2012/07/04
ياسمين كفافي - الجمهورية
هو صاروخ كوميدي يدخل من الشاشة إلي قلب الجمهور .. افيهاته تتردد علي الألسنة ولكنه أيضا دليل حي علي فجوة بين ما يراه النقاد وصناع الفن الجيد. وبين آراء وأموال المشاهدين التي تذهب إلي أفلامه التي تحقق ملايين الجنيهات..
انه النجم الكوميدي محمد سعد الذي يعود وبقوة إلي شاشات السينما كحصان رابح أرادوا به أن يعيد الجمهور إلي الشاشة بعد الثورة. وأيضا يعود إلي الصحافة والاعلام التي يري انها لطالما ظلمته بل وأحيانا أهانته كإنسان وفنان. فهل هو علي حق؟ وهل سيستمر في تقديم الأفلام الكوميدية التي تحمل شعار الضحك فقط؟ وما حقيقة هجوم السبكي عليه وعمله القادم ورأيه في الكوميديا التي قدمت علي شاشات التليفزيون في رمضان الماضي.. أسئلة كثيرة حملتها له..
* في البداية.. مبروك علي "تك تك بوم" الذي قمت أنت بكتابته. فهل معني ذلك انك ستتحول لكتابة أعمالك بعد هذا بعيدا عن المؤلفين المحترفين خاصة انك متهم بانك تتدخل في كل كبيرة وصغيرة في أعمالك؟
أولاً "تك تك بوم" سيكون آخر الأعمال التي أكتبها. فأنا دائما ما أعتمد علي مؤلفين محترفين. ولكن "تك تك بوم" تجربة ذاتية عشتها معه كل المصريين في اللجان الشعبية سواء في السيدة زينب مسقط رأسي. أو في السادس من أكتوبر التي أعيش بها الآن. لذلك أردت كتابتها كتوثيق لما مر به الشعب المصري ولكن بعيدا عن الرعب والخوف الذي عشناه. بل في إطار كوميدي مرح. ثانيا مسألة تدخلي. فأي شخص يحب عمله يتدخل في أدق تفاصيله ويجادل مع زملائه ليخرج بالصورة التي يراها جيدة.
* لماذا وقع الاختيار علي درة وهي تونسية لتقديم الدور؟
أنا مثلت مع العديد من النجمات إلا درة. مما يجعلها روحا جديدة. وحتي لا يربط الناس بين هذا الفيلم وأي فيلم سابق قدمته مع مي عزالدين أو غيرها من النجمات.. ودرة مجتهدة وتعرف كيف تقدم أي دور يعرض عليها. وكان اختيارها جماعيا مع المنتج والمؤلف كما انها برعت في الكوميديا وهو نوع لم تقدمه من قبل!
* يقال ان سيطرتك علي العمل واصرارك علي وضع اسمك جعل الشركات المنتجة تبتعد عن النجمات خاصة اللاتي سبق ومثلن أمامك لأنك تحذف أدوارهن؟
وضع اسمي أمر بيد شركات الانتاج والتوزيع. وأنا في بدايتي كنت أحترم من سبقني. كما حدث في "الناظر" انه فيلم لعلاء ولي الدين. وأنا اسمي في الآخر يعني المسألة بها احترام. ثم ان علاقتي بكل النجمات اللاتي عملت معهن زي الفل من حلا في "اللمبي" مروراً بزينة ومي. وأتحدي أن يأتي أي شخص بالسيناريو ويجد انني حذفت دور ممثلة أحيانا هناك من يرغب في الوقيعة. وكل فنانة تعاملت معها ستؤكد ذلك والدليل أن دور درة في "تك بوم" زادت مشاهده ولم تقل!
ظهر الثورة
* بصراحة أري انك استغللت ثورة 25 يناير فلم تظهر كمؤيد أو معارض لها واليوم تقوم بفيلم عنها!
بالعكس.. شاركت منذ البداية. ولي تسجيلات مع العديد من القنوات أحيي الشباب. وصرخت أطالب بحماية الشعب اللي في البيوت. وأؤكد انني خائف علي مصر وسأقوم بدوري كأي مواطن في اللجان الشعبية التي حمت ظهر الثورة فمن في التحرير كانت أسرته محمية باللجان الشعبية وهكذا نجحت الثورة.
