2013/05/29
بسام موسى – تشرين
حاليا تعاني الدراما السورية من غياب الكوميديا عن موسمها القادم لعام 2013، ولاسيما بعد الأنباء التي وردت مؤخراً عن تأجيل شركة «سما الفن» إنتاج النسخة العاشرة من مسلسل «بقعة ضوء» أضف إلى ذلك أن كل ما يحضر له على أساس أنه كوميدي لا يقدم أو يؤخر وبعيد عن فن الكوميديا الراقية والهادفة،
ولوعدنا إلى الوراء سنوات سوف نجد أن «مرايا» الفنان القدير ياسر العظمة هي التي فتحت الطريق إلى الكوميديا الموسمية الرمضانية من خلال تقديم لوحات ساخرة وناقدة عن هموم وحياة الناس اليومية. «مرايا» بدأت رسمياً عام (1981) واستمرت السلسلة مع توقف إجباري في بعض السنوات بسب غياب شركات تستطيع إنتاج العمل وتسوقه للعرض على المحطات الفضائية.
بلا شك إن أعمال الكوميديا السورية ولادة وقدمت للمشاهد المحلي والعربي نجوماً كباراً وأسماء خلدت وحفرت في الذاكرة لعدة أجيال قادمة، فلا ننسى أعمال الثلاثي دريد ونهاد وناجي جبر في مطلع الستينيات في «صح النوم» و«حمام الهنا» و«ملح وسكر» وغيرها؛ فمنذ بدء التسعينيات شهدت دراما الكوميديا قفزة نوعية واعدة على نحو «بطل من هذا الزمان – أنت عمري- أبو الهنا- سلسلة عيلة (5-6-7-8) نجوم، يوميات مدير عام الجزء الأول – قانون ولكن» إضافةً لعدة أجزاء من «بقعة ضوء» وغيرها من الأعمال السورية التي أضحكت المشاهد في كل مكان.
أما في مسلسل «ضيعة ضايعة» الجزء الأول والثاني فكانت الكوميديا هنا من نوع خاص جداً ما أعطى النجاح الكبير للعمل، ولاسيما النص الذي كتبه المبدع ممدوح حمادة، والذي عرف كيف يضحك المُشاهد بأسلوب سلس، ممرراً مع المشهد روح النقد والسخرية والمرارة في آنٍ معاً، ليكون للمخرج الليث حجو دور أيضا في إنعاش ظاهرة الكاراكتر الفني عبر شخصيات «جودي أبو خميس وأسعد خرشوف» و«سلنكو» و«المختار بيسي» فمسلسل «ضيعة ضايعة» عرف كيف يوظف دور كل فنان في مكانه، ومما لاشك فيه أن الكوميديا السورية أعطت بصمت دروساً في نشر الابتسامة والنقد الهادف والجريء، مقدمةً عدة أعمال ولوحات رائعة، لتكون البداية من مسلسل «مرايا» وتختتم حتى الآن بـ «ضيعة ضايعة» وأعمال أخرى. اليوم نعاني من غياب النص، فهناك أزمة نص كوميدي، والنص والسيناريو غير متوافرين حاليا بسبب توجه الكتاب نحو الدراما الأخرى ولاسيما الاجتماعية والشامية, من هنا بما أننا نتحدث عن أعمال الكوميديا أتمنى على مسؤولي قناة «سورية دراما» عرض الأعمال السورية الكوميدية بدل الأعمال التاريخية، ونسأل إدارة القناة: لماذا هناك (فيتو) على الكوميديا السورية؟! ولماذا لا تعرض؟! ونسأل: أين أعمال «الدغري- مرايا (95-96-97-98) أنت عمري – ضيعة ضايعة – شوفوا الناس» وغيرها.. إلى متى سوف تبقى في أرشيف التلفزيون السوري وتوضع على الرف؟.
أخيراً لابد من القول: إن الدراما السورية والكوميدية أبدعت في السنوات السابقة وقدمت عشرات الأعمال منها ما نجح ومنها ما فشل، لكن أتمنى ألا تغيب وتبقى الكوميديا حاضرة بتفوق في الموسم الرمضاني القادم، بل أن تعرض على الشاشة بشكل دائم.