2012/07/04
ميسون شباني – تشرين
على مدى عدة سنوات كان لمسلسل (بقعة ضوء) نصيبه من المتابعة الجماهيرية وحتى النقد، ورغم اختلاف الآراء حول طبيعة اللوحات المقدمة بين إيجابية وسلبية،
بين كوميدية وهزلية، إلا انه وعبر سنوات استطاع تكوين سمعته الجيدة من خلال جودة الأفكار وجديتها، وتنوع الكتّاب ومناهلهم الفكرية واعتماده على البطولة الجماعية للممثلين المشاركين فيه، وهذا العام سنشهد عودة الجزء التاسع من السلسلة الكوميدية السورية الشهيرة «بقعة ضوء»، وكانت شركة «سورية الدولية» للإنتاج الفني، الجهة المنتجة للعمل، قد أعلنت الشركة أنها اختارت ما يقارب الـ120 من أصل أكثر من 2000 لوحة استقبلتها لموسم 2012، وفقاً لمعايير فنية عالية، وبما يتناسب مع خصوصية هذا الموسم الذي يترافق مع الأحداث التي تشهدها سورية. وهو من إخراج عامر فهد الذي سبق أن قام بإخراج الجزء الثامن منه، ويشارك في الجزء الجديد من السلسلة عدد كبير من نجوم الدراما السورية، منهم: أمل عرفة، باسم ياخور، عبد المنعم عمايري، وفاء موصللي، شكران مرتجى، أحمد الأحمد، جمال العلي، محمد خير الجراح، محمد حداقي، وائل رمضان، عدنان أبو الشامات، أدهم مرشد، فادي صبيح، محمد خاوندي، تولين البكري.. وآخرون.
ويكمن سر نجاح (بقعة ضوء) في أنه لم يعتمد على نجومية ممثل معين، ولم يكن فيه ممثل ثانوي أو سنيد، فجميع من شارك في اللوحات هم أبطال من دون استثناء، وتمكن برشاقة وسلاسة من أن يلتقط المفارقة الساخرة، من دون إطالة، من خلال لوحات قصيرة مختزلة ومكثفة، تناولت الواقع الحياتي المعيش بسلاسة بصرية بغض النظر عن اختلاف الإيقاع بين لوحة وأخرى، فكان ساحة مفتوحة للجميع كتابة وتمثيلاً، وهذا الأمر كان من أهم عناصر نجاحه برأي البعض، إضافة إلى جرأته وملامسته للخطوط الحمراء وأحياناً دفعه لها ومحاولة اختراقها.
الفنان فادي صبيح عدّ أن التكثيف في أي نوع هو شيء جيد، فالمخرج يستمزج الممثلين ويتم تعديل وتغيير ما يجب تغييره في اللوحة بالتعاون الكامل مع الممثلين والكاتب والمخرج ونحن مع هذه الحالة،وليس من السهل تقديم هذا الكم من اللوحات فمن المؤكد أنهم لن يكونوا بسوية بعضهم،وهذا العام لمسنا للأسف تقاعساً من الكتاب، أو شحاً إلى حد ما بالأفكار ولكن إلى الآن تحاول المجموعة تقديم كل جديد في هذا الخصوص.
وعن مدى تعديله بالشخصيات التي يقدمها قال: أنا أتدخل بتعديل الشخصية بنسبة 90% لأن (بقعة ضوء) في النهاية هو الحقل التجريبي الذي نعمل فيه، فلا يخضع لشروط معينة قاسية ولا نتعامل معه على هذا الأساس، وأي شيء يحدث يكون لمصلحة الشخصيات المقدمة فهي خاضعة للاقتراحات وبعض الأحيان تذهب الشخصية لغير ما هو مكتوب في اللوحة وإصراري على الوجود في (بقعة ضوء) لأنه بيتي منذ 8 سنين وكل واحد منا يأتي ويبرز حضوره بعشر أو خمس عشرة لوحة، خاصة أن هذا العمل أثبت حضوراً جماهيرياً على المستوى المحلي والعربي ونحن كمجموعة كنا من أوائل المؤسسين الذين أطلقوا (بقعة ضوء).
الفنانة شكران مرتجى قالت: أحب أن أكون موجودة في (بقعة ضوء) لأنني منذ الجزء الأول موجودة معهم باستثناء جزء واحد وأنا حريصة على الوجود فيه، لا نستطيع أن نقول: إنه لا يوجد شيء جديد فهناك شيء جديد دائماً، والجديد هنا هو في طبيعة الكاركترات المقدمة التي أؤديها للمرة الأولى.. وفي العام الماضي كنت سعيدة جداً بالتجربة والنتائج كانت مبشرة ومهمة، رغم أنني شاركت في حوالي خمس عشرة لوحة إلا أنني شعرت أنني موجودة في المكان الصحيح، وعبر الأدوار التي قدمتها شعرت أن هناك عدلاً من ناحية الشخصيات التي قدمتها،وكنت سعيدة بالأدوار التي قدمتها واتفقت مع طريقة عمل الأستاذ عامر ولدي ثقة كبيرة به بإحضاري إلى مكاني الصحيح.
