ناصيف زيتون لبوسطة: هناك شيء ما خارج عن إرادتي!

خاص بوسطة - يارا صالح

لم يكن الشاب ذو الـ 22 ربيعاً يعلم ما ينتظره عندما شارك في برنامج "ستار أكاديمي"، لكنه كان مليئاً بطموح كبير، يقويه صوت واثق قوي، وإطلالة مميزة، وحضور آسر..

كل هذه العوامل اتحدت مع اجتهاد ناصيف، عفويته، وشخصيته المحببة، لتصنع موجة حب في قلوب المشاهدين والجمهور، أطلقت نجماً جديداً في سماء الفن العربي..

ناصيف زيتون، المتوج بلقب "ستار أكاديمي 7"، صاحب الصوت الذي أشاد به العملاق وديع الصافي، كان ضيف بوسطة في أولى إطلالته في الإعلام المكتوب والإلكتروني، وكان لنا معه هذا الحوار الحصري..

بدايةً، لماذا اخترت برنامج "ستار أكاديمي" دون غيره من برامج صناعة النجوم؟

المعروف أن "ستار أكاديمي" برنامج يقوم بحملة إعلامية كبيرة، ويصل إلى الجميع عن طريقها، كما أنه برنامج شامل، فالفن اليوم لم يعد غناءً فقط، ففي البرنامج كنا نقوم بتدريبات للرقص والرياضة والغناء والتمثيل، وهو البرنامج الوحيد الذي يجمع كل هذه المجالات، وهي مجالات تفيد المغني في المستقبل في أي مشروع يريد القيام به، ومن خلال جلوسنا مع الفنانة أسامة الرحباني فوجئنا بأن الفنانين الذين يعملون معه قد حصلوا على تدريبات في التمثيل، وهم أشخاص غنيون عن التعريف، فالبرنامج مفيد.

ببساطة، رأيت الإعلان على الشاشة، وفكرت أنا وزينة (أفطيموس) أن نذهب.

وهل حاولت المشاركة في برنامج آخر سابقاً؟

في الحقيقة لا، فالظروف لم تكن مناسبة لي، ولم تسنح لي الفرصة حتى بالتقديم لأي برنامج آخر.

تقدمتم للبرنامج، تم قبولكم، حدثنا.. هل كان الواقع في البرنامج مشابهاً للصورة التي رسمتها في خيالك؟

كنت أعتقد في البداية أن البرنامج سهل، وأنني سوف ألاقي نتيجة مقبولة بسرعة، وبدون أي ضغوط، يعني ببساطة (برنامج خفيف نضيف)، لكن المفاجأة بالنسبة لي وللطلاب أن البرنامج من أصعب البرامج المشابهة، وهذا الأمر حقيقي، فمن الصعب أن تعيش أربعة أشهر أمام الكاميرات، وأن تتحمل الضغط الموجود، والبرنامج يجب  أن يستمر وفق نضام معين، فأنت عليك أن تلتحق بالصفوف سواء أحببتها أم لا، بصراحة (كتير صعب)، فهي فعلاً أكاديمية، ووجود هذا العدد من الأساتذة المهمين في عالم الفن العربي من أسامة الرحباني، إلى ميشال فاضل، وميشال جبر، خليل أبو عبيد، ومدام ميراي، ومدام رولا، وكلهم أسماء كبيرة، ولو لم يكن البرنامج مهماً لما شاركوا فيه.

وهل كانت الدروس صعبة عليك؟

نعم، هناك الكثير من الدروس، مثلاً دروس الأستاذ ميشال جبر في التمثيل، لأنني فوجئت بها، فأنا لم أكن من متابعي البرنامج كثيراً قبل مشاركتي فيه، لكنني استفدت كثيراً منهم.

ومن هو أكثر أستاذ كنت تستمتع بدروسه؟

عندما تكون في داخل الأكاديمية، قد تحب درساً أو مدرساً، وقد تكره آخر، لكن عندما تصبح خارج البرنامج تشعر بالحب نحوهم جميعاً، فكلهم لهم أفضال عليك، لأن كلاً منهم أعطاك شيئاً دون أن تحس، وعلمونا أشياءً ستبقى معنا طوال حياتنا.

