من رواد النهضة الفنية السورية. .الفنان حكمت محسن(1910-1968)

دمشق
صحيفة تشرين
ثقافة وفنون
الأحد 7 شباط 2010
نزار الأسود
منذ نعومة أظفار حكمت محسن رضع الفن من أمه. أمه (خيرية) كانت محدثة بارعة (نجمة السهرة) تمثل في حفل الاستقبال وتصحب ابنها معها. وكان يتعلم منها. فهي معلمه الأول. وكانت خيرية تتنصت على الحكواتي في مقهى مصلبة العمارة. ثم تحكي في السهرة ماسمعت. في العاشرة من عمر حكمت تخرج من مدرسة الإسعاف الخيري (لفقره) وهذه المدرسة لاتزال حتى هذا اليوم على نفقة أهل الخير، العلم مع النوم والطعام والشراب. ‏ الصنعة والسكن ‏ بدأ حكمت يعمل ليعيش. وتعددت الكارات (الصنعات) مما أكسبه خبرة عميقة بالمجتمع. ولاسيما بأصحاب الكارات وقسوتهم في معاملة الأجير الذي يريد أن يتعلم صنعة. ‏ سكن حكمت مع أمه في عدة غرف بالأجرة في سوق ساروجة والمهاجرين وقبر عاتكة والقنوات وباب سريجة. مما زاد في معرفته بالمجتمع مع تشرده، كان يقرأ الكتب على ضوء الشمعة!. ‏ التاريخ الفني يعيد نفسه ‏ بدأ حياته الفنية بالكمبارس بمسرحية حمام بنت الملك. كان يعمل بالنهار ويسهر بالليل ويقول لأمه: أنا أسهر بالشغل. ‏ ولكن زوج خالته كان له بالمرصاد. إنه من أسرة محافظة. وذلك كما حدث مع أبي خليل القباني من قبل، المجتمع لم يقبل الفن. قال زوج خالته: إن عملت مع كشكش بك، وإن دست بيتي لأكسر رجلك، وطرده من البيت. ‏ الممثلة فكتوريا حبيقه في بيروت قالت له الممثلة فكتوريا حبيقه: أنت باين عليك ابن أوادم، اسمع مني وارجع لبلدك، لاتغتر بحياتنا، نحن شحادون بثياب ملوك، حرام عليك، وعاش حكمت مع الفرقة بالجوع. ‏ الفنان عبد الوهاب أبو السعود ‏ الفنان عبد الوهاب أو السعود فنان متعدد المواهب في الرسم والتمثيل له لوحة شهيرة لطارق بن زياد وهو يعبر إلى الأندلس. وكان يدرس الرسم في مدارس دمشق الثانوية، وتوفي فجأة في بلودان. ‏ غيرة عبد الوهاب أبو السعود على الفن غيرت حياة حكمت. فمثل في مسرحه في العباسية (مكان سينما دمشق حالياً) دور بياع الجرايد.. وينجح مع (أبو السعود) في مسرحية (ربوع الشام) ثم يعمل مع (أبو السعود) في دار الألحان والتمثيل التي أسسها ويؤدي حكمت فواصل مضحكة. وبعد نجاح الحفلة يطلب منه أبو السعود الانضمام إلى الفرقة. ‏ مؤامرة حسد ‏ يحترف حكمت العمل مع فرقة (كشكش بيك) واشتهر بالمونولوجات (1936). ولكن لم يحضر الممثلون والموسيقيون عرضه المسرحي حسداً، وهرب بائع التذاكر بثمن التذاكر، وأمه لاتزال تدعوه إلى كار التنجيد. ‏ سافر إلى بيروت وسكن في غرفة صياد سمك في المينا البيضا، وعمل في جوقة علي العريس، ومثل دور الرجل الشامي.. ولكن قبضايات مرج عيون أجبروه على العودة إلى دمشق. ‏ وصفي المالح ‏ في دمشق مثل دور مرجان في فرقة (نادي الفنون الجميلة) لوصفي المالح. وذلك على مسرح مدرسة اللاييك. واشترك بمسرحية (استقالة إبليس) وحضرها فخري البارودي. واتخذ لنفسه اسم (أبو رشدو) وفي عام 1948 تعرف على تيسير السعدي، وأصبح في الفرقة السورية للتمثيل والموسيقا. ‏ وظل ينجد الكراسي ليعيش، وأمه تعيله من خدمة الأكابر وغسيل ملابسهم. ‏ الإذاعة السورية ‏ عمل في الإذاعة السورية، وقدم تمثيليات من تأليفه مثل: ياآخذ القرد على ماله، معليش البرغي باظ- معليش تهوي السيارة- أبو رشدي مابيسكت على عوجا.. من أشهر أعماله صندوق الدنيا، ولقي اقبالاً واسعاً. ‏ أنهى أعماله الفنية بمسرحية صابر أفندي من تأليفه. صابر أفندي يسرق رغيفاً من الخبز لأطفاله. التمثيلية من معاناة حكمت مع الفقر. وتوفي يوم الثلاثاء 19تشرين الثاني 1968. ‏