2012/07/04
محمد طه – المصري اليوم
أكدت الفنانة الكبيرة نادية لطفى أنها لا تخشى تفوق التيارات الإسلامية فى الانتخابات البرلمانية، معربة عن دهشتها من إعلان البعض عن نيتهم الرحيل عن مصر لو وصل الإسلاميون إلى الحكم. وقالت نادية لطفى لـ«المصرى اليوم»، إن الإخوان اكتسبوا ثقة «الغلابة» بينما انشغل الليبراليون والمثقفون بخلافاتهم الوهمية، مؤكدة أنها لن تكتب مذكراتها لأنها ليس فيها ما يستحق النشر.
وإلى نص الحوار:
■ كيف ترين الأحداث التى تمر بها مصر حاليا؟
- لا أحب الحكم على الأشياء فى بدايتها، وأنتظر كثيرا من أجل التفاعل مع الواقع قبل إصدار أى حكم، وما نراه فى وسائل الإعلام لا يمثل لى مصدرا فى الحكم على طبيعة الحياة التى نعيشها حاليا، فهى تنقل لنا معلومات غير متكاملة، ومصدرى الأساسى فى الحكم على الأمور هو الصبر والتأمل والحصول على معلومات قوية ومبنية على حقائق، وفى النهاية أخرج بنتيجة أكون مقتنعة بها، وقد يختلف معى الآخرون حولها.
■ هل تعتقدين أن الفن سيتأثر سلبا بعد تفوق التيارات الإسلامية فى الانتخابات؟
- الفن جزء من مجتمع كبير سيتأثر ويتغير بصعود الإسلاميين، والفن لن يكون له دور مؤثر فى المرحلة المقبلة، فهو من وجهة نظرى يأتى كمرحلة ثانية فى ظل الأحداث الموجودة على الساحة السياسية حاليا، وأنا شخصيا لست خائفة من أى أشخاص أو مؤسسات فى بلدى، فكلنا نتفاعل من أجل مستقبل أفضل، فضلا عن أننى لا أنفعل بشكليات الأمور وأحب التأمل بعمق فيما يحدث.
■ لكن صعود الإسلاميين المفاجئ أصاب البعض بالذعر.
من يقرأ السياسة جيدا يستطيع أن يحدد عدد مقاعد الإخوان فى مجلس الشعب المقبل، لأن الخط البيانى الذى ظهر فى انتخابات 2005 يؤكد أن الإخوان قادمون وبشكل مكثف وقوى، وكان من الممكن أن يكون صعودهم أكبر فى انتخابات 2010 لو رفعت عنهم القيود، وحاليا أصبحت كل الفرص متساوية للجميع، وصعود الإخوان له مبررات كثيرة، منها اكتسابهم ثقة الفقراء، وعلى النقيض فإن أغلب المثقفين والليبراليين لديهم خلافات وهمية، ولا توجد بينهم وحدة فكر مشتركة تجمعهم على عمل شىء محدد.
■ ما رأيك فى إعلان البعض عن نيتهم الهجرة من مصر لو تولى الإسلاميون الحكم؟
- الوطن لا يمكن الاستغناء عنه مثل الأهل والأسرة والأقارب، فكيف أتنصل من أهلى؟ فمن يعلنون عن نيتهم الرحيل عن مصر فليرحلوا، فمصر كبيرة بأهلها الذين يحبونها ويخافون عليها وقادرون على تحمل صعابها وتذوق حلاوتها، وأعتقد أن من يرغبون فى الرحيل ليسوا مؤثرين ومعظمهم انفعاليون، ويأخذون الأمور بشكل سطحى دون التعمق فى المضمون، ومثل هؤلاء لا يشغلوننى كثيرا.
