2012/07/04
عهـد صبيـحة
ينقلنا فيلم مياو مياو لمخرجه هسياو-تسي تشينغ إلى حكايات الجدة عن الحب الأول، كما يعرفنا، بلغة بصرية متقنة على تفاصيل هذا العشق، في نفوس مراهقين يختبرون مشاعرهم للمرة الأولى، وربما الأخيرة... مع كل الانكسارات التي يعيشوها.
مياو-مياو، طالبة المرحلة الثانوية، تسافر إلى تايبيه في رحلة دراسية لمدة موسم واحد. هي في الأصل من تايوان لكنها تعيش في اليابان، هدوؤها يجعلها جذابة لزميلاتها في المدرسة فتربطها علاقة وثيقة مع ثلاثة طالبات يجمعهن حب مادة الطبخ، خصوصاً بعد معرفتهن أن مياو-مياو ماهرة في خبز الكعك. تتوطد علاقة مياو-مياو مع زياو-آي إلى خارج المدرسة فترافقها دائماً ويطلعان بعضهما على أسرارهما الشخصية. زياو-آي أمها فرنسية لكنها تعيش وحيدة مع أبيها الذي تكاد لا تكلمه بعد أن ضبطته في الفراش مع امرأة.
مياو-مياو تتعرف على الحب الأول عندما تلتقي صاحب متجر بيع أسطوانات أغاني مدمجة وهو تشين-في، لكن تشين-فين متجهم الوجه غريب الأطوار كئيب، يفصل نفسه عن العالم الخارجي عن طريق سماعتي أذنين يلبسهما دائماً. تساعد زياو-آي صديقتها في التعرف أكثر على تشين-في الذي لا يبدي اهتماماً بمياو-مياو. أثناء ذلك تقع زياو-آي في غرام مياو-مياو لتتعقد الحكاية بعد أن نعرف أن تشين-في يبحث عن أسطوانة نادرة. نكتشف فيما بعد أنها تعود إلى فرقة غنائية كان تشين-في قد أسسها مع أصدقاء له من بينهم باي الذي كان يعشق صديقه تشين-في، كما تظهر استرجاعات الفيلم، وبعدها مات باي في حادثة مما جعل تشين-في ينقطع عن العالم رافضاً الاستماع إلى الموسيقى والعودة إلى فرقته القديمة.
لا يرتبط أي من عشاق الفيلم بحبيبه، لكن مياو-مياو تجد الأسطوانة النادرة وتضعها خلسة في حقيبة تشين-في الذي يترك متجره ويسافر، وتعود مياو-مياو إلى اليابان، وتبكي زياو-آي مرارة فراق حبيبتها. ينتهي الفيلم بدعوة زياو-آي أبيها إلى مشاركتها قالب الحلوى الذي صنعته لها مياو-مياو قبل رحيلها.
يبدو فيلم مياو-مياو فيلماً عادياً يقدم سرداً تقليدياً لقصة الحب الأول في حياة المراهقين، لكنه فيلم يستحق المشاهدة لجرأته في طرح حقيقة عشق المراهقين وتعلقهم المثلي لبعضهم البعض. ولم يكن الفيلم رومانسياً في شكله العام لكنه قدم قصة الجدة (التي لم تظهر في الفيلم) بقالب رومانسي رائع، والجدة هي جدة مياو-مياو وهي تعاني من مرض الزهايمر، وهي تظن أنها في السابعة عشرة من عمرها. دائماً ما تتكلم على الهاتف إلى حفيدتها لتخبرها عن تفاصيل حبها الأول التي تعيشه، وهي نفسها من قدمت لها خريطة تايبيه حيث من المفترض أن تجد مياو-مياو محل الحلويات الذي التقت فيه جدتها حبيبها الأول لكنها بدلاً من ذلك تجد محل أسطوانات الأغاني المدمجة حيث تلتقي تشين-في لتعيش هي بدلاً من جدتها قصة الحب الأول.
هسياو-تسي تشينغ
درس هسياو-تسي تشينغ السينما في معهد الإخراج السينمائي التابع لجامعة الفنون الوطنية في تايبيه-تايوان. عمل كسيناريست كما أخرج عدداً من الأفلام القصيرة. أما أفلامه الروائية كاتباً ومخرجاً فهي:
Taipei 2009 و Miao Miao 2008