2013/05/29
حوار: زبيدة الإبراهيم – البعث
لفتنا الفنان الشاب مروان أبو شاهين في العام الماضي في مسلسل "الخربة" وبدأت التساؤلات عن هذا الممثل الشاب، الذي بدا وكأننا نراه لأول مرة، مع أنه متواجد كممثل منذ أكثر من عشر سنوات، قدم خلالها العديد من الأدوار وخصوصا في المسلسلات التاريخية الهامة، لكنه في الخربة كان مختلفا وظريفا أحبه الجمهور العربي، وبدأنا نكتشف جوانب جديدة من موهبته ونكتشف صوته الجميل في المسلسلات المدبلجة، كما تابعناه هذا العام بشخصية جهاد في مسلسل "أرواح عارية" بدور آخر يرينا وجها آخر لهذا الفنان الذي أبدع بهذا الدور كما أبدع بالكوميديا في العام الماضي وأسأل:
< بعد نجاحك مع المخرج الليث حجو في العام الماضي في الكوميديا في "الخربة"، شاهدناك هذا العام في مسلسل اجتماعي هو " أرواح عارية"، إلى أي حد يختلف أداء الممثل بين النمطين ، وهل تقل مساحة الارتجال؟
** لا شك أن العمل الكوميدي يمنح الممثل مساحة أكبر للعب .. وخصوصا إذا كانت الشخصية محكومة بكاراكتر معين، فهذا يحرض خيال الممثل أكثر لإيجاد تفاصيل وأفعال تغني هذا الكاراكتر، والبحث عن تيمة معينة يمكن من خلالها إثارة الضحك لدى المتلقى، أما في العمل الاجتماعي فالممثل محكوم بإطار معين للشخصية التي يقوم بأدائها ضمن حدود منطقية والبحث في نقاط التقاطع بينها وبينه كشخص، وغالباً ما تكون أقرب إلى الواقعية، فلذلك حتما مساحة الارتجال في العمل الكوميدي هي أكبر بكثير.
< وماذا عن شخصية جهاد في "أرواح عارية" إلى أي حد تجدها قريبة لروحك؟
< < عندما قرأت شخصية جهاد شعرت أنها تشبهني إلى حد كبير، فالهدوء والسلام الداخلي اللذين تتسم بهما هذه الشخصية يتقاطعان معي كشخص مما جعلني أتعاطف مع الشخصية دون أي تعقيدات، ولم تأخذ من وقتي الكثير لإيجاد تفاصيلها كونها قريبة جدا مني، رغم أنني أفضل أداء الشخصيات البعيدة كل البعد عني وعن الصفات التي أحملها في الحياة، وأعتقد أن هذا يغنيني أكثر كممثل.
< في حديث سابق قلت إن الخربة غيّر مجموعة العمل 180 درجة، كيف يمكن أن تشرح لنا هذا الموضوع، وما الدور الذي لعبه المخرج الليث حجو في هذا؟
< < لا شك أن الخربة أضاف لي الكثير، وقد حقق نقلة نوعية هامة جداً في حياتي كفنان وكإنسان، إذ شعرت بعد هذا العمل بطعم النجاح، وهذا عرفته من خلال تفاعل الشارع معي.. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الشخصية استطاعت الوصول لقلب المتلقي، وجهود المبدع الليث حجو كانت الأساس في هذا النجاح فهو انتقى عملا متكاملاً نموذجياً، وعمل عليه بإحساس عالي المستوى، بروح المخرج الذي يعي تماما ماذا يريد، وإلى أين سيصل من هذا العمل، فالخربة مثال العمل الناجح بكافة المقاييس نصاً وإخراجاً وتمثيلاً، وهذه هي العناصر الأساسية في وصول أي عمل إلى القمة
< يختلف الأسلوب الإخراجي لليث حجو ما بين الكوميدي والاجتماعي؟وهل
< < أنا أرى ان المخرج المتمكن يستطيع أن يبدع بكافة أنواع الدراما، فرأينا الليث حجو في أعمال كوميدية واجتماعية وبدوية، وكان قد وضع بصمته المميزة في هذه الأعمال كلها ببراعة، فالإبداع لا يتجزأ، والمبدع يستطيع أن يكون في الموقع الذي يشاء ومتى يشاء.
< للموسم الثاني أنت مع فيصل بني المرجة في أوراق بنفسجية، وبأدوار متعددة؟ هل تعتبر أن هناك تطوراً ما في أعمال المخرج بني المرجة عن العام الماضي ؟ وما الذي يجذبك للعمل معه؟
< < في أوراق بنفسجية كان الحافز الأهم لوجودي في هذا العمل هو أنني كنت طرفا أساسياً في اختيار اللوحات التي شاركت بها، وكان الأستاذ فيصل متعاونا لأقصى حد في هذا الموضوع، ومع أن الجزأين اللذين عملت بهما في السنة الماضية وهذه السنة لم يأخذا حقهما في العرض إلا أن هناك بعض اللوحات كانت جديرة بأن تشاهد وأن تأخذ حقها في العرض، ولكن كما هو الحال في شهر رمضان المبارك لا يستطيع المشاهد أن يحصر مشاهدته بأكثر من عملين أو ثلاثة فقط، وبالتالي أعمال كثيرة لا تأخذ حقها في العرض كما في أوراق بنفسجية، والأستاذ فيصل من المخرجين المتعاونين جدا في تقبّل الاقتراحات ووجهات النظر، وهذا كان يعطي الممثل مساحة لتقديم ما هو أفضل.