ولفتت الفنانة مرتجى إلى أن الارتجال في (بقعة ضوء) يبدأ من الشكل فالشكل -وعلى حد تعبيرها- هو الذي يخلق حالة الارتجال.. وأضافت: النص نلتزم به ولكن أي حالة ارتجال تكون بالدراسة بين الممثلين والمخرج وحتى الكاتب إن وجد، وأجمل شيء في (بقعة ضوء) أنه عمل جماعي 100% وأنا من أجل ذلك أحب العمل الجماعي، وأشعر أنه يأتي نتيجة حب وتعاون، ودائماً تكون النتيجة مهمة،وأنا حريصة على تقديم كل الشخصيات البعيدة عن شكران صحيح أن فيها شيئاً مني ولكني أحاول دائما الابتعاد عن شخصيتي الحقيقية ولو بتفصيل صغير وذلك كي أستطيع أن أقدم شيئاً جديداً، وعموما ًفكرة العمل قائمة على المختزل المقدم بجرعة دسمة..
من جهتها أكدت الفنانة وفاء موصللي على حرصها بالوجود في عمل مثل (بقعة ضوء) كون العمل اختباراً حقيقياً لقدرات الممثل وأدواته الإبداعية، كون تغيير الشخصيات يتم من لوحة إلى أخرى، وهي ما تجعل الممثل مهيأ وجاهزاً لكل لوحة وذلك كي يعكس كل شخصية يقدمها بشكل تكون مختلفة عن الشخصية التي أداها في اللوحة التي قبلها.
وأضافت: هناك ملامسة قوية للواقع و(بقعة ضوء) لا تفرض رأياً إنما تثير التساؤل ومن دون أن تؤدي للحل وهي تقود الناس للتفكير، وأعتقد أن هذه هي وظيفة الفن الاجتماعية فليس من المفروض أن نصدر أفكاراً يتبناها المجتمع، وفكرة إثارة التساؤلات في حد ذاتها أمر جيد كي تقدم الحلول، وأوضحت الفنانة موصللي أن العمل القصير ليس سهلاً بل هو صعب جداً ويحتاج إلى جهود مضاعفة فعندما ندرس شخصية عبر ثلاثين حلقة أسهل لأننا نمسك بخيوط الشخصية، بينما هنا يجب أن أكون مهيأة في كل لحظة كي أقدم شخصية جديدة لذلك المقارنة غير مقبولة فكل شيء له مقوماته وسماته الخاصة واللوحات هنا هي متنفس للممثل وربما هنا طريقة أداء اللوحات أقرب إلى الظهور على خشبة المسرح وإمكانية التنويع أكثر والتغيير والارتجال أكبر، حتى لو كانت الشخصية مشابهة قليلاً فإمكانية التغيير أكبر بينما في العمل الطويل مجرد أن أخذت سمات الشخصية لا نستطيع التغيير لأنها ثابتة..
الفنانة لوريس قزق قالت: أعتقد أننا كخريجين جدد من المهم جداً أن تكون لنا مشاركتنا الفاعلة في عمل كبقعة ضوء، لأن اللوحات تجعل الفنان يلعب أكثر من شخصية وأكثر من كاركتر وتجعله يظهر مهاراته وقدراته الفنية، ويقدم نفسه في أكثر من نمط، وهو فرصة لنا كي يرانا المخرجون في أكثر من كاركتر كي يقيموا أداء الممثل وطريقة دراسته للشخصية، وربما يكون ترشيحه لدور مهم فيما بعد.. لذا فالمشاركة بالنسبة لي قد تفتح لي آفاقاً مهمة في الوسط الفني وكلوحات مكثفة إذا كانت الشخصيات مكتملة والحدوتة محبوكة بشكل جيد فذلك يجعلك تدرسين الشخصية بشكل أكبر وأعمق حتى تصل الفكرة بشكل أسرع وأقوى، على عكس الأعمال الطويلة، فدراسة هذه الشخصية في الأعمال الطويلة تختلف عن دراسة الكاركترات التي أخذتها في (بقعة ضوء)، فهنا يوجد فضاء عندما تلعبين هذه الشخصية فهنا مساحة الارتجال أكبر وجرعة الكوميديا أعلى وكل ذلك يصب في مصلحة اللوحة المقدمة.