■ هل ترين أن مصر تمر حاليا بمرحلة الديمقراطية الحقيقية بعد سقوط نظام مبارك؟
- الديمقراطية ليست ساعة يد نلبسها ونخلعها فى أى وقت وفى أى مكان، لكنها علم وممارسة وتحتاج إلى خبرات وتجارب، وهى من السبل التى يسعى الإنسان فى جميع أنحاء العالم إلى تحقيقها، فهل العناصر الموجودة فى مصر تجعلنا نحقق الديمقراطية الحقيقية؟ فهذه الإجابة ليست عندى، وهذا ينطبق أيضا على العدالة الاجتماعية التى تسعى الشعوب إلى تحقيقها، فهل كل الشعوب تستطيع أن تحققها؟
■ هل كانت لك علاقة بسوزان مبارك؟
- لا أحب التقرب من السلطة، فمن يتولون المناصب لا تكون لهم ملامح حقيقية، لذلك أحب الابتعاد عنهم، ولم تجمعنى بسوزان مبارك أو أحد من أفراد أسرتها أى مقابلة شخصية أو عامة، وبطبعى لا أحب التطفل على أحد، ولكن جمعتنى علاقة محدودة بالسيدة جيهان السادات أثناء حرب 67، لأننى كنت معها فى عضوية الهلال الأحمر المصرى لمساعدة الجرحى، وبعد حرب أكتوبر انتهت علاقتى بها.
■ تردد كثيرا أنك ستكتبين قصة حياتك، فلماذا لم تظهر للنور حتى الآن؟
- منذ 30 سنة وهناك الكثيرون الذين يعرضون علىّ كتابة قصة حياتى، لكننى لا أرى فى سيرتى الذاتية شيئا مهما، فلم أخترع الذرة أو اليورانيوم أو «الفيس بوك» لكى أكتب مذكراتى، ومن يقرأ تاريخى من خلال الحوارات الصحفية واللقاءات التليفزيونية ويشاهد أعمالى سيتعرف على ملامح شخصيتى.
■ ما سبب ابتعادك عن الفن كل هذه السنوات الطويلة؟
- أفكارى لا تتفق مع ما يحدث فى الوسط الفنى حاليا، «وخلاص الوقت عدى» وما لم أفعله منذ أكثر من 15 عاما هل من الممكن أن أفعله الآن؟ أعتقد أن هذا صعب جدا، فأنا لست مستعدة لـ«التهليس» خاصة أن الفن ليس مجرد دور تقدمه وتأخذ مقابله أموالاً، لكنه رؤية وحلم وتمازج روحانى مع الشخصية التى يقدمها الممثل للجمهور، وإذا لم أشعر بهذا فلن أقدم أى عمل، وطول الوقت تعرض علىّأعمال لكنى غير مقتنعة بها ولا تمتعنى، فمن الصعب أن أوقع على عقد عمل فنى ثم أتراجع، وأعتقد أن الحوار بينى وبين الوسط الفنى انقطع منذ 15 عاما.
■ ألا تأتى لك أحيانا رغبة فى الظهور على شاشة السينما؟
- لدى شاشة أخرى فى الحياة والمجتمع، ولا أحصر نفسى فى حدود ضيقة على شاشة السينما، وغالبا ما أحب شاشة الناس وأصدقائى.
■ هل تتواصلين مع الجيل الجديد؟
- بالتأكيد أتواصل وأتحاور مع الشباب عن طريق الفيس بوك.
■ هل يستطيع كتاب هذه المرحلة تقديم أعمال ذات قيمة مثل التى قدمت بعد ثورة يوليو؟
- لا نستطيع الحكم على كتاب هذه المرحلة بأنهم لا يستطيعون تقديم أعمال لا تليق بثورة 25 يناير، لأن التفاعل ما زال موجودا فى مجتمع الثورة، والعمل الفنى يحتاج إلى فكر ودراسة تستمر سنوات، والتفكير اللحظى تختص به الصحافة أما الأدب فيحتاج إلى وقت أطول، «فكيف يمكن أن نستطعم الأكل وهو على النار لم يستوِ» كما أن الثورة لم تنته بعد، ونجيب محفوظ مثلا لم يكتب الحرافيش إلا بعد مرور عدة سنوات على ثورة يوليو