< تمثل عنصراً أساسياً في فن الدوبلاج، الذي تقول عنه أنه فن صعب، هل تجد في الدوبلاج إشباعا فنيا لك؟
** الدوبلاج مهنة ممتعة جداً، وهو فن قائم بحد ذاته، كما أنه يعطي الممثل مساحة كبيرة في استخدام كافة أدواته وتطويرها، وهذا لا ينفصل عن الدراما نهائيا بل قد يكون أصعب من العمل الدرامي، فالممثل مضطر أن يتبع الشخصية بدبلجتها بشكل أو آخر وبكل تفصيل تقوم به هذه الشخصية، وهذا برأيي أصعب بكثير من أداء شخصية درامية يستطيع الممثل أن يضيف عليها على الأقل وبالنسبة لي كممثل الإشباع الفني لا يقتصر فقط على الدوبلاج بل في كل أنواع الفنون، والدوبلاج جزء لا يتجزأ من هذه الفنون,,
< اعتاد عليك الجمهور في دبلجة أعمال الكرتون والمسلسلات الأجنبية، ولكنك هذا العام دبلجت صوت الفنان محمد المفتاح في مسلسل "عمر" ما خصوصية الدبلجة التي وجدتها في هذه التجربة ؟
< < الحقيقة أن الخصوصية تكمن في المشاركة بالعمل بحد ذاته، فمسلسل عمر كان من أهم الأعمال التي صُورت لهذا العام، والأستاذ حاتم علي أسند لي دوراً في هذا العمل، ولكن لسوء الحظ ولبعض الظروف التي لها علاقة بالشكل الخارجي للشخصية لم أستطع أن أشارك فيه فشعرت أن مشاركتي بالعمل كدوبلاج كانت حافزاً هاماً بأنني لم أغادر العمل، وخصوصاً أنني دبلجت واحدة من أهم الشخصيات فيه كان يجسدها الفنان الكبير محمد مفتاح.
< من المعروف عنك حبك للمسرح ولكننا لم نرك في الموسم الماضي، هل ستعوض في هذا العام؟
< < لقد ذكرت سابقاً بأن المشكلة التي حالت بيني وبين المسرح هي في عدم توفر الشروط الصحية والملائمة لتقديم ما يليق بهذه الخشبة، والتي كان سببها الأساسي أشخاص لا يقدرون معنى وقدسية هذا المكان، وأعتقد أنهم قد لا يعرفونه إطلاقاً، فهم يصدرون القرارات التي تضع حاجزاً بيننا وبين المسرح دون أن يعوا خطورتها التي تؤدي لخنق المسرح وتدميره.. وللأسف هؤلاء الأشخاص تابعون للمسرح بشكل أو بآخر ولا أعتقد أنني سأعود إلى المسرح إلا إذا توفرت هذه الشروط على أكمل وجه "منقول إن شاء الله"..
< وإلى اي حد تجد أن الفرص متاحة لكل الممثلين لإثبات أنفسهم؟ وهل هناك فرصة ما تنتظرها؟
< < أعتقد أن مسألة الشللية الموجودة في الوسط الفني تقف حجر عثرة في طريق الحصول على الفرص بالتساوي، فالممثل الذي يتبع لشلة معينة لا يستطيع العمل مع بقية الشلل، طبعاً باستثناء النجوم، فمن أين ستأتي الفرص، ضمن هكذا ظرف، والممثل الذي لا يتبع لأي من هذا الشلل وليس له أحد يسنده ويدعمه في هذا الوسط وحتى ولو كان موهوباً لحد كبير من الأفضل له أن يبحث عن مهنة أخرى يستطيع العيش من خلالها، أما بالنسبة لي فمنذ تخرجي منذ أحد عشر عاماً وأنا أنتظر، وبصراحة أكثر سئمت الانتظار، والأعمال التي قدمتني بصورة جيدة هي قليلة قياسا لعدد السنوات التي مرت على التخرج.
< هناك مجموعة كبيرة من الممثلين الجيدين ولا نجدهم على الخريطة الدرامية، كيف يمكن تفعيل وجودهم على الساحة الدرامية السورية؟
< < كما ذكرت، عندما نتحرر من الشللية والعصابات في هذا الوسط، ونبحث عن الموهبة والأخلاق معاً، هؤلاء الأشخاص سوف تكون لهم حصص لا بأس بها.. والأمل موجود.
< هل من مشاريع جديدة تحضر لها ؟
< < أنا الآن بصدد قراءة عمل جديد مع المخرج الشاب وسيم السيد بعنوان "روزنامة" الذي يقدم حياة ويوميات طلاب الجامعة، وسأجسد فيه شخصية عرفان رئيس مجلس إدارة الجامعة، وأتمنى أن نحقق شيئا يصل لقلوب الناس بحب وشفافية، وهناك مشاريع أخرى لم يؤخذ القرار بها بعد، بكل الأحوال أتمنى أن ينال كل مجتهد في هذه المهنة نصيبا من النجاح والتميز.