مشهد افتقدناه كثيراً

سلوان حاتم – الثورة

في مشهد درامي خلال مسلسل (الفصول الأربعة) الذي يعرض حالياً على عدة قنوات فضائية والذي أنتج منذ سنوات يطل علينا الثلاثي الراحل خالد تاجا ونبيلة النابلسي وهالة شوكت ليؤدوا مشهداً درامياً ثلاثياً مع بعض كما اعتدنا أن نراهم بتألق وحرفية عالية تعيد إلينا ذكرى الراحلين الثلاثة.

‏

المشهد الذي قدمه الثلاثي الراحل ليس بالضبط ما قصدناه بالتحديد بل غياب الثلاثي الذين قدّموا الكثير من الأعمال وحققوا حضوراً فنيا ودرامياً أغنى الحركة الفنية السورية وكان أحد أسباب نجاحها وتفوقها وبقي في ذاكرتنا.‏

كثيرون غابوا عن الساحة الفنية بعد أن شكل ظهورهم في درامانا عبر العديد من الأدوار التي بقيت في وجدان السوريين لسنوات عديدة ولكن هناك أدوار لا يستطيع الكثيرون أن يؤدوها بنفس الأداء فالراحلة شوكت مثلت دور الفاتنة في كثير من الأعمال وطُلبت لتجسد هذا الدور في الأفلام المصرية وحتى في مراحل عمرها المتقدم قدمت العديد من الأدوار التي جسدت فيها دور المرأة الجميلة ومنها مسلسل (الفصول الأربعة) إلى جانب دور الأم الذي أتقنته أيضا تاركة لنا رصيداً يذكرنا بقدرات الفنانة الراحلة, كذلك الحال ينطبق على الفنان الراحل خالد تاجا الذي قلما نجد فناناً استطاع تقديم أدوار الشر والخير والكوميديا والتراجيديا بهذا الاتقان كما فعل تاجا, وهو يعد تميزاً للفنان الذي لقب بأنطوني كوين العرب, كما أن ما قدمته الراحلة المتألقة نبيلة النابلسي التي أدت دور الأم بحرفية عالية واعتبرت من أفضل من قدّم هذا الدور في الوطن العربي لما تمتعت به من حس مرهف في تجسيد هذا الدور يعد ذاكرة حقيقية وارشيفية لتألق نابلسي التي رحلت عنا بعد صراع مع المرض مع اننا كنا ننتظر الكثير من الفنانة لتقدمه لنا.‏

رغم أننا نفتقد الثلاثي في درامانا إلا أن الدراما السورية ما زالت تزخر بالكثير من الفنانين الذين نعوّل عليهم رفد الحركة الدرامية السورية وتعويض غياب من رحل عن شاشاتنا, صحيح أنهم رحلوا عنا إلا ان الذاكرة مازالت تتحدث عنهم وتذكرهم كلما شاهدنا أعمالهم أو حتى إن لم نشاهدها.‏