2012/07/04
أن تكون شريكا ثانيا في رصيد أنت صاحبه الأصلي لا أدري إلى أي مدى صدقت الإشاعة القائلة بأن الممثل التركي "مهند" قد تقاضى مبلغا وصل إلى مليون دولار على إعلان تلفزيوني. وقد ذكرت "مهند" بين قوسين لأنه الاسم الذي يعرفه الجميع به هنا في في منطقتنا، ولا أعتقد أن كثيرين يعرفون اسمه الحقيقي لا في منطقتنا ولا حتى في بلاده الأصلية تركيا. وهناك ربما لا يعرفونه لا باسم مهند ولا بأي اسم آخر.. وهذه ليست إشاعة.. ويمكنكم للتأكد من أن الأمر ليس إشاعة أو سوء نية أو حتى غيرة ذكورية شرقية من فتى أشقر غزى قلوب المراهقات وربما من هن أكبر سنا عندنا، يمكنكم مراجعة تقارير وكالات الأنباء والصحف التي غطت ظاهرة انتشار التركي في منطقتنا بشكل لفت انتباه حتى كبريات الصحف العالمية ومن ضمنها النيويورك تايمز التي نشرت تقريرا مفصلا عن الأمر مشيرة وبوضوح إلى أن "نور" المسلسل التركي الذي أيضا لا ندري إن كان اسمه الحقيقي هكذا، لم يلق أي نجاح في موطنه الأصلي. وعودة إلى المبلغ "الإشاعة" أقول بأن الرقم كائنا ما كان ليس بحاجة إلى التوقف كثيرا عنده فالظاهرة التي أطلقها الخط التركي أو "الترك سوري" كما يحلو لبعض الإعلاميين العرب تسميته، وسنعود لهذه التسمية لاحقا، هذه الظاهرة تستحق التوقف عندها حتى ولو كانت بعض أرقامها تقع في خانة الشائعات. لسنا بحاجة إلى أرقام ومراجع وإحالات لنفهم بالضبط أننا أمام ظاهرة فعلا أحدثت الكثير ولفتت الانتباه إلى الكثير. والوجوه كثيرة.. بعضها يثير الحنق وبكل صراحة.. فبؤس المعالجة أمر بات موضوعا للتندر اليومي عند الجميع حتى أولئك الذين يتابعون المسلسلات التركية ولا يفوتون حلقة واحدة. والبعض الآخر يثير الحيرة.. فكيف يمكن لظاهرة انتشرت سابقا عبر شاشاتنا وافترض بعضنا أنها أخذت مداها وأنتهت وأقصد ظاهرة الأعمال المدبلجة إلى اللغة العربية، كيف يمكن لهذه الظاهرة أن تعود وتتجدد بزخم اكبر وبكثير من ذاك الذي سبقها لدرجة جعلت المرحومة "كساندرا" تحمر، ليس خجلا بل غيرة وحسدا. تعددت الوجوه ولكنها جميعا بقيت تدور حول محور واحد وهو ذاك المتعلق بالانتشار الغير مسبوق وبنسب المشاهدة التي تجاوزت الأرقام القياسية خصوصا خارج موسم الذروة وأقصد بذلك شهر رمضان المبارك. ولفهم "أسرار" هذا الانتشار علينا ربما العودة إلى تلك العبارة "الترك سوري" التي لا أعتقدها تجانب الصواب كثيرا. فنحن، أي النصف الآخر من العبارة حتى ولو كان ثانيا، شركاء في هذا الانتشار. فهي أصواتنا.. ولن أبالغ كثيرا إن قلت أنها وجوهنا.. حتى ولو كان الأخ "مهند" أشقرا. وكذلك هي بيوتنا وجوانب من شوارعنا وأحيائنا. لسنا أمام "كساندرا" التي كانت ستبقى "كساندرا" حتى ولو قرر المعدون أن يطلقوا عليها اسم "فطوم". على عكس "لميس" التي هي ببساطة "لميس" ويمكنك أن تراها في مقهى بالقرب من الجامعة أو في مكتب تجاري أو تسير في الطريق مع صديقاتها باحثة بطرف عينها عساها تعثر على "يحياها" الذي هو بدوره "يحيى". إنها تلك الإلفة التي صاغتها درامنا مع جمهورها السوري والعربي عموما ليأتي الأخ "مهند" وربعه، الغير بعيدين عن منطقتنا وبيئتنا، حاصدين جزءا من رصيد على وشك أن يتم عقده الخامس منذ بدأت الشاشة تغزو بيوتنا ضيفا مرحبا به على وقع قبقاب غوار الذي كان يوقف الحركة في مدن بأكملها بانتظار قلوب تهاجر إلى قلوبها وأبواب تتفتح على حارات تصبوا لأن تصبح وطنا.. إنه بالضبط ذاك الرصيد الذي بات مشرعا لأن يستثمره آخرون من حقهم أن يبحثوا عن "أسواق" لمنتج بار عندهم وأثمر عند غيرهم. مع فارق هو أن ذاك الاستثمار تم بوجوه جديدة كليا "من عندهم".. بينما الوجوه "من عندنا" تجاوزت حد الإلفة لتصل في بعض الأحيان إلى حد.... أدعكم تكملون الجملة وللحديث تتمة.. شكري الريان