2012/07/04
فاتن قبيسي- السفير
نادين ويلسون نجيم ملكة جمال لبنان للعام 2007،ا مراة محجبة، تتحدث بلهجة جنوبية... وأرملة مقاوم شهيدهذا السفر من عالم الى آخر سيكون متاحا أمام نجيم من خلال الدور الذي سيسند اليها في الجزء الثاني من مسلسل «الغالبون»، لتختبر بذلك تجربة جديدة في حياتها المهنية، لعلها سترفد سجلها بقيمة فنية مضافة.
وإذا كانت نجيم قد دخلت عالم التمثيل في السنوات الأخيرة، وبرزت من خلال مسلسلي «الشحرورة»، و«بلا ذاكرة»، الا أن مشاركتها عبر شخصية «صفاء» هذه المرة، ستكتسب دلالات مختلفة، لكون ملكة الجمال السابقة تؤدي دور امرأة ملتزمة دينيا ووطنيا في مسلسل حول المقاومة وعلى شاشة «المنار». إنها بالتأكيد معادلة غير مألوفة، تشهد لنجيم وقناة «المنار» في آن بشجاعة فنية أتاحت الجمع بينهما في عمل واحد، انطلاقا من قواسم مشتركة، بدت أقوى بكثير من التمايزات والخصوصيات التي تميز كلا منهما عن الاخرى.
وبهذا المعنى، يسجل «للمنار» استقطاب ممثلين وممثلات ينتمون الى بيئات اجتماعية وثقافية مختلفة، ما يعكس انفتاحا ومرونة من شأنهما تعزيز رصيد المحطة خارج نطاق جمهورها التقليدي، وتوسيع دائرة انتشارها، بالإضافة الى ما يتيحه هذا التفاعل من ضخ دم جديد في عروق «الغالبون»، بعيدا عن أي تعقيدات ثانوية، خصوصا بعد اللغط الذي أثير حول استبعاد الفنانة دارين حمزة عن الجزء الثاني، بسبب مشاركتها في مشاهد جريئة في فيلم «بيروت بالليل».
كما يسجل لنجيم أنها لم تتردد في قبول دور امرأة محجبة في مسلسل يروي سيرة المقاومة، على الرغم من المخاطرة من صبغها بطابع سياسي معين، علما بأن هذه التجربة الجديدة تفتح أمامها أفقا يتجاوز حدود الأدوار التي تؤديها غالبا ملكات الجمال اللواتي يدخلن عالم التمثيل، ومن دون إغفال إحتمال أن يكون الميل «العوني» لدى نجيم قد سهل عبورها الى أرض المقاومة في الجنوب.
تتكئ نادين نجيم على النجاح الذي حصده الجزء الأول من العمل بإدارة المخرج باسل الخطيب. وفيما بدأ فريق العمل مؤخرا تصوير الجزء الثاني، تستعد نجيم - التي تصور مشاهدها اليوم في مسلسل «غزل البنات» - للوقوف أمام كاميرا المخرج رضوان شاهين بعد أسبوعين.
وتقول نجيم لـ«السفير»: «هدفي الأساسي من المشاركة في «الغالبون» هو مضمونه، وطبيعة دوري تحديدا. فهو عمل تاريخي بالنسبة لي، وأصداء الجزء الأول تظهر مدى تعلق المجتمع اللبناني بهذا النوع من الأعمال. ومن واجبي المشاركة في هذا العمل بالمعنى الوطني - الإنساني، وليس السياسي والعسكري».
وعن دورها تشير الى أنها تجسد شخصية امرأة يستشهد زوجها، لتربي ولديها وتناضل منفردة لقهر صعوبات الحياة والاحتلال، ثم تتطور العلاقة بينها وبين أحد مجاهدي المقاومة.
وتؤكد أنها شاهدت الجزء الأول من العمل وتحمست له، وقد لفت نظرها دور بتول الذي أعطته دارين حمزة برأيها أبعادا إضافية. وتضيف: «اتصلوا بي وعرضوا عليّ المشاركة، ثم اتصل بي الفنان الكبير أحمد الزين، وتم الاتفاق معهم». وتوضح: «ليس ضروريا أن العب دور بتول الذي أعجبني. فالمنتجون «شافوا فيي شي تاني». وأنا لم أناقش أساسا، لأن دوري «حلو كتير».
وتنفي نجيم أن يكون لميولها السياسية نحو «التيار الوطني الحر» أثر في مشاركتها في «الغالبون». وتقول: «هذا الاعتبار لم ولن يؤثر. فلكل من الممثلين ولاءات سياسية مختلفة. المنتجون لا يأخذون بعين الاعتبار سوى مدى قدرة الممثل على تجسيد الشخصية الموكلة له».
وتؤكد أن هذا الدور من شأنه أن يضيف الى رصيدها، خصوصا أنها تُقدم فيه الى الجمهور بشكل ومضمون مختلفين، من خلال امرأة محجبة، تحكي اللهجة الجنوبية، وتعيش صراعات داخلية عميقة يصعب تجسيدها أمام الكاميرا.
وعن اختيارها للدور وهي ملكة جمال سابقة، تعلق بقولها: «أفتخر بذلك. فرغم أن لديهم تحفظات كبيرة في هذا المجال، الا أنهم رحبوا بي وناقشوني بالعمل كممثلة فقط. وأعتبر مشاركتي في المسلسل إضافة لي ولهم. وأتوقع للجزء الثاني أن يحصد نسب مشاهدة أوسع من الجزء الأول».
تجدر الإشارة الى أن المسلسل الذي يكتبه فتح الله عمر، ويشارك فيه الفنانان طوني عيسى ومازن معضم، استقدم للجزء الثاني ممثلين جددا من مثل: باسم مغنية، فيفيان انطونيوس، اليسا زغيب (في دور بتول)، بديع أبو شقرا، طلال الجردي، وعصام بريدي.