* كيف كان الشارع في اللجان الشعبية ومعهم صاروخ الكوميديا محمد سعد. ماذا كان رد فعلهم تجاه نجمهم المحبوب علي أرض الواقع؟
البعض اندهش.. ولكني قلت لهم: اليوم أنا ببساطة مواطن مصري. دوري ليس إضحاك الجمهور بل الوقوف معهم لحماية أسرتي وأولادي فكنا جميعا "يد واحدة" هي ببساطة لحظة حب بين الشعب المصري كله. عادت روح الاخوة بين كل مصري وأخيه ورغم الظروف كنا كلنا في منتهي السعادة!
* هناك من يري أن الفيلم مفكك بمعني أن المواضيع كثيرة وغير مترابطة كما أن مشهد التعذيب ظهر كحلم للبطل. فهل خاف صناع الفيلم من توضيح وجود تعذيب في السجون المصرية حتي الآن؟
الفيلم مليء بالمواضيع المطروحة وليس مفككا. فأنا أردت أن أمنع الملل عن المشاهد وأطرح عليه أفكاري بشكل سريع. أما مشهد الحلم فكان غرضي أن أطرح الموضوع بشكل لا يثير الحماسة. ويجعل المتفرج يخرج من صالات العرض يهتف ضد الحكومة. الموضوع هنا مخفف ليحمل شكلا كوميديا وليس لإثارة الغضب والحماسة.
* شخصية رياض المنفلوطي ظنها البعض من الجيش وليس الشرطة؟
بخصوص رياض المنفلوطي فقد اكتشفت اننا أخطأنا عندما قدمنا ضابط السجون في فيلم "اللي بالي بالك" مرتديا الأبيض. فضباط السجون ملابسهم لونها كاكي مثل الجيش. ومن هنا جاءت هذه الفكرة في "تك بوم" حيث يظهر الشكل الحقيقي لضابط السجون وليس "اللي بالي بالك"!
* متي سيخرج محمد سعد من دور ابن البلد أو اللمبي؟
في البداية أرغب في توضيح الفرق بين اللمبي وأي ابن بلد. البطل في تك تك بوم هو محمد سعد الحقيقي. فصوتي هو صوت البطل "تيكا" وطبيعته. فأنا بالفعل خرجت من عباءة اللمبي ولن أعود إليها وهناك عشرات الأدوار مختلفة الشكل للإنسان المصري البسيط ابن السيدة زينب مثلا التي أفتخر انني أنتمي إليها مثل فريد شوقي وبوسي وغيرهم.
أفكار مخففة
* ولكن البعض يري أن أدوارك متشابهة وسطحية فلم تقدم نقدا لما يحدث من مساويء للشعب في النظام السابق؟
أنا أقدم دائماً "شر البلية ما يضحك" مثل "بوحة" الذي قال في نهاية الفيلم "الشعب ينضرب في الخلاط والأزرار في يد كثيرين" هذا ما يمكن أن نطلق عليه "كباريه سياسي".. وغيري قدمه مغلفا بالدموع أما أنا فقدمته مغلفا بالضحك لأخفف عن الشعب المصري. الكوميديا ليست حراما وليست تهريجا بل هي أفكار مخففة لا تؤذي القلب.
* من الرئيس القادم في نظر محمد سعد؟
استمعي إلي كلمات الأغنية في نهاية الفيلم "لو كنت رئيس" لو كنت رئيس.. كنت يا تري هبقي حسيس.. علي بلدي وشعبي حريص.. ولا هخبط وهشوط.. يا تري هاخدم وهاساعد.. ولا مع الشر هتواعد.. وأفضل ماسك وقاعد علي الكرسي لحد ماموت كنت هاخربها وهادوسها.. كل يوم أسرق فلوسها.. ولا هاحضنها وأبوسها.. وأبقي جارها وعنها أحوش.. كنت هبقي صاحب كويس ولابس الاسم ريس.. والتي أبكت الجمهور.. كلماتها هي شروطي في الرئيس.. نعم سأنزل وسأنتخب الرئيس الذي يتوافق فكره ووعوده مع طموحي الذي لا يختلف مع طموح أي مصري وحتي الآن لم أحدد اسما بعينه.
