2013/05/29
دار الخليج
صراع جديد تشهده الساحة الفنية هذه الأيام والسبب الأجور الخيالية التي يتقاضاها الكثير من نجوم السينما والدراما، والتي لا تناسب أزمات الإنتاج الحالية، وهو الأمر الذي دفع العديد من المنتجين إلى شن هجوم ضدهم، وأكدوا أن هذه الأجور أصبحت لا تتناسب مع الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها شركات الإنتاج، موضحين أن عدم تنازل الفنانين عن جزء من أجرهم سوف يصيب السينما والدراما المصرية بشلل كامل، فماذا يقول طرفا الصراع “النجوم والمنتجون؟” .
في البداية يعبر المنتج جمال العدل عن دهشته من إصرار كثير من الفنانين على تقاضي أجور خيالية، رغم معاناة شركات الإنتاج السينمائية والتلفزيونية من أزمة اقتصادية حرجة ويضيف: “السبب الرئيس وراء قلة الإنتاج السينمائي والدرامي هو رفض الفنانين لفكرة تخفيض أجورهم، وللأسف الخسائر أصبحت تلاحقنا كمنتجين، وهناك شركات إنتاج أعلنت إفلاسها بالفعل بسبب عدم مراعاة الفنانين للأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الشركات، وأنا فوجئت العام الماضي بمطالبة عدد من الفنانين برفع أجورهم وهو الأمر الذي كان بمثابة الصاعقة بالنسبة لي، فبدلاً من التنازل عن أجورهم كمحاولة لرد الجميل لشركات الإنتاج فوجئنا بحدوث العكس وبتعامل النجوم مع السينما والدراما بشكل تجاري” .
ويكمل: أريد أن أكشف شيئاً آخر لا يعرفه الكثيرون وهو أن منة شلبي تعد الفنانة الوحيدة التي وافقت على تخفيض أجرها، وأتمنى أن يتخذ باقي الفنانين هذه المبادرة وأن يتنازلوا عن جزء من أجورهم .
أما المنتج ممدوح شاهين فأكد أن الفنانين لم يكتفوا برفضهم لفكرة تخفيض أجورهم بل يصرون على الحصول على مستحقاتهم المالية بشكل كامل قبل الانتهاء من التصوير، ويقول: “بعض الفنانين يتعاملون مع شركات الإنتاج بلا رحمة ومن دون تقدير للأزمة الاقتصادية التي تعاني منها السينما والدراما، فإذا تأخر المنتج عن دفع الدفعة الأخيرة من أجر الفنان يفاجأ بالتشهير بسمعة شركة الإنتاج في الصحف والمجلات ولجوء هذا الفنان لرفع القضايا ضد المنتج” ويضيف: “ما يحدث الآن سوف يؤدي إلى إعلان شركات الإنتاج إفلاسها وهو الأمر الذي سيعطل صناعة السينما والدراما في مصر” .
رغم شكوى شركات الإنتاج من رفض الفنانين تخفيض أجورهم، إلا أن هناك العديد من النجوم أكدوا رفضهم لهذه الشكاوى، مؤكدين تنازلهم عن جزء كبير من أجورهم وذلك كمحاولة لدعم ومساندة صناعة السينما والدراما في تخطي أزمتها الاقتصادية، ويأتي في مقدمة هؤلاء غادة عبد الرازق التي أكدت: “بعد الأزمة الاقتصادية التي أصابت شركات الإنتاج في الفترة الأخيرة قررت التنازل عن أجري من دون تردد، وذلك من أجل تدوير عجلة الإنتاج ومساندة الدراما في تخطي هذه المحنة، كما أنني وجدت أن عدم تنازل الفنانين عن أجورهم يعني تشريد مئات العمال الذين يعتمد عليهم في الإضاءة والديكور، وبالتالي كان من الضروري التنازل عن أجري من أجل هؤلاء العاملين البسطاء الذين يعولون أسرهم” .
“تخفيض أجري واجب مهني” . . بهذه الكلمات تحدثت الفنانة يسرا مؤكدة تنازلها عن جزء كبير من أجرها وتقول: “قرار تنازلي عن جزء من أجري جاء من دون تردد أو تفكير لأنني لست في حاجة إلى المال، كما أنني وجدت أن هذه الخطوة ستساعد في تدوير عجلة إنتاج الفن، فهو واجب مهني يجب أن يفعله كل فنان يخاف على مستقبل هذه المهنة التي جلبت لنا النجاح والشهرة وحب الجمهور”، وتضيف: “رفض الفنانين التنازل عن أجورهم لا يدل سوى على تفكيرهم في مصلحتهم فقط، فهم لا ينظرون للأمور نظرة عميقة، لأن قرارهم سيؤدي إلى وقف عجلة الإنتاج وسيساهم في انهيار الفن المصري” .
