2012/07/04
نجدت أنزور مخرج رائع وتربطني به صداقة متينة
شاهدوا العمل حتى نهايته ثم احكموا.
لو كنت في أفغانستان أو العراق لخفت من دوري في "ما ملكت أيمانكم".
لم أكن أتوقع للنمس كل هذه الجماهيرية.
ما قدمه تيم حسن حتى اليوم جزء من قدراته الكبيرة فهو كوميدي على سوية عالية جداً.
في وسطنا هناك استسهال واستباحة واضحين لمهنة الإخراج.
أستغرب كيف تعطي النقابة الأذن لمن لا يفقه الإخراج.
خاص بوسطة – ديانا الهزيم
فنان متميز، كان الطالب الأول في دفعته عندما تخرّج من المعهد العالي للفنون المسرحية، أدواره البعيدة عن النمطية تشهد له، الفنان مصطفى الخاني، ذلك النمس الذي دخل بيوت الوطن العربي دون استئذان، التقته بوسطة لتقول له "هلا والله حيا الله" بك في موقعنا، فكان هذا الحوار اللطيف، الصريح، والممتع.
فلنتحدث بدايةً عن دورك في مسلسل "ما ملكت أيمانكم"، بما أن الجمهور قد اعتاد عليك في مثل هذه الأدوار المختلفة ؟ صف لنا تخيلك للدور عندما بدأت بقراءة النص؟
كممثل أغراني هذا الدور لأدائه، وكان لدي الكثير من الخيارات لهذه السنة، وأذكر أن المخرج نجدت أنزور الدور، عندما كنت في دبي، أرسل لي السيناريو ومنحني الحرية في الاختيار بين عدة أدوار، فاخترت دور "توفيق"، وبناء على هذا الحديث بدأت العمل على هذه الشخصية المغرية التي جعلتني أكتشف أنني أستطيع تمثيل عدة شخصيات مختلفة على جميع الأصعدة.
كيف هي علاقتك بأنزور ؟
هو مخرج رائع وصديق جيد، تربطني به علاقة ود ومحبة جميلة.
ألم تخَف من الانتقادات التي كانت ستوجه لك عن دور خطير كهذا؟
كنت قلقاً لأن كل دور أمثله يكون لدي هاجس تجاه تلقي الجمهور له وتفهمه، حتى وإن كان سيوصل ما أردت إيصاله، لذا سأوجه رسالة لمن بدأ بتشكيل الانتقادات طالباً منهم أن يشاهدوا العمل حتى نهايته، وبعدها يحكمون عليه، وأؤكد أن هذا العمل يحارب الإرهاب، ويساند الدين الإسلامي ورجاله، كما أنه يجسد استغلال بعض رجال الدين لمناصبهم بشكل ادق يجسد استغلال بعض من يختبئون خلف عبائة رجال الدين للوصول الى مقاصدهم الشريرة عبر هذه المناصب ، فنحن بالعمل قدمنا اربع او خمس نماذج ايجابية لرجال الدين مثال ابو توفيق الشيخ عمار الشيخ الذي اتى من الازهر ... وقدمنا احد نماذج السلبية والذي اعتبرناه رجل يختبئ خلف عباءة رجال الدين وبالتاكيد العمل يدين الإرهاب ويدافع عن الدين الإسلامي ورجاله فنحن لا نرضى باي شكل من الأشكال ان يتم الأساءة لاي من الأديان السماوية سواء في عمل فني او في حياتنا اليومية.
ألم تخف من الأذية ما على الصعيد الشخصي؟
لو كنت في أفغانستان أو العراق لخفت فعلاً، لكني أعيش في سورية، فالسلام والأمن والاستقرار والنظام من أهم النعم التي أنا حاصل عليها، وأعاود القول إننا في هذا العمل لم نتعدى كذباً على أحد، إنما تحدثنا بكل عقلانية عن شيء موجود في الواقع ، محاورين إياهم بمرجعيات دينية وقرآنية.
