2013/06/21
لؤي ماجد سلمان – تشرين
مع بداية محطة تلاقي الفضائية بثها التجريبي بدأت ألسنة النقاد تبحث عن مبراة لتعد عدتها على الأيام التي تقضيها القناة في ساعات البث التجريبي الطويلة، وقبل أن تبدأ البث الفعلي كانت التقارير النقدية غير المهنية محضرة وجاهزة وممهورة برائحة النفط، لتعلن عداواتها للإعلام السوري وأي إنجاز ولو كان لفيلم كرتوني قصير للأطفال.
على أقمارنا المستعربة ظهرت محطات جديدة من القنوات الفضائية بدأت بثها من غير ساعات تجريبية، ومن غير أن تفكر في الأخطاء أو المشكلات التقنية التي ممكن أن تواجهها، سواء بتوقف الصورة أو اختفاء الصوت، أو ملء ساعات البث الطويلة، حتى إنها لا تملك أي رؤية برامجية أو إعلامية، وأغلب الظن أنها تبث من استديو واحد أو خصص لها غرفة في بعض الاستوديوهات يديرها طاقم حاقد، منها من يحمل شعارات وأخرى تحمل اسم مدن سورية، أو مناطق سورية، من غير أن نعرف مصدر التمويل الذي جعلهم يفقسون من غير آلة تفقيس، هكذا وبقدرة النفط ومن غير سابق إنذار باتت للمحافظات والحارات السورية قنوات فضائية تحمل اسمها، مع العلم بأن وزارات الإعلام في معظم الدول العربية تضع خططاً وميزانيات ضخمة لتمويل وإطلاق قناة فضائية واحدة، فكيف لمناطق أن تكون لها قنوات باسمها من غير أن يشاهدها مختار الحي، أو يندرج اسمها في صفحات النفوس وسجلاتها، أما الشغل الشاغل للنقاد وغير النقاد فهو الإعلام السوري، وتعاطي الإعلام السوري مع الأزمة، أخطاء وعثرات إعلامنا المحلي، تسييس الإعلام، أو الإعلام المسيس.
إن كان إعلامنا لا يعجبكم فلماذا تصرون على متابعته ونقده؟! ولماذا توجهون كل هذا الحقد نحو كل إنجاز؟. التلفزيون السوري ومحطاته الأرضية والفضائية هو الأم الشرعية الوحيدة للمجتمع السوري، ومهما كانت هذه الأم متواضعة وبسيطة، تبقى أمنا الوحيدة التي تزغرد لأفراحنا وتبكي لأتراحنا، تروي أحداث حياتنا التراجيدية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولن نطلب من أمنا البسيطة أن تكون روتانا بدشداشة أو ام بي سي معجونة بالدراما التركية، أو كالفضائيات العربية المتصهينة، لن نطلب أن تكون الجديد بشراكة قطرية، أو كجارتنا الثرية التي أحضرت بنطالها الجنز من أمريكا، وبلوزة من بريطانيا، وملابسها الداخلية على حساب مشايخ النفط، وعطرها من باريس، وساعتها من سويسرا، ولا أن تطلب ثمن الحقن والبوتكس كمعونات من مغتصبيها على ما تقايض به من فكرها وجسدها، نريدها أماً بسيطة صادقة طاهرة، لا يهم إن كانت قروية، أو فلاحة، ابنة حي راق، أو حارة شعبية، ببساطة نحبها كما هي ببساطتها، وأخطائها، بأميتها وجهلها، بتفسخ أقدامها، وتجاعيد وجهها، ورائحة المونة، والذكريات العتيقة، إن أعجبتكم أو لم تعجبكم هي أمنا التي نعتز ونفتخر بها، ومن كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بخبر، شكراً وزارة الإعلام، شكراً التلفزيون السوري، شكراً قنواتنا الأرضية والفضائية، شكراً للإخبارية السورية، شكراً لمن ضحوا بحياتهم وأرواحهم من الإعلاميين وتحولوا إلى خبر عاجل في سبيل الوطن وكشف الحقيقة، شكراً قناة تلاقي لصوتك وصورتك، نحبك بأخطائك وعثراتك، بفشلك ونجاحك، مع كل المحبة للوطن وبكامل النقد.