2012/07/04
محمد أمين – الوطن السورية
يبدو أن كل أبطال المشهد الدرامي السوري من كتّاب ومخرجين وممثلين سوف يكونون في قلبه في موسم 2011 الذي شُرّعت أبوابه مع بداية العام حيث من المتوقع ألا يغيب أحد من اللاعبين الرئيسين في الفريق الدرامي السوري عن مباراة الموسم القادم رغم أن بعضهم قد تعرض في الموسم الفائت لإصابات كادت تودي به ولكنه تحامل على (جراحه) الدرامية دون أن يعطي نفسه فترة نقاهة يقف خلالها مع نفسه وربما سيسهم ذلك في تعميق هذه الجراح التي قد تستدعي تدخلاً يؤدي إلى بتر درامي أو ما شابه.
وإذا ما بدأنا عن الكتّاب نجد أن عدداً لا بأس بهم ما زالوا مستمرين في تقديم نتاج درامي سنوي غزير دون توقف الأمر الذي يؤكد أن الدراما السورية تملك عدداً من الكتاب الذين يحملون مواهب مميزة على هذا الصعيد- بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا بالرؤى- وأبرز العائدين إلى مشهد 2011 الدرامي يأتي الكاتب الإعلامي حسن م يوسف من خلال مسلسل (في حضرة الغياب) الذي يطل من خلاله على سيرة أبرز شعراء العربية في القرن العشرين وهو الشاعر الراحل محمود درويش وقد قدم يوسف خلال عشرين عاماً من اشتغاله بالكتابة الدرامية عدداً من الأعمال المميزة حيث يعتبر مراقبون أن مسلسله (نهاية رجل شجاع) كان منعرجاً في مسيرة الدراما السورية وبوابة نجاح واسعة لم تغلق حيث الساعة وأتبعه بعمل آخر لا يقل أهمية وهو (إخوة التراب) وآخر أعماله كان مسلسل (سقف العالم) الذي لم يحظ برضى أغلب النقاد والمتابعين رغم الرسالة التي حاول إيصالها في وقت نشأت خلاله معركة من نوع آخر بين الشرق والغرب تتعلق بالرسوم المسيئة للرسول الأعظم محمد عليه السلام.
وتقدم الكتابة أمل حنا مسلسلاً اجتماعياً جديداً يحمل عنوان (جلسات نسائية) من المتوقع أن يكون خطوة أخرى مميزة ومختلفة لهذه الكاتبة الباحثة عن تفاصيل إنسانية شرقية حميمية وشفافة وقد قدمت حنا خلال السنوات الفائتة أعمالاً ذات قيمة هي (الشمس تشرق من جديد) و(أحلام كبيرة) و(على حافة الهاوية) و(قلبي معكم) وكتب حسن سامي يوسف منفرداً هذه المرة مسلسل (الغفران) الذي استقاه من رواية له (عن الحب والفراق) يقدم من خلاله قصة حب رومانسية «في زمن طغت فيه على الأعمال الدرامية نزعات الكشف عن وجوه القبح في حياتنا المعاصرة» ويقدم يوسف شراكة مع نجيب نصر مسلسلاً اجتماعياً من نوع آخر يحمل عنوان (السراب) يدور في إطار قضايا معاصرة.
واختار الكاتب هوزان عكو الاستمرار في تقديم قراءة درامية معاصرة لمسلسلات عُرضت في السبعينيات من القرن الماضي فبعد مسلسله (أسعد الوراق) يقدم (دليلة والزيبق) محاولاً إعادة النظر لهذه الحكاية الشعبية وتهذيبها بحيث يتم حذف ما تعرضت إليه من تشويه على يد جهلة الرواة على مدى قرون.
ويعود الكاتب الأردني الكبير وليد سيف إلى رحاب الدراما السورية من خلال مسلسل تاريخي يتناول سيرة حياة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد غاب سيف عن المشهد الدرامي السوري منذ عام 2008 حيث قدم على مدى ثماني سنوات أعمالاً تعتز الدراما السورية بها وتفخر وهي (صلاح الدين، صقر قريش، ربيع قرطبة، التغريبة الفلسطينية، ملوك الطوائف)، وكان من المفترض أن يقدم عملاً تاريخياً يختم به مسلسل الأندلس يحمل عنوان (آخر أيام غرناطة) ويبدو أنه قد رُحّل إلى أعوام قادمة.
