2013/05/29
حسام عباس – دار الخليج
تخصص الفنان محمد رياض في تقديم الشخصيات الدينية خلال مشواره وتكررت تجاربه الفنية المميزة في الإطار نفسه، لكنه غاب لسنوات عن لعبته المفضلة حتى عاد وقدم في رمضان هذا العام مسلسل “الإمام الغزالي”، العالم الذي عاش في القرن الخامس الهجري ومر في حياته بمراحل عديدة وخاض معارك شديدة دفاعاً عن الوسطية في الدين الإسلامي، وإن كان محمد رياض يرى أن المسلسل ظلم في عرضه فهو سعيد بالتجربة وفخور بقيمة العمل ورسالته، وفي هذا اللقاء معه عن المسلسل ومشاريعه الجديدة دار الحوار .
عدت بعد غياب إلى الأعمال الدينية فلماذا الغياب وما الذي حمسك للعودة؟
للأسف الأعمال الدينية تظلم في السنوات الأخيرة ولا يوجد اهتمام بها سواء على مستوى الإنتاج أو التأليف أو العرض، وسبق أن قدمت عدة تجارب عن شخصيات من التاريخ الإسلامي، أنا فخور بها وهي بصمات في مشواري وعندما جاءني موضوع “الإمام الغزالي” وقرأت عنه وعن حياته تحمست جداً للشخصية والعمل لأنه شخصية مهمة في التاريخ الإسلامي وكان صاحب رسالة ومنهج وسطي، وخاض معارك كثيرة مع تيارات دينية متشددة في الفترة التي عاشها ومر في حياته الإنسانية بتجارب صعبة ومؤثرة ودرامية .
ما الذي حرصتم على تقديمه من خلال هذا العمل؟
قدمنا مراحل حياة الإمام منذ طفولته حتى وفاته بكل ما فيها من تفاصيل إنسانية ودراسته ومؤلفاته وأفكاره وأزماته وصراعاته مع فقهاء عصره من التيارات الدينية المختلفة، وأوضحنا ملامح الفكر الإسلامي الوسطي الذي تبناه ورفضه الفكر المتعصب والمتشدد، وهذه رسالة مهمة في هذه المرحلة لكل التيارات الدينية الموجودة على الساحة .
هل تتصور أن المسلسل أخذ حقه من العرض الجيد؟
للأسف أنا حزين على عدم الاهتمام بالمسلسل، إذ لم يعرض على قنوات مهمة خاصة بالتلفزيون المصري الفضائي، وتوقيتات العرض كانت سيئة وهذه عادة ما تحدث للأسف مع الأعمال الدينية، ولم يكن هناك اهتمام بتسويق المسلسل بشكل جيد، رغم أنه العمل الديني الوحيد الذي أنتجه التلفزيون المصري هذا العام، وقد وصلت تكاليف إنتاجه إلى 25 مليون جنيه .
كيف كان استعدادك لهذا العمل تحديداً؟
من حسن حظي أنني في إطار بحثي عن مؤلفات عن الإمام الغزالي قرأت كتاباً من تأليفه هو شخصياً عن حياته ودراسته ومؤلفاته، واستفدت منه الكثير، وقد تأجل تصوير المسلسل لأكثر من عام بسبب الثورة، وكان ذلك فرصة لمزيد من البحث والاستعداد للشخصية وكان هناك حوار دائم في العمل مع المؤلف والمخرج .
مع رصد ميزانية ضخمة للعمل هل كانت ظروف التصوير إيجابية وسهلة؟
للأسف تعرضنا كفريق عمل لظروف صعبة بسبب الانفلات الأمني، فقد تعرض بعض الفنانين لمضايقات كثيرة من بلطجية، حيث كنا نصور العمل في أماكن صحراوية بعيدة عن الفيوم ومعظم مشاهد العمل خارجية ومعروف أن هذه الأعمال تكون صعبة، حيث التصوير في الصحراء وفي الشمس الحارقة ووجود معارك يوجد فيها خيول وجمال وغيرها .
في فترات عديدة من مشوارك الفني كنا نراك في أكثر من عمل في العام الواحد أين أنت؟
منذ فترة قررت عدم استهلاك نفسي بهذا الشكل، حيث كانت فترة انتشار وتجارب وبحث عن الخبرة، لكنني الآن أحب التركيز في عمل واحد في العام تكون له قيمته، ولا شك في أن معايير الإنتاج تغيرت أيضاً .
هل أسعدك كل هذا العدد من نجوم الفن الذين قدموا أعمالاً في رمضان الفائت؟
بكل تأكيد هذا إثراء للدراما المصرية والفن المصري ويعطي قوة، والمشاهد هو المستفيد، رغم قناعتي بضرورة تنظيم مسألة العرض حتى لا نقع في مأزق الزحام، والكثير من الأعمال الجيدة تظلم بسبب زحام الأعمال، لكن على كل حال عودة نجوم السينما إلى التلفزيون عودة إلى بيتهم الأول فهو صانع الجماهيرية والانتشار الأوسع .
خضت تجربة الإنتاج السينمائي . . لماذا لا تجرب حظك في التلفزيون؟
هذا وارد لكن تجربة الإنتاج في كل الأحوال صعبة ومرهقة للفنان، لأنه يقع تحت ضغط المادة ورغبته في تقديم عمل له قيمة، وكان لدي ثلاثة مشاريع سينمائية بعد تجربة فيلم “حفل زفاف” لكن الظروف صارت أصعب بعد الأزمة الاقتصادية والمشكلات السياسية الأخيرة .
زوجتك الفنانة رانيا محمود ياسين قدمت بطولة مسلسل “أم الصابرين” عن الداعية زينب الغزالي وتعرضت لمشكلات كثيرة في هذا المسلسل . . كيف ترى التجربة؟
كنت سعيداً جداً بهذه الخطوة لها، لكي تؤكد موهبتها بتقديم عمل له قيمة عن شخصية مهمة مؤثرة لها دورها التاريخي والاجتماعي، لكن للأسف اختلط الفن بالسياسة وكان الخاسر هو العمل الفني الذي لم يأخذ حظه في العرض الجيد والمشكلات أفسدت التجربة .
هل لديك مخاوف على حرية الفن والإبداع في مصر؟
الثورة قامت من أجل الحرية، ولا يمكن أن يتراجع الفن والإبداع وسوف يدافع الشعب عن تاريخه وإبداعه .