2012/07/04
المعتصم بالله حمدي - دار الخليج
فوجئ الفنان محمد منير والمنتج محمد ياسين بتسريب نحو سبع أغنيات من ألبوم منير الجديد “يا أهل العرب والطرب” قبل طرحه في الأسواق، حيث كان مقرراً طرحه نهاية الشهر الجاري، وجاء تسريب الألبوم أغنية تلو الأخرى، حيث تم تسريب أغنية “بعدك نار”، وبعدها أغنيات “جرحي القديم” و”على مين” و”في عينيكي” و”نوبيات” و”يا بلادي” .
وتسبب ذلك في غضب جمهور محمد منير، خوفاً من تأثير التسريب في مبيعات الألبوم، فقاموا بتدشين حملات على موقع التواصل الاجتماعي تطالب بعدم تحميل أغاني الألبوم من على الإنترنت والانتظار حتى وقت طرح الألبوم رسميا في الأسواق والقيام بشراء الألبوم الأصلي، وذلك لاحترام مجهود كل من شارك في صناعة الألبوم وعدم المشاركة في جريمة تحميله من على الإنترنت .
منير عبّر عن استيائه من تسريب أغنيات الألبوم وقال، إن مشكلة صناعة الموسيقا هي أن الدولة تخلت عن دورها الذي يجب أن تقوم به، لأنها قادرة على حماية هذه الصناعة المهمة التي تعتبر من أهم الصناعات في العالم، لكنها للأسف تخلت عن دورها، وأصبحت القرصنة وسرقة الأغنيات خطرا يهدد زوال صناعة الموسيقا .
منير بدا متفائلاً كالعادة وراهن على نجاح الألبوم رغم تسريبه، خاصة أنه يضم العديد من الأغنيات الرائعة مثل أغنية “قلبي ميشبهنيش” من كلمات الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي وألحان محمد رحيم، موضحاً أنه فخور بالتعاون مع الخال عبدالرحمن الأبنودي في ألبومه الجديد، حيث كتب كلمات شديدة الروعة والرقي، فالأغنية تقول كلماتها:
قلبي ميشبهنيش فعلا ميشبهنيش
أوقات بيعرفني وساعات ميعرفنيش
في الحب والإحساس وفي اختيار الناس
يمشي على كيفه كتير وميقليش
أصدق كتير مني وأجرأ كتير مني
ويا ما صدقته يا ما وكتير مصدقنيش
وأشار منير إلى أنه قدم هذه الأغنية بمصاحبة البيانو فقط، وهذا الشكل يستخدم لأول مرة في مصر بهذا الشكل، والألبوم رغم تسجيله في ثلاث قارات هي أمريكا الجنوبية وأوروبا وإفريقيا، لكنه يظل شديد المصرية والأغنيات تحمل طابعاً ثورياً يحمل رومانسية إنسانية .
وأكد أنه يناضل حتى يظل منير نفسه صناعة مصرية، فعلى مدى أكثر من ثلاثين عاما هي مشواره الفني كل ألبوماته تحمل “صنع في مصر”، وحلمه أن يظل صناعة مصرية، ورغم أن عنده عروضاً جيدة جدا، لكن هذه العروض لا تتناسب مع حلمه الفني، فالمبدع يعترضه نوعان يقفان ضد إبداعه، ديكتاتورية الرأي في الإبداع، وأن يفلس ولا يعرف كيف يبدع .
منير أكد أنه لا يشعر بالقلق من طرح ألبومه بالتزامن مع الأحداث الجارية في ميدان التحرير وقرب موعد الانتخابات البرلمانية، موضحاً أن الفن الجيد هو الذي يخلق الموسم وليس العكس، والفن لا يحتاج موعداً محدداً، والأزمات تجارة من ضمنها تجارة الحروب، والفن في الأزمات أقوى من تجارة الحرب لأنه يخاطب وجداناً . وأضاف: أعلم تماما أن أي حدث له تجار، ولدي قناعة بأن الفنان الذي ليس لديه رأي لا يصلح أن يكون فنانا، وأنا أعبر عن رأيي كمواطن مصري من حقه أن يتكلم ويكشف عما في نفوس المصريين، وهذا الدور يجب أن يلعبه أي إنسان يحب وطنه، ومنذ البداية لم أحدد موعداً لطرح الألبوم، وقلت إنني سأطرحه بمجرد الانتهاء من تسجيل جميع الأغنيات، وهو ما حدث بالفعل .
وعن عدم تصوير أي أغنية من الألبوم حتى الآن قال: سأطرح الألبوم من دون فيديو كليب، لكني سأقوم بتصوير مجموعة من الأغاني قريبا، وسأترك حرية الاختيار لجمهوري بعد طرح الألبوم رسمياً في الأسواق، خاصة أنه يحمل أيضا بصمة مجموعة من الشعراء الجدد والقدامى منهم عبدالرحمن الأبنودي ونبيل خلف وعبدالرحيم منصور وكوثر مصطفى ونصر الدين ناجي، كما أنه يمثل إنتاجا مميزا لشركة “arabica music” .
وأكد منير أنه وقع عقداً مع إحدى شركات المحمول حتى نهاية عام 2013 سيتم من خلاله تنظيم جولة غنائية تطوف جميع المحافظات من أسوان إلى الإسكندرية .
وعن اختياراته الغنائية في الألبوم الجديد قال: أصبحت أجد صعوبة في اختياراتي الغنائية، بسبب كثرة الموضوعات المهمة التي تغنيت بها سابقا، وإذا كانت اختياراتي القديمة جيدة فهذا راجع إلى وعيي الشديد بقضايا بلدي، وإلى مجموعة المثقفين الذين كانوا يحيطون بي، فهؤلاء النخبة المثقفة دعموني كثيراً .
وعن توقعاته لإمكانية تغيير الغناء للأفضل خلال الفترة المقبلة قال: “أحلى بكرة لينا تحلي الذكرى بينا طول ما إحنا يا ناس عايشين . . مبنجرحش العاشقين والكون كله بيدور وإحنا وياه بندور” .
منير أوضح أن سر بقاء أغنية “إزاي” مؤثرة في وجدان الجماهير المصرية يرجع لأنها من القلب وقال: تحدثت عن ثورة 25 يناير طوال سنوات عملي الفني، فقد قلتها بنغمة مهذبة بداية من “عروس النيل” عام ،1978 و”حدوتة مصرية” عام ،1980 و”اتكليي” عام ،1984 و”عليّ صوتك بالغنا” عام ،1996 ثم “حب إيه اللي من غير أي حرية”، لكن لهجتي ازدادت عنفا في “إزاي”، واعتبرتها صرخة عتاب، ومن حقي أن أفكر في العتاب حتى لو كانت قبل 25 يناير، لأننا وصلنا إلى مرحلة الصراخ بالعتاب، واللهجة اختلفت وفاض بي الصبر، وللعلم الآن ما يحدث من إراقة لدماء المصريين يحتاج منا جميعاً أن نتساءل “إزاي”؟