حدثنا عن أول وقفة لك على المسرح..

كانت لحظة صعبة جداً، فأن تقف على مسرح لتغني والملايين في أنحاء العالم يشاهدونك، هذا ليس أمراً سهلاً أبداً.

ومن كان أكثر أستاذ يجعلكم تشعرون بالراحة عندما تغنون أمامه؟

جميعهم، الكل كانوا متعاونين. الضغط يأتي من فكرة أنني أريد أن أقدم أفضل ما عندي للجماهير المليونية التي تتابعني، لكن في العموم الضغط كان يحدث في بداية الأغنية، ثم تهدأ النفس تدريجياً.

دعنا نعد إلى البرايم الذي تحدثت كثيراً عنه، وقلت إنه سيشكل فارقاً في حياتك. لقاؤك مع الأستاذ وديع الصافي، كيف كان ذلك اليوم؟

أحلى يوم، بكل اختصار وتركيز، ولا أستطيع أن أعبر أكثر، فمهما قلت لن أصل إلى وصف ما شعرت به. عندما غنيت معه لم أكن مدركاً كيف مر الوقت، أو الأغنية، وماذا كنت أغني، وكيف كنت أقف، فالأستاذ وديع الصافي هو الشخص الذي كنت أحلم حقاً أن أراه، ولم أستطع تحقيقه سابقاً، فلم أحضر له أي حفل، لا في دمشق ولا في أي حفل له، فبدأت أفقد الأمل تدريجياً، لكن البرنامج حقق لي هذا الحلم (الحمد لله).

وهل كنت متوقعاً لهذه النتيجة؟

لم أكد متوقعاً، على الرغم من أنني كنت راغباً بذلك بالتأكيد، والسبب أننا خلال وجودنا في الأكاديمية على مدى أربعة أشهر، لم نكن نعرف حقيقة رأي جماهير التي تتابعنا، ربما لأنني لم أكن ولا مرة في موقع الـ (نومينيه)، ولم أخضع لأي اختبار شعبية في الأكاديمية. لحظة إعلان النتائج، شعرت للحظة بأنني لن أكون الفائز، وكنت على استعداد لرفع يد محمد رمضان من الأردن لرفعها، وبيني وبين نفسي كنت أقول «الحمد لله على كل شيء»، (كنت عم راضي حالي)، وعندما ظهرت النتائج أصبت بالصدمة تماماً.

وهنا أريد أن أشكر جميع الذين صوتوا لي ودعموني، وأوصلوني إلى اللقب، من جميع أنحاء الوطن العربي.

ما الذي حصل بعدها، بصراحة، فأنت لم تقل شيئاً، حتى أن رحمة هي التي أخبرتك بفوزك؟

في تلك اللحظة لم أعد أعرف ماذا أقول. جاءت مدام رولا وسلمتني الـ (ستار)، فقلت لها «مرحباً»، وذلك نتيجة الصدمة لأنني ضمنياً كنت قد سلَّمت بأنني لست الفائز، ولكن الحمد لله.

ومن هو أول من كنت تريد أن تخبره بفوزك، وتفرح معه بهذا الإنجاز؟

أهلي، أبي وأمي، بعد حوالي دقيقتين أو ثلاثة، وعندما أفقت من الصدمة، بدأت أنادي أنني أريد أبي وأمي، ولم يكونوا وقتها قادرين على الوصول إلي لأن الجمهور كان مجتمعاً وقتها على المسرح، لكنهم تمكنوا أخيراً من الوصول، وكانوا إلى جانبي في هذه اللحظة المهمة.

حدثنا عن استقبال الجمهور السوري لك، خصوصاً وأنه كان استقبالاً عفوياً، دون أي تحضيرات مسبقة، لكنه على الرغم من ذلك كان استقبالاً حاشداً..

أنا أملي بشعب بلدي كبير جداً، كان ولا يزال، لكنني لم أكن أتوقع كل هذه المحبة لأنني لم أكن أعرف أصداء البرنامج في الخارج، وأنا حتى اللحظة لست مستوعباً لما يحصل معي من لقاءات إعلامية، وتوافد محبين. هذا لم يكن في حسباني أبداً، وأنا لا أعرف كيف كان من الممكن أن يتلقاها أي شخص آخر. أنا شخصياً سعيد جداً لكنني مستغرب أيضاً، فلم أستطع حتى الآن أن أتأقلم مع الوضع الجديد.

