2012/07/04

معركــــة غيــــر متكافـئـــــة !
معركــــة غيــــر متكافـئـــــة !

غسان يوسف - الثورة

كشفت الأحداث الأخيرة التي تعرضت لها سورية قصور الرؤية الإعلامية عند المحطات الإخبارية العربية التي تدعي المهنية ! والسبب هو أن هذه المحطات دخلت عن قصد أو غيره في مخطط كبير كان المقصود منها تزوير الحقائق وتشويه الصورة في سورية

فلجأت إلى التضخيم والتهويل واستخدام الصور المفبركة وحتى الاستعانة بصور من بلدان أخرى مستغلة تشابه علمي اليمن و مصر مع العلم السوري! لكن الإعلام السوري القليل الخبرة في هذه الأمور استطاع وبزمن قياسي أن يرقى إلى مستوى الحدث ويكشف للمشاهدين هذه الخدع والفبركات ما أربك تلك المحطات التي عمدت إلى التراجع والتبرير لتتحول من محطات تعتبر نفسها مهنية إلى محطات متهمة بنظر مشاهديها ومضطرة للدفاع عن نفسها وهو ما شاهدناه في أكثر من موقف !‏

أخطاء المحطات الفضائية العربية أو الناطقة بالعربية لم تقتصر فقط على الصور بل امتدت إلى شهود العيان الذين استغلوا موقعهم كأشخاص مجهولي الاسم والعنوان فعمدوا إلى إعطاء معلومات مزورة وسرد قصص من نسج الخيال لا بل إن بعضهم كان ينتقل من محطة إلى أخرى وفي كل مرة يعطي معلومة مخالفة للأخرى ما جعل أكثر المحطات تفقد مصداقيتها ليس بنظر المشاهد العادي وحتى بنظر سكان المنطقة أنفسهم الذين يعرفون الحقيقة !‏

إذن المسألة اليوم هي معركة إعلامية بين إعلام مزوّر موجه بإحداث الفتنة في أراضي الآخرين لأنه ممنوع عليه التحرك داخل بلاده بسبب الفتاوى وسياسات التعتيم الإعلامي والانغلاق ! وبين إعلام وطني يدافع عن الحقيقة ويعمل من أجل منع الفتنة ووحدة المجتمع ! قد يقول البعض إنها معركة غير متكافئة , وإن الإعلام السوري الرسمي والخاص كان هو الحلقة الأضعف في هذه المعركة كونه لا يملك الخبرة الكافية وكونه يصارع محطات لها رصيد كبير من المشاهدين ؟ قد يكون هذا صحيحاً . لكن الصحيح أيضا أن الإعلام الوطني السوري يملك الأرض ( موقع الحدث ) التي تمكنه من كشف الحقيقة والتي تجعله الأقوى إذا ما أحسن استغلالها من خلال تقديم المعلومة الصحيحة . ومن هنا فإن

المعلومات التي يستطيع هذا الإعلام الوطني الحصول عليها تكون هي الرد على كل من يحاول أن يفبرك الحدث وهو بعيد عن أرض الواقع ، لذا يمكن القول إن الإعلام التلفزيوني السوري ليس بحاجة لزيادة عدد القنوات - وهي اليوم أربع إذا ما أخذنا في الحسبان الفضائية ..الأرضية ..الإخبارية والدنيا - بل إلى تفعيلها واستثمارها بشكل أفضل والعمل بحرفية عالية من خلال أخذ آراء المواطنين السوريين دون استثناء . الأمر الذي يعني أننا نبني الثقة بيننا وبين المواطن المشاهد , التي إذا ما تحققت تكون قادرة على إبعاد المحطات المغرضة وكشفها وهي التي أسقطت نفسها , لتنتفي معها مقولة الإعلام المحايد أو الموضوعي أو المهني وليثبت للجميع أن لكل محطة هدفاً , ولكل إعلام غاية !‏