ويواصل الكاتب فادي قوشقجي مشروعه في التأليف الدرامي من خلال عمل يحمل عنوان (تعب المشوار) يقدم من خلاله قراءة جديدة
لقضايا اجتماعية معاصرة تتعلق بالطبقة الوسطى. وقدم الكاتب سامر رضوان تجربة جديدة بعد مسلسله (لعنة الطين) تحمل عنوان (الولادة من الخاصرة) أكد المشتغلون به أنه سيكون من المسلسلات السورية المهمة في موسم 2011 نظراً لتناوله قضايا من منظور
جديد وجريء. وبعد تجربتين في مجال الدراما البدوية هما (فنجان الدم) و(أبواب الغيم) يحاول الكاتب عدنان عودة تلمس خطواته في حقل
ألغام المشهد العراقي من خلال مسلسل يحمل عنوان (أنا وصدام) يتناول خلاله ما جرى في بلاد الرافدين بعد احتلالها عام 2003 وانضم
في موسم 2011 كتاب جدد إلى أسرة الدراما السورية حيث سنرى مسلسلاً يحمل عنوان (المنعطف) للكاتب ماهر دروبي وجزءاً ثانياً من
مسلسل (يوميات مدير عام) للكاتب خالد حيدر. ويستمر الكاتب مازن طه مع جزء ثالث من مسلسل (صبايا) إلى جانب إشرافه على الجزء الثامن من مسلسل (بقعة ضوء). وهناك عدد من الكتاب المعروفين الذين لم تنضج بعد تجاربهم في الموسم الجديد أو تنتظر قرار التنفيذ
من شركات الإنتاج أبرزهم هاني السعدي، فؤاد حميرة، يم مشهدي، ريم حنا، وربما سنرى عملاً للكاتبة هالة دياب صاحبة (ما ملكت أيمانكم) يحمل عنوان (الملك) يتناول عالم تجار المخدرات وعملاً للفنان وفيق الزعيم يحمل عنوان (خان الشكر) ومن المؤكد أن عملاً
مكتوباً من الفنان عباس النوري عنوانه (طالع الفضة) سيرى النور في موسم 2011 ليضاف إلى تجربة سابقة للنوري في مجال التأليف الدرامي هي (أيام القيمرية) وربما سيشهد هذا العمل مشاركة الفنانين الكبيرين دريد لحام وياسر العظمة فيه
ويحضر المخرجون السوريون بـ(ربطة المعلم) في موسم 2011 حيث يقدم حاتم علي مسلسلين هما (الغفران) و(الفاروق) ويقدم نجدة
أنزور مسلسلين أيضاً هما (في حضرة الغياب) و(الملك) ويكتفي شوقي الماجري بمسلسل يحمل عنوان (توق) لم ترشح عنه بعد
معلومات واضحة وما زال المخرج باسل الخطيب منشغلاً بتصوير مسلسل لبناني يحمل عنوان (الغالبون) يتناول بدايات تأسيس حركة
المقاومة اللبنانية ومن المرجح أن يقدم عملاً سورياً في عام 2011 وشارف المخرج هشام شربتجي على الانتهاء من تصوير مسلسل
لبناني وهو أيضاً يحمل عنوان (آخر خبر) وذكرت مصادر أنه المرشح الأقوى لإخراج الجزء الثاني من مسلسل (أبو جانتي) ويبدو أن المخرج
بسام الملا قد قرر أخيراً إنهاء رحلة مسلسل (باب الحارة) وربما سيكون (خان الشكر) مشروعه القادم. ولن يغيب المخرجون الشباب عن
المشهد حيث تقدم رشا شربتجي (الولادة من الخاصرة) وربما هناك عمل آخر وسمير حسين يقدم (دليلة والزيبق) والليث حجو (أنا
وصدام) والمثنى صبح (جلسات نسائية) وهناك عمل آخر بانتظاره في عام 2011 ويقدم سامر برقاوي (مرايا 2011) وسيف سبيعي (تعب
المشوار) و(طالع الفضة) وتامر إسحق (الدبور 2) وزهير قنوع (يوميات مدير عام) وإياد نحاس (أيام الدراسة) وعامر فهد (بقعة ضوء). ويعود
في موسم 2011 نجوم الدراما السورية إليها حيث تشارك سلاف فواخرجي في (الولادة من الخاصرة) و(في حضرة الغياب) ويلعب جمال
سليمان بطولة (أنا وصدام) وقد غابا عن العام الفائت لانشغالهما في أعمال درامية مصرية ويحضر غسان مسعود وأيمن زيدان، وسامر المصري وباسم ياخور، وقصي خولي، وسواهم من النجوم. يبدو الموسم القادم مثالياً من حيث الحضور ومن حيث العناوين المطروحة
التي من المفترض أن تعكس ما بداخلها من مضامين درامية مميزة وما زالت بطن الدراما السورية حبلى بالعديد من الأعمال لموسم درامي نتوقعه أكثر عمقاً من الموسم الفائت.