القصة الحقيقية للعازفة العالمية »جاكلين دو بري« التي مع مرور الوقت أصيبت بمرض قاتل ووجدت صعوبة في التحكم في يديها وبعدها حركاتها وتنتهي حياتها بالشلل ثم الموت.. فهذه حالة بها قدر عال من الانفعالات وتستفزني جدا كفنانة.
< ما أكثر الشخصيات التي جسدتيها وشعرت أنك أخذت منها أكثر مما أخذت منك؟
< منذ فيلم »ملاكي اسكندرية« ومن بعده »الرهينة« و»نقطة رجوع« و»ميكانو« أشعر أنني تفاعلت مع الشخصيات التي قدمتها تفاعلا شديدا وأشعر أني اختلفت الي حد ما.
< ربما لأن هناك تضاداً بين شخصيتك الحقيقة وبينهم؟
< يمكن.. ولأنها شخصيات بها أبعاد نفسية »سايكو«.. وأضافت ضاحكة »بس أنا مش سايكو طبعا«.. لكن كل شخصية يجب أن أدرسها جيدا وأتفاعل وأتعايش معها.. فحتي »ميكانو« الشخصية كانت رومانسية وليست »سايكو« ولكن بها كم من المشاعر والأحاسيس الجميلة.. وبصراحة هي من أكثر الشخصيات القريبة من قلبي.
< شاركت من قبل مع الفنان صابر الرباعي كموديل في كليب »ضاقت بيك« وقلت في احدي المجلات أنها كانت مجاملة.. فلأي مدي أنت مجاملة في عملك؟
< »عمري ما قلت« أني أجامله.. قد يكون معني كلامي تمت صياغته وفهمه بطريقة خاطئة.. ولكن ما حدث أن المخرج سعيد الماروق كان يرغب في تقديم الكليب بشكل تمثيلي وعندما أخبروني بقصة الأغنية أو "srory board" تحمست وقلت لماذا لا أخوض التجربة.. خاصة أني أقدمها مع مطرب بحجم صابر الرباعي ومع سعيد الماروق وبالتالي يضمن ذلك أن يكون العمل علي مستوي جيد.. وأنا سعدت بالتجربة جدا.
< هل ممكن تكرار التجربة مرة أخري اذا كانت بنفس المقاييس؟
< لا أعتقد فهي »تجربة وعدت«.. صحيح لا أحد يعلم ما قد يحدث بالمستقبل.. لكن بشكل مبدئي أقول لن أكررها.
< ألا تعتقدي أن البساط قد يكون سحب من تحت قدميك خلال فترة الابتعاد عن الفن خاصة مع ظهور وجوه جديدة بشكل دائم؟
< بهدوء أجابت: اطلاقا..
< هل هي ثقة بالنفس؟
< الموضوع يعود لأني قدمت أعمالا والناس أحبتني من خلالها.. وأعتقد أن الجمهور »مش حايبطل يحبني« لأن هناك آخرين ظهروا علي الساحة.. فكل فنان وله مكانه عند المشاهدين.. فطبيعي جدا أن تظهر وجوه جديدة دائما لتقديم أدوار توقفت الأجيال السابقة عن تقديمها.. فمثلا لا أستطيع أن أقدم الآن دور طالبة في المدرسة.. فالسن يتحكم في نوعية الأدوار المقدمة.. ومن ناحية أخري هي ليست ثقة وانما أنا مثلا قدمت دورا معينا و نجحت فيه وهناك زميلة أخري مثلا قدمت دورا ونجحت فيه فهذا لا يعني أن أحدنا يأخذ مكان الآخر بل علي العكس هو محفز لكل منا للتجويد فهو شيء ايجابي طبعا..
< بعيدا عن الفن.. هل تابعت الثورات التي اجتاحت العالم العربي؟
< طبعا.. فكنت اتنقل بين كل قناة وأخري علي مدار الساعة.. ويمكن لأن لبنان تعرضت لظروف صعبة وحروب من قبل فأنا أشعر بالشعوب العربية جدا في هذه المرحلة وأحيانا نمر بمواقف معينة لا نشعر بأهميتها أو قيمتها إلا بعد فترة.. فهناك أشياء التاريخ وحده يوضح ماهيتها ويحدد الجيد منها والسيء..
< بالحديث عن لبنان.. والمعروف أن انتاجها الفني قليل.. الآن بعد أن حققت النجاح والشهرة ألا تفكرين في تقديم عمل لبناني حتي وأن شاركت في انتاجه؟
< أرحب بذلك جدا وبالمناسبة فأنا يعرض علي دائما أعمال لبنانية.. لكنها للأسف أدوار لا أتحمس لها.. رغم أني أتمني تقديم عمل لبناني.. فهي بلدي التي أعشقها.. وأضافت ضاحكة: رغم أن اللهجة اللبنانية ستكون مشكلة بالنسبة لي نظرا لأني اعتدت علي اللهجة المصرية..