ما النتائج التي تلمستها، والأصداء التي سمعتها حول "ما ملكت أيمانكم" ؟
نتائج ايجابية والحمد لله، فأنا أعتبر أنه من أكثر الأعمال متابعة لهذا الموسم، تبين لي ذلك من خلال عدة إحصائيات شملت سورية والخليج وعدة دول من الوطن العربي. أيضاً وفقنا في اختيار نجم كبير مثل سلطان الطرب جورج وسوف ليغني شارة المسلسل، خاصةً أن (الفيديو كليب) عرض قبل عرض العمل بشهر تقريباً وكان يضم لقطات منتقاة من المسلسل، إضافةً إلى وجود فنانين كبار، وطبعاً بقيادة مخرج مبدع كنجدت أنزور، كل هذه الظروف ساعدت على إقبال الناس ومتابعتهم للعمل.
ما هو سر الجماهيرية الكبيرة التي حققها دورك في باب الحارة على الرغم من أدائك للكثير من الأدوار القوية والمهمة من قبل؟
بدزن شك سبق وقدمت أدواراً لاتقل أهمية على صعيد الأداء من شخصية النمس وبعضها قد يكون أهم من جهة الأداء لكن في هذه الشخصية توافرت ظروف متكاملة لعبت دور في نجاحها منها القناة العارضة ، لكني أظن أن الـ mbc تعرف تماماً كيف تسوّق لنجومها ومسلسلاتها بالطريقة الصحيحة، وأيضا طبيعة الشخصية والتناقضات الموجودة فيها، والغموض حول "النمس" هل هو الطيب، أو الشرير أو الجاسوس، هذا عدا عن الجانب الكوميدي في الشخصية، والذي لعب الدور الأهم، إضافةً إلى المثابرة على إظهار الشخصية بالشكل الصحيح والارتجال ببعض جملها وكلامها، كل هذا رفع من شعبية الشخصية وطبعاً التوفيق الذي وهبنا إياه رب العالمين، وصراحةً لم أكن أتوقع كل هذه الجماهيرية.
هل تشعر أن للمخرج الملا فضل عليك؟
بدون شك أن لباب الحارة وللمخرج بسام الملا فضل كبير علي، فالعمل شكل لي منعطف كبيراً، ونقلة جيدة في حياتي الفنية.
إذاً لماذا غادرت في منتصف تصوير "باب الحارة5"، ونحن نعرف أنك على علاقة جيدة مع المخرج بسام الملا؟
فعلاً تربطني علاقة قوية بالمخرج بسام، إلا أن خلافي مع مؤمن الملا لأسباب مهنية وتنظيمية لها علاقة بأوقات العمل.
"باب الحارة"، "الدبور" و"أهل الراية" جميعها مسلسلات بيئة شامية أين يكمن الاختلاف الحقيقي بين أعمال كهذه؟
أحياناً تقدم بعض أعمال البيئة بشكل سطحي لعدم إدراك العاملين فيها مضمون وتفاصيل هذا العمل، ومن مميزات بسام الملا أنه يدرك ويعرف كل شيء في هذه البيئة، والآن أصبح كل شخص يعرف ما في هذه البيئة، الأمر الذي أدى إلى وجود استسهال واستباحة واضحين لمهنة الإخراج، فأصبح أي شخص بإمكانه أن يصبح مخرج، على عكس ما كان يجري في الماضي فقد كان المخرج يمتهن الإخراج بدراسته أو يعمل كمساعد مخرج أو مخرج منفذ لفترة طويلة، مراكماً الخبرات كما حدث مع حاتم علي والليث حجو ورشا شربتجي وغيرهم، وطبعاً أولاء حققوا حضوراً وتميزاً، أما الآن فنفاجأ أحياناً أن مخرج العمل عمل كمساعد مخرج لمرة أو اثنين فقط، وهذا المخرج يعطي ملاحظات في الأداء لنجم كبسام كوسا وأسماء كبار، مثلاً، فما أستغربه كيف تعطي النقابة الأذن لمن لا يفقه الإخراج إن لم يكن عضواً في النقابة، ويؤسفني فعلاً وجود بعض مخرجين يقودون نجوماً ويتكلمون عن واقع أو ماضي وهم لا يعرفون حتى ألف باء هذه المهنة.