الآن، وبعد انتهاء البرنامج وبداية حياة الفن العملية، من سيكون مدير أعمال، وكيف ستجري هذه الأمور؟

وقعت عقداً مع شركة "باك" لإدارة الأعمال التابعة للمجموعة اللبنانية للإرسال LBC، وهي ستقوم بإدارة أعمالي حالياً، وأنا في الوقت الراهن تحت إدارتهم.

وماذا عن دراستك، فنحن نعلم أنك طالب في السنة الثانية في المعهد العالي للموسيقى؟

أتمنى أن أتمكن من متابعة دراستي، فالغناء ليس مصلحة، وفي الواقع ما يمتلكه طلاب المعهد الآن أنا لا أمتلكه، كما أنه من الجميل أن يمتلك الإنسان العلم والخبرة، إلا أن الموسيقى، كما قلت لك، ليست مصلحة، رغم أنها علم مستقل بحد ذاته، كما الطب والهندسة، فأنا أريد إن شاء الله أن أنهي دراستي.

وهل قمت بإبلاغ إدارتك في المعهد قبل ذهابك إلى البرنامج؟

لا، لكنني قمت بإيقاف تسجيلي، وذهبت.

نعلم أن علاقتك في الأكاديمية كانت جيدة وجميلة بزينة أفطيموس، هل فكرتك بالقيام بشيء ما للمستقبل؟

أنا أحب صوت زينة جداً، وهي من الأصوات القوية التي كانت في الأكاديمية، وأتمنى أن نقدم شيئاً مشتركاً في المستقبل (يا ريت)، وأساساً في الـ (كاستينغ) قدمنا سوية ديو، وتم قبولنا سوية.

وهل تحب أن تغني مع أحد؟

مع الجميع. بالخصوص أحب الغناء مع الأستاذ وديع الصافي، الطمع في هذه الأشياء أشعر بأنه حلال، فكلما وقفت إلى جانبه أشعر أنني أكبُر، فهو إنسان يمثل جبلاً في الفن.

ومن المطربين الموجودين في الساحة؟

لن أجيبك، لأنه لا يحق لي تقييم الموجودين، فأنا مازلت جديداً على الساحة، ولا أعطي نفسي هذا الحق.

بالنسبة لما جرى في ساحة الغساني، وفي منطقة جديدة، هل يمكن أن تخبرنا ما الذي جرى حقاً؟

في الحقيقة أنا تحت تصرف شركة إدارة الأعمال التي أمضيت عقداً معها، إضافة إلى وجود أكثر من منطقة يجب أن أزورها، ولا يجب أن أتأخر على أحد من الذين اجتمعوا يستقبلوني ويهنئوني، وقد قدمت أغنية وحدة في الغساني، وتوجهت إلى جديدة، لكنني وصلت متأخراً ومرهقاً جداً، وهناك شيء كان خارجاً عن إرادتي، وأنا لا أريد من الناس أن يفهموه على أنه غرور، أو تكبر عليهم، الحقيقة أن هناك شيئاً ما يحدث خارج إرادتي، ولخيري وخيرهم إن شاء الله.

كلمة أخيرة لجمهورك..

إن شاء الله سأبقى ناصيف الذي تابعوه في الأكاديمية، وكما عرفوني سأبقى، وإلى كل من آمن بموهبتي ودعمني بالتصويت أو بكلمة أو بدعاء، أشكركم جميعاً، وإن شاء الله سأحاول أن أقدم لكم ما يليق بالمستوى الذي رأيتموني وأحببتموني فيه، وأن تكون مستوى أعمالي بمستوى إيمانهم بي.

ناصيف، في النهاية نبارك لك من جديد، ونتمنى لك التوفيق، وعسى أن تكون نقطة البداية هذه انطلاقة نحو الشهرة الأكبر والإنجازات الأهم، والانتشار الأكبر