2012/07/04
ميسون شباني - تشرين
في معظم الأدوار التي جسدها منذ احترافه الفن، سواء الكوميدية أو التراجيدية أثبت محمد خير الجراح قدرته على تقمص أي دور عبر العديد من الكاركترات التي عززت حضوره في الدراما وليؤكد هو أنه خُلق ليكون فناناً وحسب.
هذا العام شاهدناك فقط في الأعمال الكوميدية.. هل هذا توجه منك تجاه الكوميديا أم له علاقة بطبيعة الأدوار المقدمة؟
إن من أهم عيوب مخرجينا أنهم عندما يرون دوراً ناجحاً لممثل ما يقومون بإلباسه نفس الأدوار بدليل انه عرض علي هذا العام أكثر من دور له علاقة أو يشبه شخصية (أبو بدر) بمسلسل باب الحارة الشخصية الضعيفة والجبانة، رغم انه من حق الممثل أن يتجرب في أكثر من مكان حتى يعرف ما سيقدم ويستطيع إظهار ما لديه، وبسبب هذا الإشكال أعتقد أن المخرجين لم يشاهدوني سوى في الأعمال الكوميدية باستثناء عمل درامي لم يعرض بعد وهو (الشبيهة) وكان لي العديد من المشاركات هذا العام في الكوميديا في صبايا بجزئه الثالث ومسلسل الزعيم والخربة بقعة ضوء ومشاركة بسيطة في دليلة والزيبق وآخر خبر وجميع هذه الشخصيات كانت ذاهبة باتجاه كوميدي، وهذا ليس ذنبي وهناك سؤال دائم لي حول كيفية اختياري للأدوار؟؟ والحقيقة ان الممثل لا يختار أدواره بل إما أن يقبل الدور وإما لا يقبله، وقلة جداً النجوم الذين يطلبون تفصيلاً لشخصيات معينة خاصة في الدراما التلفزيونية، ولكنها حالة نادرة وقليلة، صحيح انني أعمل في الكوميديا لكن المسعى أن تكون الشخصية التي أقدمها متمايزة عن شخصيات أنا قدمتها ولا تكون متقاطعة معها لا من ناحية الشكل أو السلوك أو حتى الحركات، وكلما استطعت تحقيق هذه النتيجة أشعر أنني أستطيع خلق شخصيات جديدة استمتع بها، وهذا حدث معي في أكثر من عمل أنني قدمت شخصيات لم أقدمها سابقاً.
كان لك حضور مميز في مسلسل الخربة عبر شخصية جوهر وطريقة تأدية هذا النوع من الكاركترات من ناحية الشكل؟
في مسلسل الخربة أتيت إلى العمل متأخراً وكانوا قد بدؤوا بتصويره وكان هناك ممثل آخر في شخصية جوهر بو مالحة واعتذر لأسباب شخصية، وكانوا بحاجة لممثل بديل فأتيت أنا، وقمت وبالتعاون مع المخرج الليث حجو بتجريب اللهجة والتي كانت تعتبر الإشكال الأكبر كي نندمج بالبيئة ثم انتقلنا سريعاً للمرحلة الثانية وهي تشكيل الكاركتر بسرعة، وتحادثت مع المخرج بتفاصيل الشخصية، وباعتبار أنني أحب مقاربة الشخصية إلى حيوانات وآخذ ميزات منها، حاولت تطبيق هذا الأسلوب على الشخصية التي سأقدمها ومقاربتها منها، فمثلاً أبو بدر في باب الحارة كان أرنباً وجوهر في الخربة ديكاً وهذا لا نلمحه بشكل مباشر لكن المواصفات تنطبق عليه، والشخصيات في الخربة قدمها الكاتب بشكل جيد ومدروس ومنح النص والممثلين مفاتيح هذه الشخصيات فلم نعان كثيراً ونحن نقدمها، والقصة باعتقادي بحاجة لإيمان فقط بالكلام وبالكاركتر حتى تذهب الشخصية إلى الأقصى وهذا ما حدث ووفقنا إلى حد ما..
شاركت في تجربة لبنانية في مسلسل (آخر خبر) انتقالك إلى بيئة مختلفة كيف رأيت العمل ككل وكلهجة قدمتها؟
موضوع اللهجة كان بحاجة لوقت أطول هنا لذا كان اقتراحنا في العمل مع المخرج أن نقدم سوريين ضمن العمل، وهذا طبيعي جداً مع الدول المجاورة لبعضها والحالة التبادلية الفنية والدرامية أي أناس تعمل هنا وتعمل هناك وهناك عدد لابأس به من الفنيين السوريين في الأعمال اللبنانية..