تصالح بين الشرطة والشعب والجيش والشعب
* ماذا يقول محمد سعد للشعب الغاضب علي الشرطة وأحيانا علي الجيش والوقفات التي يتم تنظيمها.
ببساطة إذا أردت أن تتصالحي مع نفسك وانت فرد. تحتاج إلي شهور. وأحيانا سنين. فما بالك بنظام دولة انهار ويبني من جديد. الناس تفعل ما تراه صحيحا. وتحاول أن تقف بحزم لأشياء سبق وعانت منها مثل "قانون الطواريء" وغيره من القوانين ومن حقهم التعبير عن مخاوفهم طالما الاطار سلميا وكل ما أريده هو التصالح بين الشرطة والشعب والجيش والشعب.
* ما عملك القادم؟
سيكون مسلسلا سأعود فيه بدور عمدة "صعيدي" وأتمني أن يكون أول أعمالي التليفزيونية مقبولا لدي المشاهدين. وهو من إخراج وائل احسان ولم يحدد اسمه بعد وهناك مسلسل آخر مؤجل من قبل عامين.. ونفسي أعمله في 20 حلقة فقط!
* العديد من الكوميديانات دخلوا إلي التليفزيون هذا العام. فهل شاهدتهم؟ وما تقييمك لهم؟
بدون مجاملة كل واحد بطل في مجاله. فهنيدي بارع في شكل الشخصية للشاب الطيب. وأعتقد ان عدم النجاح المتوقع جاء لأن الجمهور سبق وشاهد الشخصية من قبل في فيلم قصير. فكان من الصعب أن يتقبله في 30 حلقة. ولكن لا تنسي هنيدي هو المفتاح الذي فتح الباب لجيل كامل من الشباب ليغزوا السينما. ودخلنا كلنا وراءه. أما أحمد مكي فهو بارع في تلك الخلطة الكوميدية الغريبة التي يقدمها فيمزج كرة القدم الأمريكية بالصعيد بالنت خلطة متميزة وتعجب جيل الشباب الصغير ومن ضمنهم أولادي الذين يعشقونه ويصرون أن اشاهده معهم طوال رمضان. أما هاني رمزي فهو من مدرسة صبحي وهو لامع فيما يقدمه.
* يقاس تقدم أي دولة بمسرحها فأين المسرح المصري في رأيك وهل هناك أمل فيه؟
المسرح يحتاج لامكانيات. ويمر بأزمة كما كانت السينما من قبل. وأنا متأكد من انه سيأتي اليوم الذي يعود فيه الأمان للمواطن. فيرغب في الذهاب للمسرح. عندها سيظهر المنتج الجرئ بامكانيات محترمة كما عادت السينما.
أنافس السبكي
* ما سبب هجوم السبكي عليك وهل يمكن أن تعود إليه؟
عم محمد السبكي علي عيني وهجومه مبرر. لأن الفيلمين "تك تك بوم" و"شارع الهرم" في تنافس وهو حر في رأيه ومسألة عودتي له ليست صعبة. المسألة مجرد نص حلو واتفاق وتعود المياه لمجاريها بيننا. فأنا بدأت معه وهو عُرف بقوة معي في "اللمبي" الذي كان وش الخير علينا.
* ولكني أري انك متفق تماما مع الشركة العربية التي تعمل معها الآن. خاصة ان إسعاد يونس فنانة؟
بالضبط الراحة تخلق نوعاً من السعادة لدي الفنان وتدفعه للإبداع ولكن العمل نصيب وبصراحة أنا مدلع هنا..
قيل ان أجرك أعلي من عادل امام فهل خفضت أجرك بعد الثورة؟
بصراحة المنظومة كلها تعدلت بعد الثورة ومسألة أجري قيل عنها كلام كتير ولا أفهم ما الذي سيفيد المشاهد من معرفة أجر أي فنان وعلي فكرة كلها شائعات..
* هل يمكن أن نراك مع إسعاد يونس في عمل كممثلة؟
أتمني وهي مشهورة بخفة دمها ويكفيها "بكيزة وزغلول" التي تضحكنا رغم مرور سنوات علي انتاجها.