يأتي الفنان هاني رمزي من ضمن الذين قاموا بتخفيض أجورهم، حيث أكد أن اتخاذه لهذه الخطوة جاءت كمحاولة لرد الجميل للفن ويقول: “أعمل الآن بأقل من نصف أجري كمحاولة للنهوض مرة أخرى بالفن المصري الذي أوشك على الانهيار بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر، فهناك العديد من شركات الإنتاج أعلنت إفلاسها وأغلقت أبوابها بسبب إصرار الفنانين على تقاضي أجور خيالية، وبالتالي هذه المشكلة أثرت بالسلب في حجم الإنتاج الدرامي والتلفزيوني وأصبحت تهدد مستقبل الفن في مصر” .
ويتابع: إصرار الفنانين على تقاضي أجورهم بالكامل يحقق أغراض المتشددين وأعداء الفن، الذين يحاولون تدمير وتشويه سمعة وصورة الفنانين ويسعون لتدمير الفن، لذلك أطالب كل فنان بتخفيض أجره حتى لا نعطي لهؤلاء المتشددين الفرصة لتحقيق أغراضهم .
الفنانة سمية الخشاب أكدت تنازلها عن جزء من أجرها قائلة: “قررت اتخاذ هذا القرار مراعاة للظروف الاقتصادية التي تعاني منها شركات الإنتاج والقنوات الفضائية، فتنازلي عن نصف أجري يعتبر واجباً وطنياً ولا يقلل من شأن نجوميتي ولا يدل على تراجع مكانتي الفنية بل بالعكس فهو أكبر دليل على خوفي وقلقي على مستقبل الفن في مصر، فأنا لدي رغبة حقيقية للمساهمة في تدوير عجلة إنتاج الدراما والسينما والنهوض بالفن مرة أخرى”، وأعلم جيداً أن هناك عدداً من الفنانين رفضوا تخفيض أجورهم ولا يمكن لأحد إجبارهم على عدم اتخاذ هذه الخطوة، ولكنني أريد أن أوجه لهم رسالة مهمة وهو أن تخفيض الأجور سوف يساند ويدعم الدراما المصرية وسيحميها من الانهيار .
رغم تأكيد العديد من الفنانين على تخفيض أجورهم كمحاولة لدعم ومساندة صناعة السينما والدراما في مصر إلا أن البعض الآخر يرفض اتخاذ هذه الخطوة، فالفنان يوسف الشريف يقول: “لا يوجد علاقة بين الأزمة التي تمر بها صناعة الدراما والسينما وبين القرار الذي اتخذه بعض الفنانين بتخفيض أجورهم، لأن هذا القرار ببساطة لن يستفيد منه سوى المنتج ولا يتعلق بالنهوض بعجلة الإنتاج كما يعتقد البعض، فالمسلسلات التي عرضت العام الماضي لم تتعرض للخسارة كما كان يعتقد بعض الفنانين بل نجحت في جلب عشرات الإعلانات للقنوات التلفزيونية التي عرضت عليها هذه المسلسلات، وبالتالي نجح المنتجون في تحقيق أرباح خيالية” . ويضيف: رغم رفضي لفكرة لجوء الفنانين لتخفيض أجورهم، إلا أنني أريد أن أوضح شيئاً مهماً وهو أنني لست من أصحاب الأجور الخيالية أو الضخمة .
وتتفق الفنانة لوسي مع يوسف الشريف، مؤكدة أن تخفيض أجور الفنانين لن يفيد سوى المنتجين وتقول: “لقد خفضت أجري بالفعل بعد اندلاع ثورة 25 يناير إلا أنني فوجئت بطلب بعض المنتجين بالتنازل عن أجري بالكامل أو بالحصول على مبلغ رمزي، وبصراحة أنا رفضت هذا الطلب لأن به تقليلا من مكانتي الفنية، فما يحدث الآن ليس سوى مجرد استغلال شركات الإنتاج للفنانين” .