ما هي التجربة الأهم في حياتك المهنية ؟
كممثل أعتبر التجربة الأولى مثل الحب الأول في حياة الشخص، وحبي المهني الأول كان "الزير سالم"، أيضاً أحببت تجربة "صلاح الدين الأيوبي" و"جبران خليل جبران" إضافة إلى شخصية "النمس" التي اعتبرها، كما قلت سابقاً، المنعطف الكبير في حياتي المهنية، وبرأيي الدور الأخير الذي قدمته في "ما ملكت أيمانكم" سيكون من أهم التجارب.
ما هي مشاريعك الحالية؟
أقرأ نصاً مسرحياً وآخر تلفزيوني سيتم إطلاقه بعد رمضان، وتلقيت عرضا من ادارة الجامعة الامريكية في بيروت للتدريس لديهم للعام الدراسي القادم وذلك بعد ورشات العمل والمحاضرات التي قدمتها عندهم وتركت انظباعا جيدا لدى الطلاب والادارة فأن كان لدي وقت سأكون سعيد بالانضمام لكادرهم التدريسي ، وذلك سيحدد في حال وجد وقت.
إن خيروك بين التلفزيون والمسرح فأيهما تختار؟
الاختيار صعب، فلكل منهما متعة لا يقدمها الآخر، والمسرح يفرز الممثل الجيد عن السيئ، خاصةً مع وجود تفاعل دائم من قبل الجمهور، أما في التلفزيون فتوجد لعبة التكنيك ولعبة التعامل مع الكاميرا ومع مفردات الشخصية التلفزيونية، ومميزات التلفزيون الشهرة والنجومية والمال، هذه الأمور التي لا توجد في المسرح، ولا أستطيع أن أقول إني أريد العمل فقط في التلفزيون أو فقط في المسرح.
هل تعتبر الدراما السورية في تقدم أم في تراجع؟ وما رأيك في الأعمال التي تقدم حديثاً؟
طبعاً هي في صعود مستمر، وفي الأعمال التي تقدم حديثاً هناك تنوع من ناحية وجود الكوميديا والتاريخ، وهناك حضور لأعمال البيئة الشامية، وحضور للبيئة الاجتماعية، أيضاً هناك تقدم وتحسن بالنسبة لسوية الأداء وبرأيي الشخصي ما يميز الدراما السورية هو المنافسة في الأداء، وايضا المنافسة بين االأعمال بشكل عام خاصةً مع وجود ممثلين على سوية عالية جداً، ولدينا أساتذة كبار أيضاً من ناحية الإخراج.
ما هي الأعمال التي تتابعها حالياً؟
وقتي الضيق لذلك أحاول أن أشاهد أعمالي، بشكل رئيسي، "ما ملكت أيمانكم" و"باب الحارة" أيضاً أحاول متابعة "أسعد الوراق"، "بقعة ضوء" و"ذاكرة الجسد".
ألا تزال تدرّس في المعهد العالي للفنون المسرحية؟
للأسف لا فقد تركته العام الماضي،بسبب ضيق الوقت وارتباطي باسفر الكثير خارج البلاد وطلبوا مني هذه السنة أن أدرس طلاب السنة الأولى لكن لدي العديد من المشاغل، ومع هذا أحاول أن أتفرغ لهم، فلدي العديد من الذكريات الجميلة معهم وأحلى لحظات حياتي قضيتها في المعهد.
حدثنا عن أجمل هذه الذكريات.
أجمل لحظة كانت هي لحظة التخرج فقد جمعت فيها قمة السعادة والحزن، شعرت حينها بصدمة حقيقية لأنني سأترك عائلتي، حيث أنني كنت أقضي على الأقل 15 ساعة يومياً في المعهد، وفي الوقت نفسه أنا سأنطلق نحو حياة الاحترافية، أذكر فعلاً أنها كانت لحظة مليئة بالتناقضات فعلاً، خاصةً أن طلاب دفعتي أشخاص طيبون ومميزون جداً منهم تيم حسن، نادين سلامة، وائل شرف، ريم علي، ميسون أبو أسعد، معن عبد الحق، كفاح الخوض، ناندا محمد، وغيرهم.
