2013/05/29
سلوان حاتم – الثورة
اعتاد أو بالأصح تعوّد المشاهد للدراما السورية أن تنتهي روزنامة أي مسلسل بمرور ما يقارب الشهر ، تتخللها مئات المشَاهِد التي لا فائدة منها سوى الإطالة حتى يكمل المسلسل حلقاته في شهر رمضان المبارك،
ولأن هذا التقليد المتبع (حالياً) في عملية الإنتاج في بيع وشراء المحطات للعمل بعد ان كان لا يتجاوز الخمس عشرة حلقة سابقاً, فإن الدرامايين قد يجدون طريقاً للهروب من الحشو عبر إنتاج مسلسلات اللوحات أو الحلقات المنفصلة التي بدأت تتكاثر تدريجياً في السنوات الماضية .
هذا النوع من الدراما حقق نجاحاً جيداً على صعيد اللوحات الكوميدية منذ أعمال دريد ونهاد مروراً بمسلسل (يوميات مدير عام) و (عائلة خمس وست وسبع نجوم) انتهاء بـ (خربة) و (ضيعة ضايعة) حيث الأبطال هم ذاتهم في كل المسلسل وتتغير القصص أو الأحداث في كل حلقة , ما بدأ بالكوميديا تحول إلى المسلسلات (اللايت) التي تخلو من الكوميديا بالإضافة إلى التراجيديا مثل مسلسلات (مذكرات عائلية) و (الفصول الأربعة) التي حققت نجاحاً مميزاً في سنوات عرضها وتميزت مواضيعها التي طُرحت ضمن أسرة أو عدة أسر في مجتمع قائم تتعرض لأحداث دراماتيكية خلال الحياة اليومية أو ضمن مجموعة أصدقاء مثل مسلسل (صبايا) , قبل أن يستقطب هذا النوع الأفكار البوليسية مثل مسلسل (وجه العدالة) المأخوذ عن المسلسل الإذاعي الشهير حكم العدالة ومسلسل (سقوط الأقنعة) الذي أطال كل قصة إلى حلقتين أو ثلاث.
فإذا ما طرحنا سؤالاً أيهما يفضل المشاهد أن يتابع أكثر, مسلسلاً طويلاً أم سلسلة منفصلة الحلقات ؟ لما توصلنا إلى جواب أو نسبة محددة لأن لكل عمل له مزاياه وسلبياته, فالعمل الذي تنتهي أحداثه مع نهاية كل حلقة أو مع الحلقة التالية يفتقد عادة لعنصر التشويق لأحداث الحلقة القادمة كأنها فيلم جديد لمدة ساعة أو نصف ساعة إذ لاتؤثر عدم مشاهدة إحدى الحلقات على المتابع وهذا ما قد يجعل الطلب من الفضائيات عليها ، أو بالتحديد المُعلن فيها يضع ذلك نصب عينيه في عملية التسويق ، إذا ما أراد حجز إعلان لشهر بالكامل, ولكنها تبقى ميزة عن المسلسل المتصل الأحداث لأن عدم مشاهدة إحدى الحلقات قد تجعله يتوه عما يحدث في الحلقات التالية وهذا ما قد يتسبب في تأجيل متابعة العمل حتى يُعاد عرضه مرة أخرى ولكن يبقى التسلسل له من التشويق ما له كي يجذب المشاهد للمتابعة .
في درامانا خلال السنوات الماضية شاهدنا تنوعاً وتكراراً ، ربما يكون الطلب عليها وراء ذلك, ورغم المعوقات وما تمر به البلاد لا تزال عملية الإنتاج تتابع مسيرتها في تحدّ وإصرار على متابعة ما بُني خلال عدة عقود ..
وربما تكون فكرة الحلقات أو مجموعة الحلقات الثلاثية أو الخماسية كتلك المنتظرة في عدة أعمال هي الطريقة التي تعين درامانا في اجتذاب الفضائيات والمشاهد وخاصة أننا بدأنا نسمع عن ابتعاد بعض الممثلين والكتاب الذين يعتذرون عن المشاركة بسبب ارتباطهم بأعمال أخرى او لدواعي السفر. وربما تكون فرصة للكتابة لتجربة دخول مساحات أخرى إضافة للتنوع في الطروحات .
وبذلك تكون الدراما السورية تجمع ثلاثة أشياء معاً وتضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد, فهي طريقة للهروب من الإطالة والحشو, وفرصة تسمح للكتّاب بالتنويع أكثر في مجال الطرح وإغناء الحلقات دون الوقوع في مطب التكرار, كذلك للتخلص من فكرة اعتذار بعض الفنانين عن الأعمال بحجة السفر خارج البلد عن طريق حصر الحلقات في عدد معين من الممثلين, وقد ينحصر التصوير في أماكن محددة لمن يتحجج بحجج أخرى .. لأن الدراما السورية ناجحة باسمها لا باسم بعض من عمل بها ويفكر بهجرانها .