2012/07/04
ماهر منصور - السفير
نال الفيلم السوري القصير "نخاع" جائزة الامتياز والتفوق الذهبية عن فئة الفيلم في مهرجان "بست شورت كومبوتيشين" في الولايات المتحدة الأميركية. وهو من بين أهم مسابقات السينما في أميركا والعالم. وقد تفوق "نخاع" بذلكً على أكثر من عشرة آلاف فيلم شاركت في المهرجان من جميع أنحاء العالم.
وجاء في بيان المهرجان حول الفيلم: "بإمكانكم أن تكونوا فخورين بحصولكم على هذه الجائزة. معايير التحكيم عالية، وفوزكم يعني أنّ فيلمكم متفوّق بالحرفية والإبداع على بقية الأعمال بشكل لافت ومميز. الفوز عندنا ليس سهلاً".
فيلم "نخاع" هو أولى إنتاجات "المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي" ضمن سلسلة "مشاريع الشباب" لعام 2011، التي بدأت المؤسسة إنتاجها بهدف "تشجيع جيل الشباب على التعبير عن أفكارهم وطموحاتهم، والاستفادة من الطاقات الإبداعية لديهم لتشكل رافدا لمستقبل الدراما السورية"، وفق الأهداف التي حددتها المؤسسة لمشروعها، مشيرة إلى أن "مبادرة دعم الشباب مستمرة، وأنها لا تزال تستقبل نصوص أفلام قصيرة لتنتجها تباعاً".
ولعل الاستحقاق الحقيقي لجائزة "نخاع" العالمية هو في تأكيدها على أهمية مشروع "دعم الشباب"، ونجاح رهان المؤسسة على طاقات المبدعين الشباب الذين قد تحرمهم الشروط الإنتاجية من تقديم مشاريعهم الإبداعية، وإن كان هذا المشروع قد ألهم خلال الفترة القصيرة المقبلة مؤسسات إنتاج فنية ومنظمات تعنى بالشباب لدعم مشاريع مشابهة، ومنها المشروع الذي أعلنت عنه "المؤسسة العامة للسينما". فلا شك أن الجائزة العالمية سترفع عدد المتحمسين لدعم الشباب.
يتناول الفيلم الذي كتبه الزميل علي وجيه يوميات زوجين يغرقان وسط روتين الحياة الزوجية، يتجاذبهما جدل العلاقة الأزلية بين الذكر والأنثى، وذلك عبر خطاب سريالي ينبع من واقع معاش، لافتاً إلى أن من الرتابة ما قتل، وأن "حالة اللاحوار بين أيّ الزوجين كفيلة وحدها بجعل الحياة مليئة بالضيق والملل والإنقباض"... والحكاية التي جاءت في عشر دقائق صامتة تم تصويرها في موقع واحد، أخرجها الشاب وسيم السيد في أولى تجاربه الإخراجية، وجسدها الفنانان الشابان مازن عباس ونسرين فندي.
وقال وجيه إن "الفيلم القصير سينما صافية، وهو نوع محبب بالنسبة لي شخصياً. إنّها نعمة السينما، وأنا سعيد أنّها ابتسمت لنا هذه المرة، مع شكري للمؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي على تبنّيها للفيلم، ولكل فريق العمل أصحاب الإنجاز الحقيقي" (..) الفيلم القصير بالنسبة لي نوع درامي له مفردات خاصة، ولا أتعامل معه على أنّه مجرّد بوابة لإثبات الذات في ميادين أخرى، والتقائي مع مخرج الفيلم حول هذا المفصل كان نقطة بداية العمل".
وقال المخرج وسيم السيّد في بيان صادر عن المؤسسة إن هذه الجائزة هي"الأولى في مشواري الفني، ولن تكون علامة عابرة بالنسبة لي، خصوصاً أنّنا تفوقنا على آلاف الأفلام المنافسة من شتّى أنحاء العالم"، مؤكداً أنها جاءت "لتثبت أنّ آلية تفكير فريق العمل الجماعي، انطلاقاً من الثنائية الأساسية (مؤلف/ مخرج) مروراً بالممثلين والفنيين والقيّمين على هذا المشروع، كانت بمحلها".