هل تربطك حتى اليوم علاقة جيدة بهم؟
نعم، ولكن قد لا ألتقي مع البعض بشكل مستمر بسبب ضغط العمل والسفر، وطبيعة مهنتنا.
سأخص بالذكر الفنان تيم حسن، ماذا تحدثنا عنه أيام المعهد؟
تيم منذ أيام الدراسة كان من المتميزين جداً، ومن الطلاب الذين كنا نستمتع عندما نشاهد مشاهده، برأيي ما قدمه تيم حتى اليوم هو جزء من قدراته الكبيرة، فهو كوميدي على سوية عالية جداً، وما كان يقدمه على صعيد الكوميديا في المعهد يعتبر من المواهب النادرة، والموهوب في المعهد سيكون هكذا خارجه، فالمتميز لا يخفي نفسه.
من هو، برأيك، فنان سورية الأول؟
لا يمكن القول هناك فنان أول واحد في سورية، لأنه هناك العديد من الفنانين الذين أثبتوا تميزهم في درامانا، وظهروا بقوة، لذلك لن أسمي شخص فأظلم الباقين.
أنت معروف بمشاركاتك في النشاطات الإنسانية، ما هي آخر هذه النشاطات، برأيك هل من الضروري مشاركة الفنان فيها؟
آخر مشاركاتي كانت بحملة المحافظة على البيئة مع الفنان دريد لحام، وباسم ياخور، والعديد من الفنانين، أيضاً زيارتي لمعسكر أطفال السكري في مصياف، وهذه النشاطات كنى نقوم بها بشكل دائم فأنا منذ وجودي بالمعهد كنت آخذ طلابي ونذهب إلى المؤسسات الإنسانية والفعاليات الخيرية، وبرأيي للفنان دور هام في التأثير والمساهمة، خاصةً عندما يستفيد من العلاقة الجميلة التي تجمعه مع الجمهور لتوظيفها في خدمة قضايا وطنية وإنسانية، ولأنه مشهور ومعروف فهو يتحمل مسؤولية أكبر في هذا الخصوص، خاصةً أن الأطفال والشباب قد يتأثرون به بشكل أكبر، وأنا حريص دوماً لدعم وزيارة الجمعيات الإنسانية خاصة جمعية النور والزهور، منظمة sos، أطفال السكري، أطفال السرطان، وجمعية قوس قزح، وهذا واجب على أي شخص في المجتمع.
من وجهة نظرك هل ترى أنه من الممكن أن تصل الصحافة الالكترونية إلى أهمية المطبوعة؟
أعتقد حتى أنها قد تسبقها، وإلا ما الذي يدفع مؤسسة كبيرة كالـ mbc لتشتري مسلسلات وتعرضها على النت قبل التلفزيون الخاص فيها، ففي هذا العام اشترت mbc net مسلسل "ما ملكت أيمانكم" لتعرضه عرض أول على شبكتها الالكترونية فيصبح بمتناول كل من هو خارج الوطن العربي، وأيضاً فيما يتعلق بالصحافة الالكترونية، أصبحت الآن ذات دور هام جداً، فأنا أستطيع أن أصل إلى الخبر في أسرع وقت عن طريق النيت، والخبر أقرؤه بلحظته بينما علي أن أنتظر 24 ساعة كي أستطيع قراءته في الصحيفة المطبوعة. ودور الإعلام الالكتروني يتنامى شيئاً فشيئاً وسيكون له أهمية أكبر بكثير في الفترات القادمة حتى أنه قد يصبح ضرورة يومية.
كلمة أخيرة لبوسطة:
"يعطيكون العافية" موقع من المواقع التي أصبحت أتابعها فعلاً بشكل يومي في الأشهر الأخيرة، وما يميزه أنه يومياً ينشر أخباراً جديدة، ويومياً يرصد الحركة في الساحة الفنية بشكل جيد جداً، خاصة مع وجود متابعة ميدانية لأي عمل سوري.