برأيك نجاح أدائك في الأدوار الشامية، هو ما جعل مخرجي البيئة الشامية يذهبون تجاه الشخصية الناجحة التي قدمتها في باب الحارة؟
بالمناسبة أنا لم اعمل سوى مع الأخوين الملا، إضافة إلى أنني قدمت أهل الراية بجزئه الأول شيئاً مختلفاً وكانت شخصية درامية لا علاقة لها بالكوميديا، وقصة تأطير الممثل هي خوف من المغامرة وخوف من الاشتغال مع هذا الممثل في الدراما التلفزيونية فالعدد هنا محدد، وتأتي إعادة إنتاج هذا الممثل لشخصيات جديدة بناء على رؤيته وعلى النص وعلى علاقة المخرج معه ورؤية بعض المخرجين تجنح نحو الأسهل أي إحضار ممثل سبق أن قام بأدوار معينة فمثلاً مغامرة الحلاق قدمتها مرتين في كوم الحجر وفي الزعيم وكلتا الشخصيتان مختلفتان جداً عن بعضهما.
في مسلسل الزعيم قدمت تجربة غنائية عبر شخصية /أبو شكري/ هذه الأغاني كيف تم تقديمها هل كانت ارتجالية؟
أنا سبق أن قدمت تجربة الغناء في عدد من الأعمال وكانت أول تجربة لي في هذا المجال مع المخرج علاء الدين كوكش في مسلسل (ربيع بلا زهور) وكانت لي أغان خاصة ألحاناً وكلاماً، وارتكبت فعل الغناء في عدد من الأعمال بعدها حتى انني قدمت نوعاً من الغناء الطريف مع المخرج الكبير محمد فردوس أتاسي وكان الدور شخصية مغرمة بفريد الأطرش، وفي النهاية أنا لست مطرباً بل أنا أغني لصالح الدراما والعمل الدرامي.
في حالة الثنائي مع الفنانة شكران مرتجى إلى أي مدى مهم الشريك في العمل الفني في رأيك؟
المصادفة هي التي قادتنا للاجتماع معاً أنا وشكران ولكن يبدو أن القدر يأخذك لذلك وتتكرس هذه الظاهرة عند الناس أن هذين الفنانين ناجحان كأداء معاً، والعلاقة مع شكران في العمل الفني كثنائية كوميدية ممتعة جداً وخلاقة وأستطيع أن أصفها بالعلاقة التبادلية والتشاركية، وهذا مهم جداً بهذه الحالات فعملية تقديم الاقتراحات تغني الشخصيات وأتمنى أن نلتقي من جديد..
صرحت عن تحضيرات لمسلسل (يوميات أبو بدر) أين هو الآن وماذا حدث فيه؟
المشروع موجود والنص موجود إلا أن وجهة النظر كانت أن نترك فترة بين زمن عرض باب الحارة ووقت الدخول لتصوير هذا العمل وطبعاً ستكون شكران موجودة..
شاركت في الأجزاء الثلاثة لمسلسل صبايا هل السبب خصوصية اللهجة الحلبية؟
عبر شخصية قدري دخلت إلى عوالم حلب وأهلها ويفرح قلبي عندما أقدم شيئاً عن حلب واسعد بالطريقة التي يتلقى فيها الناس اللهجة الحلبية ولعوالم هذه المدينة، واشعر انه مثلما نقدم لبلدنا الكبير سورية أقدم لبلدي الصغير حلب هذه الإطلالة المستمرة عن حلب..
هل هناك مشاريع جديدة حالياً؟
حالياً لا وهناك ملاحظة أنه مجرد انتهاء شهر رمضان المبارك، فإن كل من يعمل بالمجال الفني يقومون بضخ طاقاتهم حتى يصلوا لرمضان المقبل وهناك تريث حالياً ومحاولة لإعادة توزيع الخريطة الإنتاجية بالنسبة للدراما عموماً، وأعتقد أنه لن يكون هناك إقلاع حقيقي حتى نهاية عيد الأضحى.
كيف ترى الإنتاج الدرامي للعام المقبل؟
حركة الإنتاج الدرامي أتمنى أن تكون نشيطة هذا العام، واعرف الآن أن هناك أكثر من جهة تتحضر للدخول في مجال التصوير وأنا على دراية ببعض التحضيرات ولكن إلى أي حد ستبلغ كثافته هذا العام هذا ما لا أعرفه، بدليل أن هناك سنوات كان عدد الأعمال الدرامية عالياً جداً صحيح ان هناك إشكالاً له علاقة بالتوزيع وهذا بحاجة لدراسة وعناية فائقة ومراجعة كبيرة جداً ونحن بحاجة لدعم وفتح محطات وطنية تلفزيونية بطريقة ما، ونحن نضعها في سلة المسؤول عن هذا الموضوع، شريطة ألا يكون المنتج السوري يحتاج إلى أن يبحث عن قناة عارضة لعمله، وألا يكون رهن البيع المشبوب بهوى سياسي أو اقتصادي ونحن تزداد أزمتنا في هذا المجال عاماً بعد عام، والمحطات الأخرى اتجهت نحو الإنتاج، والدليل إن في مصر هناك أكثر من 20 محطة متخصصة في الدراما ونحن لا نطلب أكثر من 4 إلى 5 محطات وأعتقد أنها قد تغطي السوق المحلية كي يصبح الإنتاج المحلي مجدياً ويلاقي مكانه..