2013/05/29

مشاكسات..دراما ما بين السطور
مشاكسات..دراما ما بين السطور


فؤاد مسعد - الثورة

مما لا شك فيه أن للأعمال الدرامية سحرها وتأثيرها على المشاهد ، وإن جاء هذا التأثير متفاوتاً ، لكنه يبقى حاضراً بشكل أو بآخر

وبالتالي كثيرون باتوا يدركون قدرة الأعمال الدرامية على خرق عادات وتقاليد وترسيخ مفاهيم جديدة ، لدرجة أن هناك مسلسلات قد تمتلك في بعض الأحيان سطوة كتابة تاريخ جديد من وحي المؤلف والمخرج والجهة المنتجة ، وكم من أعمال عربية بُذخ فيها لتقديم صورة معينة عن طريقة حياة تم من خلالها طرح أفكار تنسجم مع الجهة أو المحطة المنتجة بغض النظر عن المرجع التاريخي الحقيقي الموثق بدقة ، لا بل قد تُبنى حضارات وتُهدم أخرى وتكرّس هذه الصورة في ذهن المتلقي وهي في حقيقة الأمر عبارة عن خيال من صنع الكاتب ، وكم من الأعمال الاجتماعية التي طرحت طبيعة علاقات ومشكلات تناولت موضوعات بررت فيها أفعالاً وأفكاراً كان من الصعب تبريرها بسهولة لولا هذه الوسيلة السلسة التي تدخل كل منزل ، والمصيبة أن هناك كثيرين قد يقفون عند حدود إعجابهم لعمل دون معرفة ما وراء الأكمة ، فلا يقرؤون ما خفي بين الأسطر ويبقون على السطح ، وقد لا يدركون الارتباط بين العمل والجهة أو المحطة المنتجة له والسبب وراء ذلك خاصة إن كانت هناك آلة إعلانية تسعى إلى ترويجه على مختلف المحطات وبشتى الطرق والوسائل .‏

ربما يستدعي هذا الأمر الوقوف عنده وخاصة لدى المعنيين بالشأن الدرامي والفني من مهتمين ونقاد ومبدعين .. كي لا يكتفوا بظواهر الأمور وإنما يغوصون إلى الخلفيات ويفكون الرموز ، فكلها معطيات تقدم إيحاءات وإشارات بألا نتعاطى مع هذه النوعية من الأعمال بعفوية مطلقة وإنما ينبغي معرفة أن هناك رؤوس أموال تقف وراء الإنتاج والتوزيع والتسويق ، وأن هذه الأعمال يمكن لها التأثير في وعي الرأي العام ومفاهيمه .