2012/07/04
يجب على لجنة صناعة السينما ونقابة الفنانين ووزارة الثقافة والإعلام أن تصدر قوانين تدعم الصناعية الدرامية. اعتماد أية شركة على مهنيين غير مدربين سيؤدي إلى ارتفاع التكلفة المادية للعمل. يفترض أن يكون لدى الموسيقي معرفة بفن الصورة. مهمتي دعم الفن والفنانين والفنيين في بلدنا. لا تتوافق الحالة الإبداعية عندما تكون تمثل وجه نظر واحدة. اقترحت على شركات الإنتاج أن تكون ساعات العمل لا تتجاوز العشرة في اليوم. بوسطة-علي أحمد مضى على عمله خلف الكاميرا أكثر من ثلاثين عاماً قدم فيها مختلف أنواع الدراما، وخرّج خلالها العديد من الفنيين الناجحين الذين بات لهم شهرتهم في عالم الدراما. مدير التصوير هشام المالح بدأ حياته المهنية بعد أن تخرج من المعهد العالي للسينما في القاهرة، فشارك في العديد من التجارب السينمائية "الكافرون، حب الحياة، الأبناء الصغار" وكما كانت له تجارب تلفزيونية كثيرة "علية النجوم، مرايا، هوى بحري،الطويبي". هشام المالح يتحدث في هذا اللقاء عن واقع صناعة الفن في سوريا. لم أنت متخوف على الصناعة الدرامية السورية؟ لأن شركات الإنتاج ليس لديها معرفة علمية وفنية للعمل الفني. وكيف يمكن المحافظة عليها؟ كي تحافظ الدراما السورية على ما توصلت إليه يجب على لجنة صناعة السينما ونقابة الفنانين ووزارة الثقافة والإعلام أن تصدر قوانين تدعم الصناعية الدرامية، سيما أن هنالك تراجعاً من قبل أصحاب الرأسمال العربي عن الإنتاج في سوريا، والذهاب للعمل في بلدانهم. ويضيف: يفترض أن يكون العاملين في مجال الإنتاج الفني، قد درسوا الاختصاص الذي سيعملون فيه، لا أن يكونوا أميين، سواء كان ذلك في مجال الإضاءة أو التصوير أو الديكور أو الملابس أو الإخراج ... حتى أن الشركات التي تعمل أو ستعمل في هذا المجال مطالبة أيضاً بامتلاك المعرفة الصحيحة عنه. لأن اعتماد أية شركة على مهنيين غير مدربين سيؤدي إلى ارتفاع التكلفة المادية للعمل. بينما وجود فنيين خبراء وأكاديميين، سيختصر الزمن الإنتاجي. ربما يكون الاعتماد على غير الأكاديميين هو من أجل لتوفير المادي؟ قد يوفر في جانب لكنه يصرف المال في جانب أخر، وكما قلت إن الأكاديميين والخبراء يوفرن الوقت وبالتالي يقللون من تكلفة العمل المادية. كيف كانت بداية الصناعة الدرامية؟ كانوا يعتمدون في نصوص الأعمال على روايات كتاب معروفين، حتى أنهم كانوا يوكلون الموسيقى التصويرية لموسيقيين خبراء ومعروفين، فيبدع في العمل، أما اليوم فيعتمدون على موسيقيين عاديين. لكن هؤلاء الموسيقيين أكاديميين؟ نعم وهذا لا يكفي، إذا يفترض أن يكون لدى الموسيقي معرفة بفن الصورة، لأن العمل الفني مبني على اللغة السمعية والبصرية. والعمل يفترض أن يكون ناجحاً من كل جوانبه: الشكل والمضمون والمعاني، حتى أن النص إذا لم يكن ناجحاً بنسبة 80% فمن الصعب تسويقه. وما هو دور القطاع العام في كل ذلك؟ القطاع العام يدعم الإنتاج الدرامي، وله إنتاجه الخاص به، ومؤخراً بعد فتح محطة للدراما يفترض أن يتحسن حال واقع الدراما، وأرجو من وزارة الإعلام ومديرية الإنتاج ومحطة الدراما ممارسة دورها المفترض في دعم الدراما السورية. لماذا لا يكون في سوريا مدينة إنتاج إعلامي أسوة بمصر ؟ هذا طموح نتمنى أن يتحقق في الفترة القريبة، فهذه المدينة ستكون تابعة لوزارة الإعلام، خاصة أن هذه المدينة تسهل وجود محطات فضائية سورية خاصة، وتؤمن لهذه المحطات الاستوديوهات والمعدات والموافقات. انتقالك لتدريس التصوير والإضاءة في الأكاديمية الأمريكية، هل هي استراحة المحارب؟ قبل أن أدخل مجال التدريس قمت بتدريب العديد من المصورين وفنيي الإضاءة، وهدفي من كل ذلك دعم صناع الفن والدراما في سوريا، فمنذ أن قمنا بتأسيسها، وعملنا على أن يكون شكل الصورة التلفزيونية سينمائياً، أي التصوير بكاميرا واحدة. ومهمتي دعم الفن والفنانين والفنيين في بلدنا. وإنشاء مراكز التدريب والتدريس في سوريا لدعم هذه الصناع في سوريا، حتى أننا نساهم في تدريب كوادر عربية من العديد من الدول العربية. لماذا لا يكون لك مشروعك الإخراجي الخاص بك بعد كل هذه التجارب والخبرة؟ أرفض أن أكون مخرجاً للعمل، فلا تتوافق الحالة الإبداعية عندما تكون تمثل وجه نظر واحدة أي أن أكون المصور والمخرج ومشرف الإضاءة في وقت واحد. يجب أن يحمل العمل أكثر من وجهة نظر. تحدثت عن وجهات النظر في العمل الفني، كيف تبني علاقتك مع المخرجين أثناء العمل؟ أحاول أن أشكل مع المخرج الذي أعمل معه ثنائياً متفاهماً ومتكاملاً، فأساعد المخرج المبتدئ، وأقدم وجهة نظري في العمل لأنني مهتم بنجاح العمل ككل وليس نجاح الصورة فقط، فالجهد الذي أبذله لا يضيع هباء في العمل. هل سبق لك رفض تجارب قدمت إليك؟ قبل البدء بأي تجربة أقرأ سيناريو العمل، فإذا وجدت أنه ضعيف، اقترح بعض التعديلات عليه، وعندما لا تؤخذ هذه الملاحظات والتعديلات وتضاف على النص عندها أرفض الدخول في هذه التجربة، لأن اسمي يجب أن يكون على عمل ناجح. من أجل ذلك ابتعدت عن العمل في التلفزيون؟ لقد اقترحت على شركات الإنتاج أن تكون ساعات العمل لا تتجاوز العشرة في اليوم، مع عطلة في نهاية الأسبوع، لكن ذلك لم يرق لهذه الشركات، فتجد أن الكثير من الأعمال تعمل في اليوم 20 ساعة وهذا ينهك فريق العمل. هذا من جانب ومن جانب آخر تجد هذه الشركات تعتمد على فنيين ليس لديهم خبرة، وأجورهم قليلة. شكراً هشام المالح