2012/07/04
ماهر عريف – دار الخليج
أطلقت ميس شلش أغنية جديدة حول المصالحة الفلسطينية عقب عودتها مؤخراً من رحلتها إلى الأراضي المحتلة، فيما أكدت تمسكها بخط فني “ديني وطني قومي” ورفضها إحياء حفلات خاصة .
قالت شلش في لقاء مع “الخليج” حيث تقيم في الأردن: فرحت مثل غيري باتخاذ خطوات جادة لإنهاء الانقسام داخل وطني فلسطين وشخصياً أؤيد طرح أعمال تواكب أحداثاً ومناسبات معينة بحيث ترصدها وتكفل التواصل معها وتوثقها كما في “حق العودة” وذكرى النكبة وإبّان الحرب الغاشمة على غزة ولذلك رجعت إلى أشعار والدي سعود شلش، رحمه الله، وأنهيت تلحين كلمات كان كتبها قبل رحيله تتناول التعاضد الشعبي من خلال الشهيد “أبو علي” الذي يطوف للسلام على أبناء كافة المناطق بلا استثناءات ولا انتماءات جزئية مجسّداً الوحدة الصادقة في صورة فعلية .
أضافت ميس شلش: منذ بداياتي وأنا طفلة في الحادية عشرة من عمري وطوال 11 عاماً في هذا المجال لم أحد عن خطي الفني المندرج ضمن سياق “ديني وطني قومي” حيث طرحت إصدارات عن صفات وأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وجوانب إيمانية مختلفة، فضلاً عن قضايا تمس الإنسانية والطفولة والعلاقات الاجتماعية والمقاومة في جميع مواقعها ومع إدراكي أن الأغنيات والأناشيد لا تحرر من الاحتلال لكن طرحها في إطار ملتزم يعزز الارتباط بالأرض والقيم الإيجابية ويدفع نحو التمسك بجذورها بلا تنازل ولا انفصال .
واعتبرت شلش ظهورها الأول فنياً بالتزامن مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية وإصدارها حتى الآن ستة ألبومات يدلان على أنها أفنت طفولتها في الغناء لوطنها، وعلقت: أنتمي إلى عائلة غادرت بيتها مضطرة نتيجة سطوة الصهاينة وتربيت منذ صغري على عدم التفريط بحق العودة مهما طال الزمن وعندما وجدت أسرتي في أدائي قدرة على إيصال رسالة هادفة أنتجت لي إصداراتي ودعمتني انطلاقاً من غاية سامية لا تشوبها مصالح ولا مقاصد ملتوية .
وأردفت: أرفض الغناء في الأعراس والحفلات الخاصة وأصطحب والدتي أو أشقائي عند السفر للمشاركة في فعاليات عامة خارجية وقبل بضع سنوات تلقيت عرضاً من منتج مصري وفق شروط لم تناسبني فلم أوافق لأنني لا أتعامل مع الفن من منطلق الشهرة وجمع المال والربح والخسارة .
ووصفت شلش التي تدرس الإعلام في سنتها الجامعية الرابعة رحلتها الأولى إلى فلسطين مؤخراً ب”حلم تحقق” وزادت: كنت أشاهد المناطق عبر الصور وشاشات التلفاز وأسمع ذكريات كبار السن وطالما تمنيت الذهاب إلى وطني لذلك سعدت كثيرا بجولتي في رام الله وطولكرم وجنين ولمست تفاعلاً محفزاً خلال حفلاتي ولاشك في أنني أطمح إلى تكرار ذلك مجدداً .
ورأت شلش أن اتهامات طالت زيارتها افتقدت الإنصاف واسترسلت: وصلتني وأسرتي تصاريح من الداخل ولم تمهر جوازاتنا بختم “إسرائيلي” فأنا ضد التطبيع قلباً وقالباً كما لم أذهب إلى فئة معينة أو فصيل ولا امتثالا لمطالب رسمية حيث وجّهت لي دعوة من اتحاد الفنانين الفلسطينيين وإذا تلقيت أخرى من غزة لن أتأخر عن تلبيتها وأعتقد أن هذه التقسيمات ما عاد لها مكان وليست مجدية في تصنيف المواقف .
ونفت شلش اعتراض أسرتها على استمرارها في المجال بعدما أصبحت شابة فيما لم تخف في المقابل مواجهتها تحفظات أخرى، وشرحت: كنت أخذت موافقة عالم الدين المعروف يوسف القرضاوي حول استمراري وفق شروط لم ولن أتجاوزها في مقدمتها الاحتشام وخدمة المجتمع وبينما يحاول البعض ترويج مقاطعة أعمالي وحفلاتي من هذا الباب أجد إقبالاً مضاعفاً في جميع محطاتي، وعموماً أنا أتقبل الانتقادات الموضوعية والنصائح المبنية على المصداقية بعيداً عن الهجوم الشخصي . واستدركت: لاشك في أنني سأترك الفن يوماً ما لاسيما عندما أكمل رسالتي في جانب آخر يتعلق بالأمومة وهذا أحد أسباب رفضي الظهور في “الكليبات” غالباً حتى لا تبقى رصيداً دائماً لاحقاً، فضلاً عن اقتران تنفيذها بمعايير أداء لا تتلاءم معي، فيما حفلاتي الجماهيرية تلقائية وضمن مقاييس وإطلالات مؤطرة وتصل إلى الشباب ومختلف الفئات العمرية وحتى حال تصويرها يتراجع عرضها على الشاشات بعد سنوات .
وعن حقيقة منع ترويج ألبومها حول العدوان على غزة أكدت شلش ذلك من دون تسميتها جهات بعينها وقفت خلف الأمر واكتفت بقولها: كان جاهزاً للطرح وقتها وفوجئت بعدم نزوله بعد الاتفاق على ترويجه ربما لأنه احتوى على كلمات قوية في مدلولها ومعناها، ومع ذلك انتشرت أعمال أغنياته بصورة منفردة عبر شبكة الإنترنت أبرزها “وين العرب؟” الذي حقق أصداء واسعة .
ورأت صاحبة “صوت الحرية” و”لبيك” و”أنا المدينة” و”عرس الوطن” و”أسطورة” و”الخنساء” و”يا أقصى” أن جهات الإنتاج أصبحت تتبنى أعمالاً تنتهج الإطار الملتزم بعدما كان ذلك صعباً سابقاً وأرجعت الأمر إلى حصد تجارب عديدة إقبالاً ميدانياً كبيراً واستطاعة نماذج إيجابية إثبات تأثيرها الفاعل على الساحة ووجود رغبة حقيقية في البحث عن إصدارات راقية تتجنب التسطيح .