2012/07/04
فؤاد مسعد - الثورة
اطفأ مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف شمعته السابعة عشرة يوم (السبت) الأول من أمس مؤكدا مرة أخرى على أهمية وخصوصية ما يقدم عبر مختلف فعالياته مستقطباً الجمهور المُحب للسينما والتواق لرؤية التجارب المتنوعة ومختلفة المشارب التي تنافست تحت سقف الإبداع والسعي للأفضل .
كما تم في هذه الدورة تكريم السينما السورية وعرضت مجموعة من أفلامها إضافة إلى توقيع اتفاق التوءمة بين مهرجاني دمشق السينمائي الدولي والرباط السينمائي الدولي ، كما ضمت الدورة التي أقيمت تحت شعار (كلنا ضد القرصنة) مجموعة من الفعاليات والعروض السينمائية وورشات العمل وتكريميا للمبدعين إضافة للمسابقة الرسمية ولمناقشة مشروع اتفاقية الشراكة بين مديري المهرجانات العربية .
الجوائز
حصد الفيلم السوري (مطر أيلول) إخراج عبد اللطيف عبد الحميد جائزة لجنة التحكيم مناصفة مع الفيلم اللبناني (شتي يا دنيا) كما نال تنويهاً خاصاً من لجنة التحكيم عن جودة الصوت ، اما الجائزة الكبرى جائزة الحسن الثاني لأحسن فيلم فنالها فيلم من كيريخستان (سارق الضوء) ، جائزة يوسف شاهين لأحسن فيلم عربي ذهبت للفيلم المغربي (جناح الهوى) إخراج قاسم حول ، ونال الفيلم الألماني (إجري إن استطعت) جائزة أحسن سيناريو ، أما جائزة العربي الدغمي لأحسن ممثلة فنالتها جواليا قصار عن الفيلم اللبناني (شتي يا دنيا) وجائزة الدغمي لأحسن ممثل نالها ماجد عبد الجبر عن الفيلم العراقي (المغني) ، أما الجوائز الموازية فنال فيلم (شتي يا دنيا) جائزة الصحافة ، وذهبت جائزة النقد لأحسن فيلم عربي للفيلم المصري (الحاوي) وأحسن فيلم دولي للفيلم الألماني (إجري إن استطعت) .
حضور سوري
حضور سوري لافت تميّز به هذه الدورة من خلال تكريم السينما السورية وإقامة تظاهرة عرضت فيها مجموعة من الأفلام ، من بينها : (الهوية) إخراج غسان شميط ، (تحت السقف) إخراج نضال الدبس ، (أيام الضجر) إخراج عبد اللطيف عبد الحميد .. والأفلام كلها من إنتاج المؤسسة العامة للسينما . أما في المسابقة الرسمية فشارك فيلمان سوريان هما فيلم (مطر أيلول) تأليف وإخراج عبد اللطيف عبد الحميد وإنتاج ريلفيلمز ويتناول ضمن إطار حكاية حب خريفية قصة حب تعيشها العائلة مجتمعة، هذه القصص التي تشكل العمود الفقري للفيلم وتجنح إلى الرومانسية والخيال بصورة تجعله أقرب إلى مفهوم الواقعية السحرية. فهو يرصد حياة عائلة مؤلفة من ستة أولاد شبان يرعاها أب أرمل والكل واقع في الغرام .. إنها قصص عشق موجعة تمس العمق الإنساني والوجداني لكل منا . أما الفيلم الثاني فهو (مرة أخرى) إخراج جود سعيد وإنتاج مشترك بين المؤسسة العامة للسينما وشركة سورية الدولية ويتناول برؤيا شفافة قسوة الحرب من خلال حكاية زمنين تتكرّر فيهما أحداث متشابهة أحياناً هي طرح لما تركته الحرب من أثر على حياة السوريين واللبنانيين والعلاقة فيما بينهما .. هذا الحدث شكّل خلفية الأحداث لقصة حب بين مديرة بنك أتت من لبنان لها تاريخها وماضيها في الحرب اللبنانية وشاب سوري يعمل مهندساً للمعلوماتية في البنك نفسه ويحمل ماضيه وماضي والده الذي خاض الحرب الأهلية في لبنان حين كان ضابطاً هناك .
توءمة وشراكة
تم توقيع اتفاق التوءمة بين مهرجان دمشق السينمائي الدولي ومهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف وتهدف التوءمة إلى تبادل الأفلام المغربية والسورية خلال دورات المهرجان في إطار عملية التوزيع السينمائي بين البلدين، تبادل الخبرات ، الحث على الإنتاج السينمائي المشترك وإقامة التظاهرات والأسابيع السينمائية وورشات العمل .
كما أقيمت ندوة ضمت مديري المهرجانات العربية الذين حضروا في مهرجان الرباط وناقشوا إتفاق شراكة فيما بينهم بهدف اعتماد استراتيجية بنظرة استشرافية للمستقبل وبلورة مشروع ثقافي مشترك يتجاوز العقبات التي يمكن أن تعيق مسيرة هذه الشراكة ، بهدف النهوض بالحركة السينمائية العربية وتقوية وتعزيز مكانة السينما العربية على تشجيع الانتاج المشترك وتبادل الخبرات وتحقيق التعاون والتواصل فيما بين المهرجانات العربية ، وضمن هذا الإطار طرح مديرو المهرجانات مجموعة من النقاط من أهمها ضرورة وجود سينماتيك وإنشاء موقع الكتروني للمهرجانات العربية .
فعاليات وأفلام
تم اختيار الفيلم المغربي (النهاية) ليكون فيلم الافتتاح وهو من إخراج هشام العسري ورصد ضمن إطار صارخ الحياة في المغرب عام 1999 من خلال حكاية حب بين شاب فقير وفتاة التي ترتبط بجماعة متخصصة في سرقة السيارات ، أما فيلم الختام فهو (اختيار لونا) إخراج جميلة زبانيتش وهو إنتاج مشترك بين البوسنة والنمسا وكرواتيا وألمانيا ويرصد المتغيرات التي تطرأ على قصة حب بين زوجين .
من بين الأفلام التي شاركت في المسابقة نذكر الفيلم المغربي (فيلم) إخراج محمد أشارو وتناول حكاية مخرج يحاول أن يكتب سيناريو لفيلم سينمائي ولكنه يعيش حالة معاناة فكرية خاصة عندما يحاول البحث عن الموضوع الملائم فيصطدم بالكم الكبير من التحديات التي تقف له في المرصاد ، وهناك الفيلم المصري (الحاوي) إخراج ابراهيم البطوط الذي يقدم صورة عن مدينة الاسكندرية الحديثة حيث التجارب الانسانية وحكاية رجل افرج عنه مؤخراً ويحاول أن يتأقلم مع الوضع الجديد . ومن الأفلام الهامة التي عرضت في المسابقة فيلم (المغني) للمخرج العراقي قاسم حول ويتحدث عن مجريات الأحداث في يوم عيد ميلاد ديكتاتور .
يذكر أنه خلال هذه الدورة تم تكريم الفنانة المصرية ليلى علوي والفنانة المغربية ثريا جبران وهي وزيرة الثقافة المغربية السابقة ، كما كان هناك وقفة إبداعية شكلت لحظة وفاء لمخرجين مغربيين راحلين هما محمد لطفي وأحمد البوعناني .. ومن ورشات العمل التي أقيمت في المهرجان هناك ورشة حول كتابة السيناريو ، ورشة حول إدارة الممثل وأخرى حول تحليل الأفلام .