2012/07/04
فيكي حبيب- دار الحياة علماء دين ينتقدون حلقـــتـــين من مــسلسل «طاش مــا طــــــــاش»، ويــــــــطالبون بإيقافه. خبراء في الطب الشرعي يعترضون على مسلسل يسرا «بالشمع الأحمر»، ويطالبون بإيقافه. نقابة التمريض في مصر مستاءة من مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» لتشويهه صورة الممرضة كما قدمتها غادة عبدالرازق، وتطالب بإيقافه. متشددون استفزتهم جرأة مسلسل نجدة انزور «ما ملكت أيمانكم»، ويطالبون يإيقافه. الأخوان المسلمون يشنون هجوماً على مسلسل «الجماعة»، ويطالبون بإيقافه. خبراء في الآثار يرون في مسلسل سلاف فواخرجي «كليوباترا» تشويهاً للتاريخ، ويطالبون بإيقافه... انه غيث من فيض حملة الاعتراضات التي واجهتها مسلسلات رمضان منذ انطلاقها حتى اليوم... الى درجة يكاد اي مراقب ان يستنتج ان هذا الموسم الرمضاني ضرب الرقم القياسي من حيث الهجوم على الأعمال الدرامية، والمطالبة بمنعها. ولكن، إذا كانت أهداف مطلقي هذه الاحتجاجات ضرب هذه الأعمال بسحبها عن الهواء، فإن حملتهم هذا الموسم أحدثت مفعولاً عكسياً وعادت بالفائدة عليها، إذ لم يُسجل حتى الآن اي خرق - باستثناء مسلسل «المسيح» الإيراني الذي له حديث آخر، بما ان الكنيسة الكاثوليكية رأت فيه تشويهاً للعقيدة المسيحية باعتماده على انجيل بارنابا، من هنا كانت استجابة قناتي «المنار» و «أن بي ان» في محلها -. لا نبالغ في القول ان هذه الحملة عادت بالفائدة على هذه المسلسلات، بل يمكن ان نضيف انها ساهمت في إنقاذ ما يمكن إنقاذه. يتجلى هذا وسط الكمّ الكبير من الدراما التي غزت الشاشات العربية بغثها وسمينها، حيث يصبح الكلام الكثير الذي يحيط بمسلسل ما، سواء كان سلبياً ام ايجابياً، طوق نجاة للمشاهد الذي يحتار ماذا يختار. وبما ان الدعاية السلبية تبقى دعاية لا أكثر، فإن ذكر اسم مسلسل ما، لأي سبب، يساهم بطريقة مباشرة او غير مباشرة في إثارة حشرية الجمهور او الانطباع في ذاكرته، فيجد نفسه طواعية يبحث عنه وسط كل هذا الازدحام الفضائي العربي. أياً يكن الأمر، اذا كان دور الفن، أي فن، ان يستفز من يشاهده، هل يستشف من هذه الحملات التي طاولت مسلسلات كثيرة هذا العام، أن الدراما في بلادنا نجحت اخيراً في لعب هذا الدور؟ يمكن ان نستبشر خيراً، حتى وإن كان هذا الكلام ينطبق على مسلسل او مسلسلين لا اكثر... أفلا يقال ان طريق الألف ميل تبدأ بخطوة؟